التحالف السعودي شنّ غاراته على الحُدَيْدة رغم التحذيرات الدولية الحوثي يعلن استهداف بارجتين واحتراق إحداهما
رغم التحذيرات من التداعيات الكارثية لأي هجوم على مدينة الحُدَيْدة، بدأ التحالف السعودي أمس هجوماً على المدينة غرب اليمن، حيث شنّت مقاتلات التحالف 10 غارات على منطقة النخيلة في مديرية الدريهمي بالحُدَيْدة و30 غارة أخرى على منطقة المنقم في المديرية ذاتها.
في هذا الصّدد، أفاد مصدر عسكري بأنّ «طائرات التحالف شنّت أيضاً 15 غارة جوية على مديرية بيت الفقيه جنوب محافظة الحُدَيْدة، إضافة إلى سلسلة غارات استهدفت طريق الحُدَيْدة – تعز وصولاً إلى منطقة كيلو 16 غرب اليمن».
فيما أفادت مصادر يمنية بـ «نشوب معارك عنيفة في مناطق الدريهمي، بالتزامن مع قصف جوي عنيف، فيما تحدّثت مصادر مقرّبة من حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي عن هجوم شامل على الحُدَيْدة».
يأتي ذلك بعد ساعات من المهلة التي منحها التحالف السعودي من أجل التوصل إلى اتفاق لتجنّب عملية عسكرية ضد الحُدَيْدة.
وبالتزامن مع الهجوم على الحُدَيْدة، أعلن رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي «استهداف بارجتين تابعتين للتحالف السعودي واحتراق إحداهما قرب مدينة الحُدَيْدة غرب اليمن صباح أمس».
وفي تغريدة له على موقع «تويتر» قال الحوثي إن « البارجتين كما تفيد المعلومات كانتا تريدان القيام بعملية إنزال، لكن القوات البحرية كانت لهما بالمرصاد»، من دون أن يستبعد أن يكون على متن البارجة المحترقة جنود أو خبراء أميركيون.
وتابع: «البارجتان كما تفيد المعلومات كانتا تريدان القيام بعملية إبرار، ولكن الرجال الأبطال من القوات البحرية كانوا لها بالمرصاد حفظ الله الأبطال المجاهدين من الجيش واللجان في كل الجبهات البحرية البرية الجوية الصاروخية والدفاع الجوي ممن يحملون الوفاء لشعبهم وقسمهم العسكري فشلتم. فخبتم ايها المعتدون».
وأشار الحوثي إلى أنّ «سفينة التحالف التي استُهدفت تحترق مقابل غليفقه في الحُدَيْدة والأخرى هربت باتجاه زقر في البحر الأحمر».
ولفت الحوثي إلى أنّ «مصادره تؤكد أنّ الخطة التي قُدمت للأميركيين تضمنت استهداف ميناء الحُدَيْدة وتدميره»، محذّراً من «استهداف ميناء الحُدَيْدة لأنه مدني، ولا يوجد أي منفذ لتهريب السلاح إليه».
وأفاد مصدر في البحرية اليمنية بأنّ «زوارق التحالف تسحب قتلى وجرحى من البارجة المستهدفة في الحُدَيْدة»، مشيراً إلى أنّ «استهداف البارجة جرى بصاروخين بحريين والمحاولات مستمرة لإنقاذ من على متنها».
ولا يستبعد ان يكون على متنها جنود أو خبراء أميركيون وأجانب بحسب المعلومات وسرعة وصول المروحيات الى البارجة التي تم تدميرها.
بدوره، قال المكتب الإعلامي للحكومة اليمنية في بيان لها إن «طائرات وسفن التحالف تنفذ ضربات تستهدف تحصينات الحوثيين، دعماً لعمليات القوات اليمنية البرية التي احتشدت جنوب أكبر موانئ البلاد».
وأضاف البيان أن «العملية تأتي بعد أن استنفدت كافة الوسائل السلمية والسياسية لإخراج جماعة أنصار الله من ميناء الحُدَيْدة».
كما رأى بيان الحكومة اليمنية أن «تحرير الميناء سيمثل بداية سقوط أنصار الله ويؤمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب ويقطع أيادي إيران»، على حد تعبير البيان.
وأطلقت قوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عملية «النصر الذهبي» للهجوم على الحُدَيْدة بإسناد من قوات التحالف.
وقبيل بدء الهجوم على الحُدَيْدة التقى الرئيس اليمني ولي عهد الإمارات محمد بن زايد.
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية سبأ، فإن «اللقاء تناول الجهود المشتركة في إطار التحالف بقيادة السعودية والموضوعات المتصلة بالوضع الميداني».
من جهته، قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث «إن التصعيد العسكري في الحُدَيْدة مقلق للغاية»، وكذلك تأثيره على الصعيدين الإنساني والسياسي.
وأضاف «نحن على اتصال بالأطراف لتجنّب المزيد من التصعيد». كما دعا الأطراف إلى «ممارسة ضبط النفس والانضمام إلى الجهود السياسية لتجنيب الحُدَيْدة مواجهة عسكرية».
من جانبه، قال المتحدثُ باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن عدنان حزام «إنّ مئات الأسر ينزحون من الحُدَيْدة بسبب الهجوم»، داعياً الأطراف المعنية إلى «تجنيب المدنيين المعارك في الحُدَيْدة وتسهيل فرارهم».
وأكد حزام «لدينا مخزون من المساعدات الغذائية ومستعدّون لإيصالها فور تأمين الممرات الآمنة».
إلى ذلك، حذّرت مجموعة الأزمات الدولية من أن «الحرب في اليمن ستدخل مرحلة جديدة أكثر تدميراً إذا حاولت القوات المدعومة من أبو ظبي والرياض السيطرة على الحُدَيْدة». كما دعت واشنطن إلى عدم منح الضوء الأخضر لحلفائها.
مجموعة الأزمات قالت «إنّ المعركة في الحُدَيْدة ستجعل اليمن يدخل على نحو أوسع في ما يمثل أسوأ أزمة إنسانية في العالم».
بهذا الشأن صرّح فيليبو غراندي المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة قوله «نخشى أن يؤدي تصاعد القتال في اليمن لتدفق لاجئين على منطقة القرن الأفريقي».
وأضاف غراندي «لا نرى أي حل عسكري للصراع في اليمن». كما حثّ أطراف الصراع في اليمن على «العودة إلى طاولة المفاوضات بأسرع ما يمكن».
في السياق، أكدت الأمم المتحدة «مواصلة العمل في مدينة الحُدَيْدة المهددة بهجوم وشيك»، مشيرة إلى أنها «سحبت بعض موظفيها الدوليين وأبقت على عشرات الموظفين المحليين في المدينة».
الحكومة اليمنية في صنعاء استنكرت قرار الأمم المتحدة سحب وإجلاء موظفيها من الحُدَيْدة، وحمّلتها المسؤولية الكاملة عن كل ما يترتب على انسحابها من آثار سلبية وارتكاب مجازر بحق المدنيين اليمنيين.
ودعت هنرييتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة يونيسيف إلى «تجنب هجوم على الحُدَيْدة».
وأكدت المديرة التنفيذية في بيان لها أن ما لا يقلّ عن 300 ألف طفل يعيشون في الحُدَيْدة ومحيطها، منبّهة من أن خنق شريان الحياة المتمثل في ميناء الحُدَيْدة ستكون له عواقب مدمّرة على 11 مليون طفل يمني.
كما جدّدت تأكيد «أن 11 مليون طفل يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية».