باسيل يبلغ غراندي استعداده رفع إجراءات الخارجية الأولية بحق المفوّضية
أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن وجوده في مقرّ المفوضية العليا للاجئين في جنيف كوزير لخارجية لبنان هو «لإيصال رسالة مباشرة إلى المفوض العام، وهي أننا لا نبحث عن مشاكل مع المفوضية العليا للاجئين أو مع المجتمع الدولي، بل إننا نريد حلاً لأزمة لم يعد لبنان يحتملها لأن اقتصاده سينهار بوجود مليوني نازح لاجئ ونازح على أرضه، إذ إن السياسة المعلنة والواردة على موقع المفوضية بكل بساطة هي منع العودة المبكرة. وهي سياسة مرفوضة».
ولفت باسيل بعد لقائه المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إلى أنه لا يطلب من المفوضية تشجيع النازحين السوريين على العودة.
وقال: «شرحنا لغراندي الإجراءات التي تقوم بها المفوضية على الأرض والتي تؤدي إلى إخافتهم من العودة، ووعدنا بأنه سيتحقق منها، وأبلغنا عدم قبوله أن تحصل الأمور بهذا الشكل. وهذا أول أمر إيجابي وعد بمتابعته».
وأشار إلى «أننا راغبون في رؤية إجراءات تتخذها المفوضية إزاء النازحين الراغبين في العودة والذين يتوزعون على 3 فئات: الأولى هي النازحون السوريون الاقتصاديون الذين يذهبون باستمرار إلى سورية، ويستفيدون من بطاقات النزوح التي توفّر لهم مساعدات ليس من المفترض أن يحصلوا عليها، وأعرب المفوض السامي عن موافقته على هذه النقطة ورأى أنه يجب نزع البطاقات منهم، واتفقنا على متابعة هذه المسألة التي نثيرها منذ العام 2015.
أما الفئة الثانية فهم السوريون الذين يودون العودة، وكل ظروف عودتهم مؤمنة بما فيها منازلهم وأراضيهم والموافقة من السلطات السورية، كذلك وعدنا بمعالجة هذه النقطة.
والفئة الثالثة هي السوريون الراغبون بالعودة، لكنهم خسروا منازلهم، فسألت لم لا يشملهم برنامج مساعدات المفوضية داخل سورية؟ وطلبنا ألا يتم تهديد الراغب في العودة من هذه الفئة بقطع المساعدة عنه». وأضاف وزير الخارجية: «نصحت بعدم المراهنة على وجود خلاف بين اللبنانيين لأن الجميع يجمع على عودة النازحين إلى سورية. ونحن مقبلون على مرحلة جديدة حيث تصبح سورية آمنة أكثر وتصبح معها عودة السوريين ممكنة أكثر، وبالتالي يجب التعاون في هذه المرحلة الجديدة عبر سياسة جديدة يتمّ فيها استبدال منع العودة المبكرة بتشجيع العودة الآمنة والكريمة».
وأوضح أنه أبلغ غراندي عن استعداده لرفع إجراءات الخارجية الأولية التي اتخذت بحق المفوضية إذا رأى تغيرا في السياسة المعتمدة، كما أنّه مستعدّ لزيادتها في حال عدم حصول تغير.
وقال رداً على سؤال: «لقد سمعت اليوم من المفوّض السامي كلاماً يدلّ على حسن نية وتجاوب، وسننتظر إجراءات وسياسة عملية يتمّ تطبيقها في لبنان، في انتظار أن يتحقق هذا الكلام عبر أمور عملية تحصل في كل من جنيف وبيروت».
وأشار رداً على سؤال عن اجتماعه مع المبعوث الأممي إلى سورية، إلى أنه «جرى تبادل المعلومات عن اتجاه الأمور في سورية، والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا كان أول من تحدّث عن تخفيف الاحتقان في مناطق معينة وتأمين العودة لها، واليوم أمس يتحدّث عن إعادة الإعمار في سورية. وهذا ما يتجاهله المجتمع الدولي، وهو يعرف أن عودة النازحين إلى سورية باتت ممكنة أكثر فأكثر، وطلبت منه المساعدة في هذا الموضوع وأن هذه العودة تسرّع الحل السياسي للأزمة والمصالحة بين السوريين وإعادة الإعمار».
وكان باسيل قد عرض الوضع في سورية وأزمة النازحين مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا. من جهة أخرى، بحث باسيل مع المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO فرانسيس غري في سبل التعاون مع المنظمة وكيفية استفادة لبنان بهدف تعزيز اقتصاده الوطني، إضافة الى خلق فرص عمل جديدة.
انتقل وزير الخارجية والمغتربين من جنيف إلى بيرن، حيث التقى مستشار الشؤون الخارجية في الاتحاد الفيدرالي السويسري ايغنازيو كاسيس وجرى عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تطويرها لا سيما في المجال الاقتصادي. كما تناول البحث أزمة النازحين وسبل معالجتها. ودعا الوزير باسيل نظيره لزيارة لبنان.