مسؤولية تيار المستقبل
روزانا رمّال
هل تيار المستقبل مجرّد ضحية؟
تروج تحليلات تتحدّث عن خسائر تيار المستقبل جراء أحداث الشمال الدموية، حيث جمهوره ومناطقه ساحتها والخسائر فيها وبعض شبانها صاروا أداة للاعتداء على الجيش الذي يدعمه رئيس المستقبل والحكومة التي ينتمي رئيسها إلى مناخه، بينما يلقى هؤلاء الشباب تعاطفاً من البيئة الحاضنة للتيار.
فهل التيار مجرّد ضحية في ما يجري؟
وهل انّ مجرّد نمو التيارات المتطرفة على حسابه في مناخات المواجهات العسكرية يعطيه صفة المظلوم الواجب التضامن معه، وبالتالي الاستجابة إلى دعواته لوقف النار لأنها تتيح الفرصة لعقلنة شارعه واسترداده للاعتدال؟
1 – لولا التحريض المذهبي لما كان للتطرف مادة دسمة لتتقاطع مع بيئة تيار المستقبل، فهل وقع التيار ورئيسه ونوابه في هذا التحريض؟ وهل شاركوا بقوة في تصوير كلّ مشاكل جمهورهم باعتبارها عدواناً على الطائفة مرة ممّن أسموه حزب إيران وطوراً من مخابرات الجيش التي قالوا إنّ هذا الحزب يسيّرها؟
2 – جعل العدو في لبنان هو سورية والمقاومة وتناسي العداء لـ«إسرائيل» وسّع دائرة التلاقي مع منطق «القاعدة» ومتفرّعاتها، بل مع «إسرائيل» ومتفرّعاتها، ولذلك نجح تحالف «القاعدة» و«إسرائيل» بتجنيد انتحاريين لحساب «القاعدة» يفجرون أنفسهم بجمهور الضاحية وبتجنيد عملاء لـ«إسرائيل» يضعون العبوات ويغتالون القادة.
3 – تناسي التطرف والإرهاب كعدو من خطاب المستقبل قدمه بداية كصديق تلقائي يلتقي بذات الأهداف، ولاحقاً لم يتورّع تيار المستقبل عن المجاهرة بهذا التحالف عندما هاجم لبنان فجرى إيجاد الاعتذارت والتبريرات له بربط هجماته بمشاركة حزب الله في القتال في سورية، والتحريض على الجيش، وتصنيع مخارج تريح المسلحين المتطرفين وترتب المأزق المعلوم المسمّى بالعسكريين المخطوفين في حرب عرسال.
4 – لا يزال منطق تيار المستقبل يصبّ الماء في طاحونة التطرف بتبنّي ذات شعاراته والحديث مرة عن حماية سلاحه باسم التوزان العسكري مع سلاح المقاومة وطوراً بذريعة التوازن الأمني بين المناطق كلما داهم الجيش وكراً من أوكار «النصرة» او «داعش».
5 – تيار المستقبل يحصد ثمار ما زرع وجدول الشكوك الذي زرعه يطول ولائحة العواصف التي زرعها لا تنتهي فماذا عساه يقطف غير رياح تلعب بالمصير اللبناني وأيادي الجيش والشعب تدمى من عبث السياسة.
6- هل يقف التيار وقيادته أمام اللحظة المأساوية التي دخلها الشمال ويعيد النظر؟ ما يقوله رموزه لا يبشر بالخير من إصرار على التبرير ومواصلة زرع الشوك والعواصف.
«توب نيوز»