إسبانيا والبرتغال… جمعتهما القرعة لتنطلق مواجهة الأشقّاء في روسيا

في سوتشي، وعلى ضفاف البحر الأسود، ستجمع القمة الأولى في المونديال الروسي بين بلدين قاما بترويض المحيطات وبناء إمبراطوريات رائعة بعدما وضعا خطاً لتقسيم العالم بفضل معاهدة تورديسياس الشهيرة، قبل خمسمائة عام.

من المستحيل فصل تاريخ البرتغال عن إسبانيا، فبين الجارين اللذين عاشا في كنف مملكة واحدة في الفترة بين 1580 و1640، ثقافات متشابهة وشغف مشترك للكرة المستديرة.

يقول مدرّب اسبانيا جولين لوبيتيغي الذي درّب فريق بورتو البرتغالي 2014-2016 : «إنهما بلدان يحبّان ويحترمان بعضهما البعض كثيراً، بلدان كرويان، كرويان جداً». يضيف: «أنا أعرف كيف يعيش الناس كرة القدم في البرتغال، بطريقة مثيرة جداً»، في حين تطرّق نظيره البرتغالي فرناندو سانتوس إلى «التنافس التاريخي» بين البلدين.

البلدان ليسا قريبين جغرافياً وحسب بل رياضياً أيضاً، فعندما خاض الـ»سيليساو» البرتغالي مباراته الأولى عام 1921، كانت أمام «لا سيليكسيون» منتخب إسبانيا الذي فاز 3-1 في مدريد واضعا أسس تفوّق دائم على جاره.

بالنسبة للبرتغاليين، تبقى كرة القدم الإسبانية ذلك الشقيق الكبير الرهيب والرائع، والذي يجرّد أنديتهم المحلية من أفضل لاعبيها، فريقا ريال مدريد وبرشلونة اللذان يملكان 18 لقباً في مسابقة دوري أبطال أوروبا يتفوّقان بشكل كبير على بنفيكا وبورتو.

وعلى المستوى الرياضي، يعترف المؤرّخ البرتغالي فرانشيسكو بينييرو من جامعة كويمبرا: «على الجانب الرياضي، عانينا دوماً من عقدة النقص»، مضيفاً: «قبل نهائيات كأس أوروبا 2016، عدنا دائماً إلى أنماط ثقافية محدّدة: فادو نوع موسيقي برتغالي وقدسيته، أفكار الهزائم المشرّفة أو الفوز المعنوي».

في سنوات الثلاثينيات، لم تتوقف اسبانيا عن قطع طريق البرتغال إلى نهائيات كأس العالم، مع بعض الانتصارات التاريخية التي لا تنسى أبرزها 9 – صفر في العام 1934، في تفوّق واضح للإسبان.

ويقول مانويل بيريرا مراسل صحيفة «أبولا» الرياضية البرتغالية في إسبانيا منذ ثلاثة عقود «ليس فقط في كرة القدم، على جميع المستويات»! ويلخص المسألة قائلاً: «إسبانيا بلد أكبر بكثير 46 مليون نسمة مقابل 10 ملايين نسمة ، والناس يهتمّون أكثر بما يحدث في فرنسا منه في البرتغال، بالنسبة للإسباني، تبقى البرتغال دولة غير معروفة تماماً، الجار الذي لا نوليه اهتماماً كبيراً».

على الصعيد الرياضي، عاد التوازن بين البلدين في الألفية الجديدة، عندما بدأت البرتغال في تصدير أصحاب الكرات الذهبية مثل لويس فيغو وكريستيانو رونالدو ومدرّبين مشهورين مثل جوزيه مورينيو وجميعهم مرّوا عبر ريال مدريد، النادي الأكثر شعبية في إسبانيا.

أما بالنسبة لسجل المنتخبين، فقد قلّص البرتغاليون قليلاً تخلفهم أمام الجار الإسباني المشاكس بطل العالم 2010 وبطل أوروبا ثلاث مرات 1964، 2008، و2012 : التتويج بكأس اوروبا 2016 في فرنسا بقيادة رونالدو مكنهم من إحراز أول لقب كبير في تاريخهم ورفع المعنويات في بلادهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى