الخارجية الروسية: اقتحام قوات هادي ميناء الحُدَيْدة سيسبّب كارثة لليمن
حذّرت وزارة الخارجية الروسية أمس، من أن «اقتحام القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي لميناء الحُدَيْدة سيسبّب كارثة لليمن ويضرب بتسوية الوضع في البلاد».
وأشارت الخارجية في بيان لها إلى أنه «في حال أدّى القتال في اليمن إلى إغلاق قناة الإمداد بالمواد الطبية ومواد المعيشة الأساسية التي يوفرها ميناء الحُدَيْدة، فإن المدنيين في اليمن سيكونون على حافة الموت».
كما جاء في البيان «كل هذا يؤكد مخاوفنا التي أعربنا عنها منذ البداية، بأن اقتحام الحُدَيْدة قد يؤدي إلى عواقب كارثية لكل سكان اليمن، نأسف لعدم تقديم الوقت الإضافي الذي طالب به المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لتجنّب هذه التطورات».
غريفيث كان قد قال أمس الأربعاء، إن «التصعيد العسكري في الحُدَيْدة مقلق للغاية»، داعياً الأطراف إلى «تجنب المزيد من التصعيد وممارسة ضبط النفس والانضمام إلى الجهود السياسية لتجنيب الحُدَيْدة مواجهة عسكرية».
ويُذكر أن التحالف كان قد بدأ هجوماً أول أمس، على مدينة الحُدَيْدة غرب اليمن، رغم التحذيرات من التداعيات الكارثية لأي هجوم على المدينة.
من جهة أخرى، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة في الإمارات عن «مقتل 4 عسكريين بينهم ضابط بحري في اليمن».
في حين أكد رئيس مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا «أن مجلس الأمن الدولي سيعقد مشاورات حول اليمن، بناء على طلب بريطانيا».
وأحبط الجيش اليمني واللجان الشعبية هجومين واسعين للتحالف السعودي في مديرية الدُريْهْمي والتُّحَيْتا، تزامناً مع عملية هجومية في مديرية حَيْس جنوب الحُدَيْدة.
وأفاد مصدر عسكري يمني بـ «مقتل وجرح العشرات من قوات التحالف المكوّنة من قوات ألوية العمالقة وألوية طارق صالح إلى جانب قوات سعودية وإماراتية خلال إحباط هجومين عسكريين واسعين لهم باتجاه مواقع الجيش واللجان في المديرية ومنطقة الفازة في مديرية التحيتا المجاورة، وذلك رغم الغطاء الجوي المكثف الذي رافق الهجومين العسكريين للتحالف».
فيما استهدفت مقاتلات التحالف بأكثر من 50 غارة جوية، إلى جانب عشرات القذائف الصاروخية للبوارج الحربية التابعة للتحالف، منطقتي النخيلة والمنقم بمديرية الدُريهمي، فيما تحتدم المعارك العنيفة بين الطرفين في محيط منطقة النخيلة الساحلية في المديرية ذاتها جنوب محافظة الحُدَيْدة الساحلية.
ونقلت وكالة أنباء سبأ الرسمية في صنعاء عن مصدر عسكري قوله إنّ «الأوضاع العسكرية في الساحل الغرب مطمئنة وتسير وفق الخطط والتكتيكات التي تم إقرارها لمواجهة العدوان الغاشم».
وكان التحالف قد بدأ هجوماً أول أمس، على مدينة الحُدَيْدة غرب اليمن، رغم التحذيرات من التداعيات الكارثية لأي هجوم على المدينة، حيث شنّت مقاتلات التحالف 10 غارات على منطقة النخيلة في مديرية الدريهمي بالحُدَيْدة و30 غارة أخرى على منطقة المنقم في المديرية ذاتها.
مصدر عسكري أفاد بأنّ «طائرات التحالف شنّت أيضاً 15 غارة جوية على مديرية بيت الفقيه جنوب محافظة الحُدَيْدة، إضافة إلى سلسلة غارات استهدفت طريق الحُدَيْدة – تعز وصولاً إلى منطقة كيلو 16 غرب اليمن».
مصادر يمنية أفادت بـ «نشوب معارك عنيفة في مناطق الدريهمي، بالتزامن مع قصف جوي عنيف»، فيما تحدثت مصادر مقربة من حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي عن «هجوم شامل على الحُدَيْدة».
يأتي ذلك بعد ساعات من المهلة التي منحها التحالف السعودي من أجل التوصّل إلى اتفاق لتجنّب عملية عسكرية ضد الحُدَيْدة.
إلى ذلك شنّ الجيش واللجان الشعبية من عملية هجومية استهدفت مواقع قوات التحالف في مثلث السعودي العُدين وشرق مديرية حيس جنوب الحُدَيْدة، وبحسب مصدر عسكري فإن «هجوماً للجيش واللجان بمديرية حيس أسفر عن مقتل وجرح عدد من قوات التحالف وتدمير 10 آليات عسكرية».
وعند الحدود اليمنية السعودية، تتواصل معارك الكرّ والفرّ بين قوات الجيش واللجان من جهة، وقوات التحالف السعودي من جهة أخرى، إذ أكد مصدر عسكري يمني «سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات هادي خلال تصدّي الجيش واللجان لزحفهم باتجاه منطقة الضيق الحدودية». وأشار المصدر إلى «تمكّن الجيش واللجان من أسر عسكريين من قوات هادي خلال محاولتهم زحفهم المسنودة بغارات جوية للتحالف قبالة منفذ الخضراء الحدودي بنجران السعودية».
في غضون ذلك استعاد الجيش واللجان السيطرة عدداً من المواقع والتلال الواقعة غرب منطقة مجازة بعسير إثر عملية هجومية أوقعت قتلى وجرحى في صفوف قوات هادي، كما تمّ تدمير آلية عسكرية لقوات التحالف بصاروخ موجّه للجيش واللجان قبالة جبال العواضى، ما أدى إلى مقتل من على متن تلك الآلية في عسير السعودية.
أكد عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله ضيف الله الشامي أن «التحالف السعودي لم يتقدّم مطلقاً في الحُدَيْدة»، مضيفاً أنه «تم إفشال إنزال بحري للقوات السعودية الإماراتية قرب ميناء الحُدَيْدة». وأشار إلى أن «إعلان إعلام التحالف السعودي عن إنجازات في الحُدَيْدة غير صحيح»، مشدداً على أن «ميناء الحُدَيْدة ما يزال تحت إدارة الحكومة الشرعية اليمنية».
وأفاد الشامي بأن «مطار الحُدَيْدة بعيد كل البعد عن قوات التحالف السعودي والجيش اليمني موجود داخله»، لافتاً إلى أنه» تم إحراق 11 آلية عسكرية للتحالف السعودي في الحُدَيْدة».
تحذيرات أممية
وفي سياق متصل، تحدّث المتحدثُ باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن عدنان حزام عن نزوح مئات الأسر من الحُدَيْدة بسبب الهجوم، داعياً الأطراف المعنية إلى «تجنيب المدنيين المعارك في الحُدَيْدة وتسهيل فرارهم».
قال حزام: «لدينا مخزون من المساعدات الغذائية ومستعدون لإيصالها فور تأمين الممرات الآمنة».
وحذرت مجموعة الأزمات الدولية من أنّ «الحرب في اليمن ستدخل مرحلة جديدة أكثر تدميراً إذا حاولت القوات المدعومة من أبو ظبي والرياض السيطرة على الحُدَيْدة». كما دعت واشنطن إلى «عدم منح الضوء الأخضر لحلفائها».
مجموعة الأزمات قالت «إن المعركة في الحُدَيْدة ستجعل اليمن يدخل على نحو أوسع في ما يمثل أسوأ أزمة إنسانية في العالم».
من ناحيتها، أبدت الأمم المتحدة قلقها من التصعيد العسكري للتحالف السعودي في الحُدَيْدة الساحلية، وقالت إنه «سيخلف عواقب خطيرة على الوضع الإنساني الصعب في اليمن، وسيؤثر على جهود استئناف المفاوضات السياسية»، مضيفة أن «معظم اليمنيين يعلّقون آمالهم على انتهاء الحرب الدائرة في بلاده عن طريق المفاوضات السياسية».
المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث قال إن «التصعيد العسكري في الحُدَيْدة مقلق للغاية، وكذلك تأثيره على الصعيدين الإنساني والسياسي».
وأضاف «نحن على اتصال بالأطراف لتجنّب المزيد من التصعيد».
كما دعا الأطراف إلى «ممارسة ضبط النفس والانضمام إلى الجهود السياسية لتجنيب الحُدَيْدة مواجهة عسكرية».
وقال فيليبو غراندي المفوّض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة «نخشى أن يؤدي تصاعد القتال في اليمن لتدفّق لاجئين على منطقة القرن الأفريقي».
وأضاف غراندي «لا نرى أي حلّ عسكري للصراع في اليمن». كما حثّ أطراف الصراع في اليمن على «العودة إلى طاولة المفاوضات بأسرع ما يمكن».
في السياق، أكدت الأمم المتحدة «مواصلة العمل في مدينة الحُدَيْدة المهدّدة بهجوم وشيك»، مشيرة إلى أنها «سحبت بعض موظفيها الدوليين وأبقت على عشرات الموظفين المحليين في المدينة».
الحكومة اليمنية في صنعاء استنكرت «قرار الأمم المتحدة سحب وإجلاء موظفيها من الحُدَيْدة»، وحمّلتها «المسؤولية الكاملة عن كل ما يترتّب على انسحابها من آثار سلبية وارتكاب مجازر بحق المدنيين اليمنيين».
ودعت هنرييتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة يونيسيف إلى «تجنّب هجوم على الحُدَيْدة».
وأكدت المديرة التنفيذية في بيان لها «أن ما لا يقلّ عن 300 ألف طفل يعيشون في الحُدَيْدة ومحيطها»، منبّهة من أنّ «خنق شريان الحياة المتمثل في ميناء الحُدَيْدة ستكون له عواقب مدمّرة على 11 مليون طفل يمني».
كما جدّدت تأكيد «أن 11 مليون طفل يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية».