طهران: نهجنا ثابت في تسهيل عملية تسوية الأزمة السورية.. ومعاهدة الأمن الجماعي ترى حلّها سياسياً حصراً
أنهى المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا مشاورات في طهران مع كبار المسؤولين الإيرانيين، حول العملية السياسية السورية، حسب وكالة إرنا الإيرانية.
وأعلن دي ميستورا في بيان أصدره عقب المباحثات، أنه سيواصل المشاورات الإقليمية في الأيام المقبلة.
وأجرى دي مستورا، محادثات مع حسين جابري أنصاري مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة وكبير المفاوضين الإيرانيين في المفاوضات الدولية حول السلام في سورية عملية أستانة .
وأكد جابري أنصاري في هذا اللقاء علي النهج الثابت والبناء لإيران لتسهيل عملية تسوية الأزمة السورية، وقدّم إلى المبعوث الأممي الخاص بشؤون سورية، مجموعة من المبادرات والمقترحات المحدّدة للبدء بعمل لجنة صياغة الدستور السوري.
وكان وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي أعلنوا، أنه لا يمكن تسوية الأزمة الدائرة في سورية، إلا بالطرق السياسية والدبلوماسية حصراً.
وقال وزير الخارجية الكازاخستاني قيرات عبد الرحمنوف في الجلسة الموسّعة لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي أمس: «أكدنا من جديد موقفنا المشترك المتمثل في أنّه لا يمكن حل الأزمة في سورية إلا من خلال التدابير السياسية والدبلوماسية. وفي هذا الصدد، تم التأكيد بشكل خاص على دور الدول الضامنة لعملية أستانة ومن بينها روسيا – إحدى الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي. وبفضل جهود الدول الضامنة تعتبر عملية أستانة اليوم، عملياً، المنصة الوحيدة التي تم فيها تحقيق نتائج حقيقية حول تسوية الوضع في سورية».
ميدانياً، حذرت وزارة الدفاع الروسية من استفزاز جديد باستخدام مواد سامة يجهزه ما يسمى «الجيش الحر» بمساعدة قوات أميركية خاصة في دير الزور شرق سورية.
وقال كوناشينكوف في بيان أمس: «حسب المعلومات المؤكدة عبر ثلاث قنوات مستقلة في سورية، تحضّر قيادة ما يُسمّى بالجيش السوري الحر، وبمساعدة عسكرية من قوات العمليات الخاصة الأميركية، استفزازاً جديداً باستخدام مواد سامة هجمات كيميائية في محافظة دير الزور» .
وأوضح كوناشينكوف، بأن مسلحي الجيش الحر، أدخلوا أنابيب تحتوي على غاز الكلور إلى بلدة حقل الجفرة في محافظة دير الزور، لتمثيل هجوم كيميائي وتصويره واستخدام التصوير كذريعة جديدة لتبرير قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على أهداف حكومية سورية وتبرير هجوم المسلحين ضد القوات الحكومية على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات السورية بمساندة من سلاح الجو الروسي أحبطت فجر أمس هجوماً للمسلحين من منطقة التنف الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة على مدينة تدمر.
ونقلت وكالة «تاس» عن مصدر في المركز الروسي للمصالحة في سورية أن الهجوم وقع في الساعة الرابعة فجر أمس، جنوب محافظة حمص، حيث حاول المسلحون الاختراق من التنف نحو تدمر.
وحسب المركز، فقد أسفر الاشتباك مع المسلحين عن إحباط محاولة الاختراق ومقتل 5 مسلحين وتدمير سيارة «بيك اب» ودراجة نارية لهم.
وأضاف المركز أن المسلحين «تفرّقوا وانسحبوا إلى منطقة التنف المحاصرة بصورة لا شرعية من قوات الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن محاولات الاختراق من التنف ينفذها الإرهابيون بشكل ممنهج.
وشدّد على أن مخيم الركبان الواقع قرب القاعدة العسكرية الأميركية في التنف «أصبح ملجأ للمسلحين الذين يتدفقون عليه من أنحاء سورية، وبينهم إرهابيو «داعش»، وصار مركزاً لرفد المجموعات المسلحة الناشطة في وسط البلاد بالمقاتلين».
وفي السياق، استشهد 18 لاجئاً عراقياً على الأقل في ضربات جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، على قرية في محافظة الحسكة السورية.
واستهدفت الغارات مدرسة في قرية خويبيرة جنوب شرق مدينة الشدادي جنوب الحسكة، وراح ضحيتها 18 مدنياً جلهم نساء وأطفال عراقيون فروا من المعارك مع تنظيم «داعش»، حسبما أفادت وكالة «سانا» الرسمية.
واستشهد الثلاثاء الماضي 10 مدنيين بينهم نساء وأطفال ووقع دمار كبير في الممتلكات العامة والخاصة جراء قصف مماثل لطائرات «التحالف الدولي» على قرية جزاع شمال الدشيشة في الريف الجنوبي لمدينة الشدادي.
ويشنّ التحالف الدولي منذ حزيران/ يونيو عام 2014، عمليات يزعم انها ضد مسلحي تنظيم «داعش»، في سورية دون موافقة من دمشق التي تتهم واشنطن وحلفاءها بارتكاب مجازر متكررة بحق المدنيين الأبرياء من خلال غاراتها الجوية العشوائية، وبتقديم دعم للمجموعات الإرهابية.
على صعيد آخر، أعلن مكتب تنسيق المساعدات الأممية في سورية أن أكثر من مليون شخص نزحوا من منازلهم داخل سورية منذ بداية العام، وأن العدد الإجمالي للنازحين داخلياً بلغ 2,6 مليون شخص، يضاف إليهم 6,5 ملايين شخص لجأوا إلى دول الجوار منذ بدء الأزمة السورية.
مدير المكتب الإقليمي للمنظمة الأممية لمكتب تنسيق المساعدات إلى سورية بانوس موميتزيس قال في تقرير قدّمه في جنيف حول الأوضاع الإنسانية في سورية إن «التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد تراجعت ما يقرب أربعة عقود إلى الوراء، ويعيش حالياً أربعة من خمسة سوريين في حال الفقر».
وأضاف «قدمت الحكومات في مؤتمر بروكسل دعماً سخياً للمساعدات الإنسانية في سورية، لكن فقط 26 في المئة من هذه المساعدات وصل إلى المنظمات الإنسانية وبتنا في منتصف العام وقد حان الوقت لترجمة وعود بروكسل إلى معونات».
كما أشار إلى أنه «منذ بداية العام نزح أكثر من مليون لاجئ من المناطق الخطرة وبالإجمال لدينا بنحو 13.1 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية من بينهم مليونا شخص يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها»، وتراجع معدل العمر لدى السوريين منذ العام 2011 عشرين عاماً، وتبلغ نسبة الذين يتابعون التعليم 50 وتقلّص الاقتصاد السوري بنسبة 40 في المئة.
ورأى موميتزيس أن الحل السياسي للأزمة السورية هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه المعاناة.