يروي قصة الناس والخبز في قرن.. فرن منحوت بالصخر في حماة

في تل حي الجزدان وسط مدينة حماة يتمركز «تنور» قديم في تشكيل خاص فريد، حيث نحته أبناء الحي بالصخر منذ نحو قرن من الزمن ليروي لنا قصة أناس طوّعوا الصخر وشقوا طريقاً للحياة وسبيلاً للعيش.

صاحب الفرن أكرم قنبر يشرح تاريخ تأسيس التنور الذي يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي، حيث نحت وسط تل الجزدان الشهير في مدينة حماة بمعدّات ووسائل يدوية، مبيناً أن بعض الأهالي نصحوه بتحديث جدران الفرن من خلال تلبيسها بمادة السيراميك لتواكب العصر غير أنه رفض ذلك بدافع الحفاظ على الطابع الأثري والتاريخي للمبنى الذي ما إن يقبل زواره وزبائنه عليه حتى يشتمّون عبق التاريخ ويشعرون برونق وسحر المبنى الذي يعكس شكله بقسوة صخور جدرانه إصراراً صلباً وعزيمة قوية لأجدادنا في الماضي وشغفهم بالحياة والعمل والإنتاج في مختلف الظروف.

الدكتور محمود شاكر من زبائن الفرن، قال: «اعتدت كل صباح شراء خبز التنور الطازج والشهي من هذا الفرن، لما لمذاقه الفريد ونكهته المحببة الذين لا أجدهما في الخبز العادي المنتج في المخابز الحديثة».

وأكد سامر مليشو من أهالي الحي، أن الكثير من أبناء المدينة يقصدون هذا الفرن لحرفية ومهارة عماله في تحضير الخبز ومذاقه الشهيّ فضلاً عن أن الفرن عريق ويمثل جزءاً من تراث مدينة حماة.

ووصف بسام حيلاوي من أهالي الحي تل الجزدان الذي يقع في قلب مدينة حماة القديمة أن تضاريسه جبلية ووعرة، ورغم ذلك اتخذ بعض أهله منازل ومتاجر لهم فيه من خلال نحتها بالصخر القاسي منذ مئات السنين وهي ما زالت قائمة إلى وقتنا الحاضر.

وتنتشر في شارع الجزدان إلى جانب الفرن محال تجارية وصناعات تقليدية تنضح بالأصالة وتعكس الهمة العالية للآباء والأجداد الذين رصعوا هذه الأرض بأجمل لوحات وحكايات السوريين مع التاريخ والحضارة لتستمر دفقات الحياة في وقتنا الحاضر على يد الأبناء السائرين على خطى أسلافهم حفاظاً على تراث وحضارة بلدهم.

سانا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى