بين الأرجنتين ولبنان… من هو قاتل «فرح» في «تانغو»؟
هنادي عيسى
شكّل مسلسل «تانغو» الذي يُعرض على عدد من الفضائيات العربية ومنها محطة «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، حالة مختلفة في مسار الدراما السورية ـ اللبنانية المشتركة. إذ حظي هذا العمل بنسبة مشاهدة عالية، وكان حديث الشارع اللبناني. مسلسل «تانغو» مقتبس من العمل الأرجنتيني «حبّ بعد حبّ» الذي عُرض السنة الماضية وحقّق نجاحاً كبيراً في الأرجنتين. لكنّ المؤلف إياد أبو الشامات، وبحسب أحد تصريحاته، قال إنه توقف عن الاقتباس عن المسلسل الغربي في الحلقة السابعة، لأنّ الأحداث لا تتوافق مع المجتمع العربي، وأنّه أطلق العنان لخياله.
في النسخة الأرجنتينية من المسلسل، يستيقظ البطل الذي يؤدّي دوره في «تانغو» النجم باسل خياط في الحلقات الأخيرة، ليسرد تفاصيل الحادث الذي شاهدناه في الحلقة الأولى، والذي ترك وراءه لغز مقتل «فرح».
في سياق الكلام، يتضح أنّ هناك مشهداً ناقصاً، وأنّ هذا المشهد الذي يقع زمانياً بين لحظتَي إطلاق الرصاصة وانقلاب السيارة، هو الذي يوضح اللغز بكامله!
ففي الواقع، السيارة لم تنقلب بعد الرصاصة التي اعترضتها كما صُوِّر للمُشاهد حينها، إنّما توقفت وترجّل منها كلّ من «عامر» و«فرح» تحت تهديد شخصين مسلّحين.
وبعدئذٍ، يتعرّض «عامر» للاعتداء من قبل الرجلين المسلّحين، بينما يحاول أحدهما اغتصاب «فرح». وعلى وقع الصراخ، يتمكّن «عامر» من الوصول إلى مسدّسه وإطلاق النار ناحية المغتصِب في محاولة منه لإنقاذ حبيبته. فيهرب المعتديان، ولحظة اقتراب «عامر» من «فرح»، ويكتشف أنّ الرصاصات قد استقرّت في جسدها، مسبّباً لها إصابات بالغة أدّت إلى وفاتها.
حينذاك، لا يتحمّل «عامر» المفجوع وقع الصدمة، فما كان منه إلا أن حمل «فرح» كي يدفنها على مسافة قريبة من البحر، ليقود بعد ذلك سيارته بسرعة جنونية.
هنا، نصبح أمام مشهد انقلاب السيارة، وهو المشهد الذي لم تكن «فرح» شريكة فيه على خلاف الشكوك التي أثارتها الحلقة الأولى، فما الحادث إلّا محاولة من «عامر» للانتحار كي ينضمّ إلى حبيبته التي قُتلت على يديه!
وحتّى الآن، لا نعرف إذا كانت النهاية في «تانغو»، شبيهة بنهاية مسلسل «حبّ بعد حبّ»، لكن لا بدّ أن نتحدّث عن المخرج رامي حنا الذي استطاع أن يدير الممثّلين بحِرفية عالية، ما دفع جميع المشاركين في «تانغو»، لأن يقدّموا أجمل ما لديهم.
ولا بدّ من الإشارة إلى إتقان دانييلا رحمة أداء شخصية «فرح». إذ إنّها ظهرت وكأنها تمثّل منذ زمن، وأنّها ليست تجربتها الأولى في مجال التمثيل. وهذا ما يؤشّر إلى ولادة نجمة لبنانية دخلت المنافسة من بابها العريض.
وأيضاً، كان لمشاركة النجم باسم مغنية وقع مختلف في مسيرته المهنية. فهو تحت إدارة رامي حنا، بدا ممثّلاً محترفاً يستطيع أن يتلوّن بالشخصيات التي يؤدّيها، على خلاف ظهوره في أعمال لبنانية بحتة تحت إدارة إنتاج وإخراج ضعيفة ومبتدئة كما في «كلّ الحبّ كلّ الغرام».
أمّا دانا مارديني، فحدّث ولا حرج عن هذه الموهبة الفذّة التي تلوّنت بأدائها بتعابير تنقّلت بين الحزن والفرح بأسلوب يوصَف بالإبداع. وأيضاً باسل خيّاط، قدّم شخصية «عامر» بِإتقان شديد، وهذا ليس جديداً على احترافية النجم السوري.
أما المخرج رامي حنّا، فهناك مأخذ على إخراجه، وتحديداً في مسألة الفصل بين الماضي والحاضر، عبر كاتبة عبارتَي «الآن» و«من الماضي» لتبيان الفرق الزمنيّ، بينما كان بإمكانه أن يبيّن هذا الفرق الزمنيّ من خلال التصوير والإضاءة، لكن يبدو أنه اختار أن يجعل المشاهدين يتابعون العمل من دون تعب وتفكير. وكذلك الأمر بالنسبة إلى مشهد حادث السيارة في الحلقة الأولى، بدا غير متقن بشكل احترافيّ، إنما بطريقة الغرافيك. ومع ذلك، يبقى مسلسل «تانغو» من إنتاج «إيغل فيلمز»، عملاً ينافس بشراسة في موسم رمضان الدرامي.