قالت له
قالت له: لك منّي قبلة العيد كفّارة صيام وإفطار يليق بالانتظار.
قال لها: وحدها قبلة الشفاه تبطل الصيام، أما قبلة الوجنة والجبين فلا ضرر ولا ضرار.
قالت: لك واحدة ويوم العيد تكتشف.
قال: وقد مضت على الانتظار أعياد وأعياد.
فقالت: وقد يمضي عيد جديد في الانتظار.
فقال: ولماذا الوعد ما لم يكن ليتحقّق؟
قالت له: يبقى وعداً حتى يتحقّق.
قال: وإن مللت الانتظار؟
فقالت: يكون الحبّ قد مات. فالحبيب لا يملّ من الانتظار.
قال لها: إذن هو ليس وعداً، بل امتحان في الحبّ.
فقالت له: هو وعد قد لا يتحقّق بسبب الخجل فيصير امتحاناً.
قال: إذن هو وعد بوردة تخجل أن تسقط، فتنتظر أن أقطفها عنوةً.
قالت: إياك والمخاطرة. فللورد شوك يحميه يمنح العطر طوعاً وفوحاً وبوحاً ولا يؤخذ قسراً، وإلا ما بقي عطراً.
قال: كمن ألقاه في اليمّ مربوطاً وقال إياك ثمّ إياك من الغرق.
قالت: لأنّني من ستسير بك إلى البرّ.
قال لها: حسناً، لك هذا العيد موعداً للبِرّ بالوعد، وإلا فلا تلوميني على الغرق.
قالت: وكيف يكون؟
قال: لم أختبره بعد. فلننتظر وعدك أوّلاً، عساه يصدق فلا نختبر التجربة.
قالت: شوّقتني للاختبار، وصرت أميل إلى تجديد الوعد لعيد آخر.
قال: أنت من اختارت، وبعد قليل يكون الاختبار، وقد حان موعد الإفطار.
قالت: لكن العيد غداً.
قال: لكنه آخر الصيام.
قالت: تحرمني شوق الانتظار.
قال: للغد إذن.
قالت: أغمض عينيك ودعني أرحل فقد حان موعد الإفطار.
وطبعت قبلتها الساحرة فوق شفتيه الساهرتين، ومضت وهو في ذهول!