الحرب «بالوكالة» على الدولة المصرية

بشير العدل

رغم الفشل الذريع لجماعة «الإخوان المسلمين» ومناصريها في كلّ محاولاتها زعزعة الاستقرار في مصر وتشويه صورة البلاد، والتعدّي على إرادة المصريين في اختيار قيادتهم السياسية، إلا أنها ما زالت تتمادى في غيّها وتشنّ حرباً جديدة على الدولة المصرية إضافة إلى حرب الإرهاب التي أعلنتها بشكل عملي بعد الإطاحة بالمعزول المتهم محمد مرسي، وهي الحرب الإعلامية التي تتطوّر في نوعياتها وتطلق سهامها المسمومة على مصر من اكثر من قاعدة في الداخل والخارج أيضاً.

فلم تكن افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز» التي تصدّرت صفحاتها قبل أيام، والتي جاءت محمّلة بالعديد من الأكاذيب والافتراءات والمغالطات على ما يحدث في مصر بعد وصول الرئيس السيسي الى سدّة الحكم، سوى حلقة من الحرب التي تشنّها جماعة «الإخوان» بالوكالة وتدفع ثمنها، فقد جاءت كلمات الافتتاحية بنفس المفردات التي تردّدها جماعة «الإخوان» وأنصارها من التنظيم الدولي، وهي كلمات تحمل مغالطات حتى مع توجهات الصحيفة ذاتها التي نشرت مقالاً لأحد كتابها بعد الافتتاحية بثلاثة أيام تعليقا على زيارة السيسي وكلمته في الأمم المتحدة يبيّن كيف ان الرئيس السيسي استطاع ان يقوّض الفوضى، وان يثبت دعائم الرئاسة الحقيقية، وهو يناقض ما روّجت له الجماعة ومَن يدورون في فلكها، زوراً وبهتاناً، من أنّ الافتتاحية تعبّر عن رأي الصحيفة ورأي الكتاب فيها، مما يؤكد أنّ الافتتاحية كانت مدفوعة ضمن الحرب الالكترونية التي تشنّها الجماعة على مصر من الخارج موكلة فيها إما من يقبض الثمن أو يسعى إلى تحقيق أهداف التنظيم الدولي في تدمير مصر.

وإلى جانب تلك الصحيفة هناك صحف أخرى مثل «الغارديان» البريطانية التي تستخدمها الجماعة في محاولات تشويه سمعة مصر دولياً وتأليب الرأي العام العالمي ضدّها، وتحديداً الإدارة الامريكية التي يسعي المؤيدون للجماعة إلى ممارسة الضغط عليها من أجل الحدّ من المساعدات الأميركية لمصر، سواء كانت المرتبطة باتفاقية السلام المصرية «الاسرائيلية»، أو باتفاقات الأسلحة، وهو ما ظهرت به الإدارة الاميركية خلال الفترة التالية لعزل محمد مرسي حيث علّقت المساعدات المالية لمصر، وتلكّأت في صفقة طائرات الأباتشي، حتى كان اللقاء الذي جمع الرئيس السيسي بالرئيس أوباما، والذي ظهرت بعده مرونة في مواقف الإدارة الأميريكية تجاه مصر، خاصة بعد يقينها بحق مصر في مواجهة الإرهاب.

الحرب الإعلامية للجماعة لها أذرع داخلية أيضاً تتمثل في كثير من المواقع التي تموّلها الجماعة وأنصارها من التنظيمات والدول لمواصلة الحرب الإعلامية على مصر، ومع ذلك فلا تأثير لتلك الحرب خاصة في ظلّ المرونة التي بدت في مواقف كثير من الدول تجاه مصر، وفي مقدمها الولايات المتحدة التي سوف تتغيّر معها مواقف دول اخرى بحكم طبيعة العلاقات التي تربطها بها، وأيضاً بحكم المتغيّرات الدولية، وخاصة الإرهاب الذي يمثل الخطر الأكبر على كلّ الدول، وخاصة تلك التي كانت وما زالت تدعم «الإخوان» بشكل أو بآخر.

مقرّر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة

eladl254 yahoo.com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى