إبراهيم نور الدين: نسعى إلى تفعيل التسويق وتحرير المزارعين من قيد الاحتكار

عبير حمدان

يُعتبر تصريف الإنتاج مشكلة بالنسبة إلى المزارعين الذين يصارعون عوامل الطبيعة من جهة واحتكار منتوجاتهم من جهة، ناهيك عن البضاعة المستوردة التي تغزو السوق على حساب مواسمهم التي يجهدون في زراعتها بدءاً من تأمين الأسمدة العضوية والكيماوية مروراً بالري في ظلّ شح المياه في فصل الصيف وصولاً إلى أوان القطاف.

يحاول المهندس إبراهيم نور الدين فتح كوة في جدار الاحتكار الذي يفرضه التجار الكبار على المزارعين بحيث يتسنى لهم العمل على تسويق منتوجاتهم بأنفسهم من خلال تطبيق خاص بهم مما يساهم في تطوير القطاع الزراعي في إطار إقتصادي فاعل ومحفز على المثابرة من قِبلهم.

بدأ نور الدين جولاته على التجار والمزارعين في منطقة البقاع، وتحديداً محافظة بعلبك الهرمل، ويأتي مشروعه «محصول» ضمن إطار الجمعية التعاونية للأعمال الفنية التابعة لوزارة الزراعة وبالتنسيق مع مديرية التسويق في الوزارة بهدف تحرير المزارع من قيد الاحتكار.

يتحدث نور الدين لـ»البناء» عن مشروعه بعيداً عن التعقيدات السياسية والمحاصصة، فيقول:»المزارعين محكومين للتجار الكبار الذين يسيطرون على السوق بشكل واضح، والفكرة المطروحة عبارة عن محاولة لتغيير هذا الواقع حيث أنّ أصحاب المشاريع الزراعية الصغيرة يتحمّلون مشاكل هذا القطاع بالكامل ولا ينالون مقابل جهدهم إلا القليل الذي قد لا يوفر لهم جزءً من التكاليف الكبيرة التي يتكبّدونها.»

ويضيف نور الدين:»مديرية التسويق في وزارة الزراعة قدمت لي دراسة حول أسواق الحسبة وأعطتني توصيات في هذا الإطار، والتطبيق الذي أنجزته طرحت نسخة تجريبية منه لكي أرى كيفية تفاعل المزارعين معه، وبالطبع التجار لا يروق لهم هذا الأمر ولكني لم أناقشه معهم حين التقيتهم بل سعيت إلى التعرف على أسلوب تعاملهم مع المزارعين. من جهتي أسعى إلى إبعاد مشروعي عن التعقيدات السياسية وأقدمه بشكل كامل متكامل في محاولة لتحرير المزارعين من الاحتكار أو لإيجاد منافسة تنصفهم، وهذا مجرد حلّ من حلول مشكلة التسويق، وقد تواصلت مع البلديات وعرضت عليهم الفكرة مع التشديد على أن يكون هناك أشخاص لديهم إلمام جيد بالتعاطي مع التطور التكنولوجي مما يخلق فرص عمل في هذا الإطار للعديد من الشباب، كوني أدرك أنّ من الصعب أن يكون كلّ مزارع قادر على ذلك لوحده، وقد لمست تفاعلاً إيجابياً مع طرحي في أول ورشة عمل لي في منطقة البقاع، وتحديداً في بلدة طاريا، التي يعمل أهلها في الزراعة بنسبة 80 في المئة وتبقى التحديات موجودة وهذا أمر بديهي».

وعن الأماكن التي يمكن أن يعمل فيها التطبيق على التسويق يقول نور الدين:»هذا التطبيق سيكون عبارة عن عنوان موجود لدى المطاعم والمستشفيات ومحلات الخضار الكبيرة ليصبح هناك تواصل مباشر بينهم وبين المزارعين فيتم كسر الاحتكار، وهذا المشروع ليس محصوراً بمنطقة محدّدة بل سنعمل على تعميمه في الجنوب والشمال، ولكن البداية كانت في البقاع كوني أعرف العديد من المزارعين هناك وأخترت أن تكون نقطة الانطلاق من مكان محدّد ومعلوم بالنسبة لي».

ويشير نور الدين إلى أنّ مشروعه هو عبارة عن رسالة ماجستير في اختصاص هندسة المشاريع الاقتصادية في الجامعة اللبنانية بإشراف العمادة وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبإطار بحث عملي ومباشر على أرض الواقع وليس ضمن سياق نظري وحسب.

ويختم نور الدين:»في عالم التكنولوجيا أفكار صغيرة أصبحت عالمية بشكل مخيف جداً، فما المانع أن نستثمر التطور بما يخدم المصلحة العامة؟ الطموح غاية لتحقيق الهدف المرجو، خطتي الآن العمل على تكثيف لقاءاتي مع الجمعيات والبلديات والمزارعين في منطقة البقاع وفي المقابل أعمل على التواصل مع الجهات المستهلكة في منطقة الضاحية وأدعوهم إلى التواصل مع المزارع بشكل مباشر للتعرف على منتوجاته».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى