العالم لا يحترم سوى الأقوياء

د. جمال شهاب المحسن

بعد سبعين عاماً من العداء الحادّ بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية… ولا سيّما السجال النووي بين بيونغ يانغ وواشنطن، والتهديدات التي وصلت حدّ التراشق السياسي والإعلامي بين دونالد ترامب وكيم جونغ أون يصل الموضوع في لقاء سنغافورة إلى أن يعلن الرئيس الأميركي «صداقةً وانسجاماً» مع غريمه الكوري الشمالي من أول لقاء، وأن يعلن عن ضماناتٍ وتوقيع وثيقةٍ والسير نحو اتفاق!

وبغضّ النّظر عمّا إذا كان توقيع ترامب غير المتزن في علاقاته الدولية والمتأرجح في عهوده واتفاقاته سيصمد مع كيم جونغ أون، وعلى الرغم من الظروف الدولية التي أدّت إلى هذا اللقاء إلاّ أنّ بعْداً في هذا التطور المثير للانتباه والاهتمام يصل الى مستوى الدّرس هو أنّ صمود وقوة كوريا الشمالية طوال الفترة الماضية دفع الولايات المتحدة الأميركية للتفتيش عن مخرجٍ لأزمتها في العلاقة مع هذه الدولة القوية…

وهذا يؤكد أنّ العالم لا يحترم سوى الأقوياء… فمتى يلتفت العرب والمسلمون إلى عوامل قوّتهم وأبرزها التضامن مع حالة المقاومة القوية في داخلهم والتي حقّقت العديد من الانتصارات ضدّ القوة الأميركية الصهيونية الغاشمة في لبنان وفلسطين والمنطقة، فيسْتفيقوا ويتّحدوا لينتزعوا حقوقهم المشروعة..

وتبقى ملاحظةٌ لا بدّ من الإشارة إليها هي ضرورة أن لا تثق كوريا الشمالية كثيراً بمواقف وعهود ترامب وأمامنا تجربة انسحابه الأرعن من الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية! كما علينا دائماً الانتباه إلى «شيطان التفاصيل» في الاتفاقات، خصوصاً في مفاوضة الشيطان الأميركي الأكبر…

إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى