كوسبا في الحزب السوري القومي الاجتماعي 2
الأمين إيلي نصّار
بتاريخ 22/03/2018، عمّمنا الجزء الأول من الدراسة التي أنجزها الأمين إيلي نصّار عن الحزب في بلدة كوسبا.
هنا الجزء الثاني والأخير، وهو عن عدد من الرّفقاء المناضلين الذين عرفتهم كوسبا في تاريخها الحزبيّ المضيء.
وهذه دعوة إلى كلّ فروعنا لأن تهتم بجمع المعلومات التي تفيد عن تاريخ الحضور القومي الاجتماعي فيها، وعن أبرز الرفقاء الذين كان لهم نضالهم الحزبي وتضحياتهم، ففي ذلك وفاء لماضٍ يجب أن يُعرف، وقدوة لرفقائنا على مرّ الأجيال.
ل. ن.
الأمين وهيب الياس اسحق المعروف بِوهيب الفحل .
ـ والدته: رمزة سركيس.
ـ وُلد في كوسبا الكورة بتاريخ 20/05/1931.
ـ لم يتزوّج ليبني عائلة قوميّة اجتماعية، مستعيضاً عن ذلك بجعل جميع أعضاء أسرته مؤيّدين للحزب يشدّون أزره.
ـ بلغ من التعليم المرحلة المتوسّطة.
ثقافته العامّة جيدة، فقد كان مولعاً بالمطالعة وشراء الكتب، خصوصاً المطبوعات الحزبية منها، حتى أنّه ترك بعد وفاته نواة مكتبة جيدة وُهبت من بعده إلى مديرية أميون.
ـ ابتدأ أعماله الخاصة بسائق «كميون»، ثمّ بمالك لأكثر من «كميون» شاحنة وعلى كلّ منها سائق خاص، وانصرف هو لإدارة أعمال شاحناته إلى جانب اهتماماته بالشؤون الحزبيّة والاجتماعية، وخصوصاً السياسية…
ـ كان حضوره مميّزاً على الصعيد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي، واهتماماته بالشؤون المذكورة جعلته على تواصل دائم مع سائر مستويات المواطنين، ممّا سهّل عليه طرح أفكار الحزب وغايته ومبادئه، متسلّحاً بلباقة في الحديث ومرونة في الطبع، ممّا جعله شخصية محبّبة في المتحد والمنطقة معاً، وانعكس ذلك إيجابياً على الحزب في كوسبا، حيث شكّل الأمين المذكور رافعة من رافعات الحزب في المتحد الكوسباوي.
ـ انتمى الأمين وهيب إلى الحزب في العام 1951، على يد الرفيق بربر سابا، وذلك على اثر ارتياده الدائم إلى مقهى كان يمتلكه الأخير، اضف إلى ذلك أنّ ثمّة جامع بين الاثنين، هو وحدة المصلحة الاقتصادية من جهة امتلاك كلّ منهما وسائل نقل مختلفة.
ـ تحمّل الأمين وهيب مسؤوليات حزبيّة عدّة، منها ما يدخل في صنف الوظائف، كمدرّب لمديرية كوسبا، ثمّ مدير لها، ثمّ ناظر تدريب منفّذية الكورة، ثمّ منفّذ عامّ لها… ثمّ مندوب مركزيّ لشمال لبنان أثناء الحرب الأهليّة في العام 1977. كما تحمّل مسؤوليات سياسيّة وأمنيّة كضابط ارتباط، خصوصاً أثناء الثورة الانقلابية حيث أمضى بضعة سنوات في السجن، خرج بعدها ليتابع عمله الحزبي بكلّ همّة ونشاط.
ـ من مميّزات الأمين وهيب، تفضيله مصلحة الحزب على مصالحه الشخصية، حيث أنّه أهمل أعماله الخاصة ليتابع أعمال الحزب طوال فترة الحرب الأهلية في لبنان، الأمر الذي اضطرّه لبيع مقتنياته من سيارات شاحنة ليتجنّب ضائقة العوز المالي، ورغم ذلك استمرّ بمتابعة عمله الحزبيّ مقتصراً إيّاه على العمل السياسي.
ـ توفّي الأمين وهيب في 12 تشرين الثاني من العام 2007، على إثر مرض عُضال ألمّ به، ولقد أُقيم له مأتم حزبيّ حافل في كوسبا، قلّ أن شهدت البلدة مثيلاً له من حيث ضخامة الحشد الشعبيّ والحزبيّ المتشكّل من كافّة المستويات الشعبية والحزبيّة، مع رهطٍ من رجال الدين من مختلف الطوائف والرّتب، كما قام بتأبينه سعادة نائب الكورة الأمين سليم عبدالله سعاده بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن قيادة الحزب العُليا.
الرفيق نسيم يوسف نصر
ـ والدته سارة حبيب. وُلد في كوسبا في شهر شباط 1921.
ـ اقترن من السيدة ملفينا ديب زيدان، من عائلة مقرّبة من الحزب ورُزق منها بولدَين الأوّل أنثى وتُدعى ميريام، وهي تحمل إجازة جامعيّة في اللغة الإنكليزية وآدابها، دخلت في مقتبل عمرها سلك الرّهبنة الأرثوذكسيّة من دون علم والديها أو موافقتهما، تتعاطف مع الحزب السوري القومي الاجتماعي. الثاني ذكر، ويُدعى يحيى، وهو من مواليد 1973، يحمل إجازة في الإعلام من الجامعة اللبنانية. لم يمارس اختصاصه العلميّ ولم يعمل عملاً آخر، وأخيراً هاجر إلى أستراليا واستقرّ فيها. لا ميول حزبيّة له أو سياسية.
ـ أنهى الرفيق نسيم مرحلة التعليم الابتدائي في مدرسة البلدة، وانصرف إلى العمل المهني كمساعد معلّم تمديدات كهربائية في شركة I.P.C في طرابلس، ثمّ انتقل بعدها للعمل في مهنة تركيب الأدوات الصحية حتى عجزه عن العمل بداعي المرض.
ـ كان متوسّط الثقافة العامّة، مكتفياً بما اكتسبه منها من حضوره الحزبيّ، كما أنّه لم يكن مميّزاً ثقافياً ولا اقتصادياً، بل كان مميّزاً اجتماعياً من حيث علاقاته بالآخرين، فقد كان يحرص في هذه العلاقات على احترام نفسه واحترام الآخرين له، ورأس ماله في ذلك التزامه بقيم النهضة القومية الاجتماعية، ومنها الصدق في المواعيد والوفاء بالعهود.
ظروف انتمائه للحزب
كان الرفيق نسيم من روّاد المقاهي في البلدة، وكان يتردّد على المقهى الذي يشرف على إدارته الرفيق بربر سابا، ومن هنا كانت نقطة انطلاقه على طريق الانتماء إلى الحزب على يد الرفيق سابا في العام 1951.
ـ شغل الرفيق نسيم وظيفة محصّل مديرية كوسبا من العام 1956 إلى العام 1961، وفي ليل الأوّل من عام 1962 كان الرفيق نسيم في عداد المشاركين في الثورة الانقلابية، وأمضى على أثرها سبع سنوات في السجن، كما كان آمراً لإحدى الزّمر المسلّحة التي شكّلت في المديرية في حوادث العام 1958. هذا بالرغم من تقدّمه في السن على كافّة رفقاء الفرع.
ـ في الخمسين من عمره، أُصيب الرفيق نسيم بداء السكّري، وحالت ظروفه الموضوعيّة دون سهره على مداراة هذا الدّاء ومداواته كما يجب، الأمر الذي جعل الدّاء يستفحل في جسده ويؤدّي إلى مضاعفات جانبيّة أدّت إلى وفاته بتاريخ 24/02/1998.
الرائد في تأسيس المرحلة الثانية من مراحل الحضور القومي الاجتماعي في كوسبا…
الرفيق بربر ميخائيل يعقوب سابا
ـ والدته: راجينا فرح،
ـ من مواليد كوسبا في العام 1923.
ـ اقترن في 31/7/1991 من المواطنة هولا وهيب سابا، من بلدة «فيع»، ولم يُرزق بأولاد.
ـ كان مستواه التعليمي متوسّطاً، كذلك ثقافته العامّة.
ـ تعاطى في حياته الأعمال الحرّة، فمن إدارة مقهى يملكه والده ثم تحويله إلى صالة لعرض الأفلام السينمائية، إلى اقتنائه حافلة لنقل الركّاب بين كوسبا وطرابلس وبيروت، يقودها سائق خاص. هذا إلى جانب اهتمامه بموسم الزيتون إلى جانب والده الذي كان يُعدّ من كبار الملّاكين في كوسبا.
إنّ طبيعة ما تعاطاه من أعمال جعلت له حضوراً اجتماعياً متنوّعاً، وحضوراً اقتصادياً على أكثر من صعيد، ولكنّه في مجمل حالاته الاجتماعية كان ميّالاً إلى التعاطي الفردي، معتمداً أسلوباً خاصاً به في حواره مع الآخرين يفرض عليهم إدراك ما يريد إيصاله من أفكار، من دون التصريح التامّ بها، وقد انعكس أسلوبه هذا على تعاطيه في الشؤون الحزبية، إذ كان موغلاً في اعتماد العمل السرّي التبشيري وتجنّب العمل في السياسة، وربما كان هذا هو السبب في تقديم استقالته من وظيفة مدير للمديرية على إثر خوض الحزب الانتخابات النيابيّة في الكورة عام 1953 على غير قناعة منه، وبالتالي ابتعاده عن الانتظام الإداري العام حتى يوم وفاته، حيث إنّه رغم انقطاعه عن التنظيم فقد ظلّ على اتصال دائم بالمسؤول الحزبي، يتابع معه أخبار الحزب ويقدّم نصائح وتوجيهات يتوخّى منها مصلحة الحزب.
ـ انتمى الرفيق بربر سابا إلى الحزب في العام 1950 في بلدة كوسبا، وكان انتماؤه على يد الأمين الراحل عبدالله القبرصي، الذي كان على علاقة جيدة بصهر الرفيق المذكور، المدعو مخائيل أيوب.
وبحكم كونه الرفيق الأوّل في المرحلة الثانية لدخول الحزب إلى بلدة كوسبا، فكان لا بدّ أن يكون المسؤول الأول عن التنظيم فيها، وكان ذلك في الفترة الزمنية الممتدّة من العام 1950 حتى العام 1954.
ـ كانت ثقافته الحزبيّة على درجة متوسّطة، لكنّ إيمانه الراسخ بالعقيدة السوريّة القومية الاجتماعية، وحنكته ودرايته، حملته على عبور طريق التأسيس بسهولة وسرعة غير منتظرتَين، في ظلّ طغيان الإقطاع السياسي المتمثّل بالنائب فؤاد غصن في بلدة كوسبا. فبالرغم من الحرب الباردة حيناً، والساخنة حيناً آخر، التي كان يشنّها فؤاد غصن على الحزب في الكورة، وفي كوسبا خاصّة، فقد بلغ عدد الرفقاء في مديرية كوسبا في ظلّ إدارة الرفيق المذكور حوالى العشرين رفيقاً عاملاً ونشيطاً، تجلّت نتائج هذا النشاط في الانتخابات النيابيّة في الكورة العام 1953، حيث نال مرشّح الحزب الأمين الدكتور عبدالله سعاده في صناديق الاقتراع في كوسبا رقماً قارب المئتي صوت، بينها 50 ورقة اقتراع حملت اسم مرشّح الحزب وحده، الأمر الذي أحدث ذعراً سياسياً لدى النائب غصن وأركانه.
ـ حمل الرفيق بربر مهمّة نشر العقيدة السوريّة القوميّة الاجتماعيّة على منكبيه في حلّه وترحاله، مسخّراً لذلك مرافق أعماله المتعدّدة، يصطاد من خلالها أشخاصاً يتوسّم فيهم الإقبال على الدعوة. فلم يدع فلّاحاً أو عاملاً أو صناعياً أو خادماً ممّن عملوا لديه إلّا ودعاه إلى اعتناق العقيدة والانتماء للحزب، بعد اختباره له مستعيناً في ذلك بلباقة الحديث وسلاسته ومرونة الحوار وقدرته على الاحتواء والاستيعاب. وإذا استوجب الأمر، كان يستعين بمذيع مركزيّ من الديار الشاميّة يُدعى عيسى طيّار.
ـ توفّي أواخر العام 1994 في 26/12، إثر إصابته بمرض عضال.
الرفيق غسان فؤاد نصر
ـ وُلد الرفيق المذكور في بلدة كوسبا بتاريخ 22/12/1957،
ـ والدته: غُرّة ساسين من كوسبا الكورة .
ـ اقترن من أنس اليازجي، من الكيان الشامي، وهي مؤيّدة للحزب. ورُزق منها بابنته الوحيدة «نور أليسار» في العام 2001، مقيمة في كندا .
ـ تابع دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية، وحصل على شهادة مهندس مدني من جامعة «نورث إيسترن» عام 1979.
ـ مارس مهنته كمهندس مدني في المملكة العربية السعودية، ثم في الولايات المتحدة الأميركية، وأخيراً في كندا حيث وافته المنيّة.
ـ كان الرفيق غسان على مستوى جيّد من الثقافة العامّة، وهذا ما عرفناه عنه قبل سفره لمتابعة دراسته العليا، وأثناء زياراته النادرة للوطن.
ـ انتمى الرفيق غسان إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي في العام 1973، في أحد مخيّمات الحزب للتدريب على فنون القتال.
ـ تحمّل مسؤولية إذاعية، وأخرى إداريّة في مديرية «تورنتو» في كندا، وبقي منتظماً حزبياً في كلّ مكان أقام فيه.
ـ ولم تكن ثقافة الرفيق غسان هذه مجرّد ترف فكريّ، بل كانت تستند إلى مخزون إيمانيّ راسخ بالعقيدة السوريّة القوميّة الاجتماعيّة ومرتكزاتها الأساسيّة من فكر ونهج وشكل. هذا الإيمان كثيراً ما حمل الرفيق غسّان على إقران القول بالفعل. وقد روى لي نسيب للرفيق المذكور أنّه يوم قرّر الالتحاق بمقاتلي الحزب في الكورة عارضه والده، فلم يستجب، فاستعان والده بهذا النسيب لإقناع غسّان بالعدول عن قراره. وكان هذا النسيب سوريّاً قومياً اجتماعياً، سبق له أن تحمّل مسؤوليات عُليا في الحزب، لذلك لم تكن المهمّة سهلة بالنسبة إليه، لكنّه حاول وبعد حوار شاق مع الرفيق غسان، اقتنع النسيب – الرفيق بوجهة نظر غسان، وكاد بدوره يلتحق بمخيّم التدريب لولا مانع تقدّمه في السن.
ـ توفّي الرفيق غسّان نصر في كندا، ودُفن فيها بتاريخ 14/05/2014، على أثر إصابته القاضية بمرض سرطان الكبد. وقد نعاه الحزب في الوطن، وأُقيم له جناز بتاريخ 18/06/2014 في بلدته كوسبا، حضره رهط كبير من الرفقاء والأصدقاء، إلى جانب عدد غفير من أهل البلدة، حيث استمرّ قبول التعازي لمدّة يومين.
الرفيق الشهيد بربر دليل فاضل
في الستينات من القرن الماضي، عندما كنتُ في عداد أعضاء مفوّضية لبنان، برئاسة المفوّض الرفيق الشهيد جوزف رزق الله، أذكر جيداً أنّه كان يتحدّث في أحيان كثيرة عن الاتصالات التي يجريها مع الرفيق بربر فاضل، وتكليفه له باتصالات سياسية. وأذكر أيضاً أنّه كان يحدّثنا عن اتصالات مماثلة مع كلّ من الرفيق إيلي حديّد «زغرتا» ونديم جواد عدرة.
عن الرفيق الشهيد بربر فاضل، هذه المعلومات من حضرة الأمين إيلي نصار.
ل. ن.
ـ والدته: ماري زيدان.
ـ وُلد في كوسبا الكورة بتاريخ 04/02/1926، وفي عام 1965 اقترن من المواطنة فريدة جرجس فرح من كوسبا، وكانت تؤيّد الحزب بالمطلق. ولقد رُزق منها بثلاثة أبناء، هم نبيل وضياء وزينة. كان لابنه نبيل من العمر تسع سنوات حين استشهد والداه، فتربّى مع أختيه برعاية عائلة جدّه دليل فاضل، ونالوا من العناية كلّ ما يلزم حتى التأهيل العلمي العالي المستوى. وهم اليوم متزوّجون ولهم أبناء، وكبيرهم الرفيق نبيل يعمل موظّفاً في أحد المصارف، ويشغل الآن وظيفة مدير لمديرية كوسبا. أمّا الابنة زينة، فتعمل مدرّسة في إحدى المدارس الخاصة في الكورة، فيما ضياء مغتربة مع عائلتها في الولايات المتحدة الأميركية.
ـ لم تسمح الظروف الاقتصادية لعائلة الشهيد بالوصول إلى المستوى الثانوي، فالعائلة كبيرة والشهيد كبير الأبناء، والأب يحتاج للمساعدة، لذلك كان توجّه الشهيد للعمل مبكراً. كان الشهيد على درجة جيدة من الثقافة العامّة، حيث كان يهوى المطالعة واقتناء الكتب، وكان له ولع بحفظ الأمثال يستعين بها عند اللزوم، أضف إلى ذلك ثقافته الحزبية التي كان يتمثّلها في حلّه وترحاله، ويعمل ما استطاع على تطبيقها في مجالات أعماله الخاصة والعامّة. أمّا مهنته، فكانت الوظيفة الإدارية في وزارة الداخلية، حيث كان يشغل وظيفة أمين سرّ قائمقام. وكان يؤدّي عمله الوظيفي على أكمل وجه، حيث يحظى برضى المواطن ورضى المسؤولين عنه.
ـ أمّا حضوره المميّز، فكان يستند إلى ما للرفيق الشهيد من مؤهلات في الشؤون الاجتماعية والسياسية، فهو واسع الإطّلاع بها وله خبرات أكسبته لباقة ومرونة في التعاطي مع الآخر، فهو لذلك، إن واجه وداعة كان أكثر وداعة من حمل، وإن واجه شراسة كان أشرس من نمر. أضف إلى ذلك ميزة الكرم، كرم النفس وكرم الكفّ، الذي بلغ منه كلّ مبلغ، حتى أنّه كان يستدين ليعطي مجّاناً.
ـ انتمى الشهيد بربر فاضل إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي في العام 1953، والتحق بمديرية كوسبا حيث إقامته الدائمة مع أهله. أمّا ظروف انتمائه للحزب، فيمكن اختصارها بالتالي: رفضه للإقطاع السياسي والاقتصادي وبحثه عن البدائل، أثرَ أخيه عارف الذي سبقه إلى الانتماء للحزب من خلال المدرسة الإنجيلية الأميركية في حلب، وأخيراً علاقته الجيدة بالداعية القومي الاجتماعي بربر سابا، رائد المرحلة الثانية لدخول الحزب إلى كوسبا.
ـ لم يتحمّل الرفيق الشهيد بربر ايّة مسؤولية حزبية بمعناها الوظيفي، لا على مستوى الفرع ولا على مستوى المنفّذية، ولكنّه كان يكلَّف بمسؤوليات سياسية على كافّة الصُّعد، المحليّ منها والمناطقيّ، والكيانيّ أحياناً. وكان آخر مسؤوليّاته السياسية تعيينه عضواً في اللجنة السياسيّة المركزيّة التي شكّلتها إدارة الحزب العُليا بعد فشل الثورة الانقلابيّة.
ـ بتاريخ 20/12/1967، وبعد عودة الشهيد بربر وعائلته إلى كوسبا بعد تهجير السوريّين القوميين الاجتماعيين من الكورة، وعند منتصف ليل ذلك اليوم المشؤوم، طرق أحدهم باب المنزل الذي يسكنه الشهيد وعائلته، فردّت عليه الزوجة وكأنّها عرفت الطارق من صوته، وحين فتحت الباب عاجلها مسلّحون من قوات «الجبهة اللبنانية» بوابل من الرصاص، وكذلك فعلوا بالرفيق زوجها حين هبّ لاستيضاح ما يجري، ثمّ غادروا على جناح السرعة. وهكذا تمّت تصفية الشهيد وزوجته، ونجا الأولاد ليكونوا خير خلف لخير سلف.
الرفيق نبيل بربر فاضل
ـ وُلد الرفيق نبيل بربر فاضل في كوسبا في 06/02/1966،
ـ والدته: فريدة جرجس فرح.
ـ اقترن من السيدة رباب عفيف النجار، وهي مؤيدة للحزب، ورُزق منها بكلٍّ من فريدا، مجازة BA إدارة أعمال، مؤيدة للحزب، وديما سنة ثانية تاريخ إعداد النبذة في: 13/08/2016 MA هندسة داخلية ومؤيدة للحزب، وبربر سنة ثانية هندسة مدنية، ومؤيّد للحزب.
ـ دراسة الرفيق نبيل متوسّطة، كذلك ثقافته العامّة. وهو موظّف في بنك البحر المتوسط.
ـ انتمى الرفيق نبيل في كوسبا بتاريخ 19/06/1991.
ـ ظروف انتمائه: نشأ في بيت قوميّ اجتماعيّ، فوالده الشهيد بربر فاضل كان متعصّباً لقوميّته، جاعلاً منها شغله الشاغل. وبعد استشهاد والده ووالدته، احتضنه أعمامه القوميون الاجتماعيون، الذين لا يقلّون تعصّباً للحزب عن والده.
ـ مسؤولياته الحزبية: مفوّض مفوّضية كوسبا من 05/10/2001 حتى 09/09/2011. مدير مديرية كوسبا من 09/09/2011 حتى 13/07/2016، وناظر مالية الكورة من 20/06/2008 لبضعة أشهر. عضو في دائرة الاشتراكات النوعيّة المركزية من 07/01/2016 حتى وفاته. ناموس مساعد لنظارة المالية في الكورة من 11/02/2016 حتى وفاته.
ـ ثقافته الحزبية متوسّطة.
ـ النشاطات المميّزة التي قام بها: جودة علاقاته الاجتماعية المدعّمة بكرم النفس واليد معاً، جعلت له مكانة محترمة لدى عارفيه، وحتى من خصوم الحزب السياسيين، الأمر الذي سهّل عليه مهمّة جمع التبرّعات لمشاريع حزبيّة، خصوصاً الإنسانيّ منها.
ـ تاريخ وظروف الوفاة: في سهرة عرس في بلدة كفر حزير الكورة، اصابته ذبحة قلبية من دون سابق إنذار، ولم تسمح للأطباء الحاضرين بإسعافه فقضى نحبه عاجلاً.
الرفيق عارف دليل فاضل
ـ من مواليد كوسبا الكورة عام 1933.
ـ والدته: ماري زيدان.
ـ اقترن من نجوى نقولا عطية من بلدة أميون، وتنتمي إلى عائلة قومية اجتماعية ورُزق منها:
ـ هزر: في المغترب الأميركي ولا يُعلم عنها شيء. من زوجته الأولى .
ـ شارن وعائلتها: في المغترب الفرنسي.
ـ رندي: متوفي منذ عدّة سنوات.
ـ سوزان: تُقيم مع زوجها في كوسبا، وهما على قرابة وثيقة من الحزب.
ـ تلقّى الرفيق عارف علومه الثانوية في مدرسة «ملحم» في طرابلس، ثمّ انتقل إلى جامعة «حلب الأميركية»، ثمّ إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث تابع دراساته العليا حائزاً على شهادة دكتوراه في السياسة والاقتصاد.
ـ ثقافته العامّة جيدة، منفتحاً على كافة العلوم والمعارف.
ـ بعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية عام 1980، سافر إلى المملكة السعودية ليشغل وظيفة مدير لأحد فروع البنك المركزي في الرياض، وبعد بضعة سنوات عاد إلى لبنان ليشغل وظيفة مستشار اقتصادي في السفارة الأميركية في بيروت لبضعة سنوات، ثم مديراً لمدرسة الـ L.A.W في رأس بيروت، ثم مديراً لمدرسة الـ I.S في الكورة فمديراً لمدرسة «داوود كرم» في الكورة أيضاً.
ـ تميّز بحضوره الاجتماعي بين العامين 1995 و 2007، حين رشّحته المديرية لعضويّة المجلس البلدي في لائحة التفاهم مع النائب فايز غصن، ففاز بالانتخابات مسجّلاً رقماً مميزاً أهّله للترشّح إلى رئاسة المجلس والفوز بها… كما تميّز حضوره الثقافي بإدارته مدارس ثانوية من الدرجة الأولى، مع ما يستدعي ذلك من إلقاء محاضرات على الصعيد الثقافي الخاص والعام: كما تميّز حضوره الاقتصادي في الوظائف التي شغلها كمدير لمصرف مركزي ومستشار اقتصادي في سفارة الولايات المتحدة، أضف إلى ذلك أنّه أنشأ في كوسبا محطة وقود كاملة الأوصاف، وظّف فيها عدداً من أخوته مع آخرين.
حزبياً:
ـ انتمى الرفيق عارف الى الحزب السوري القومي الاجتماعي في الجامعة الأميركية في حلب بتاريخ 1/1/1951، ولا نملك معلومات عن تولّيه وظائف أو مسؤوليات حزبية أثناء وجوده في الجامعة المذكورة أو أثناء وجوده في الولايات المتحدة الأميركية… حتى بعد عودته إلى الوطن. أمّا بعد استقراره في بلدة كوسبا والتحاقه بالفرع الحزبي فيها، فإنّه أيضاً لم يشغل وظيفة حزبيّة، بل تحمّل مسؤوليات في الشأنين السياسي والاجتماعي.
ـ كان الرفيق عارف على مستوى جيّد من الثقافة الحزبية، فقد كان ملمّاً بالعقيدة السوريّة القوميّة الاجتماعيّة، وبمبادئها وغايتها. ومؤمناً بها وبنظام الحزب إيماناً راسخاً، وقد حاز على وسام الثبات في 03/11/2010.
ـ منذ التحاق الرفيق المذكور بمديرية كوسبا، تميّز نشاطه في الحقلين الاجتماعي والسياسي، خصوصاً بعد استشهاد شقيقه الرفيق بربر فاضل، حيث حمل راية العمل الاجتماعي والسياسي إلى جانب الأمين وهيب الفحل. كما كان مميّزاً في عطائه المالي للحزب على الصعيد المحلّي.
ـ تاريخ وظروف الوفاة: في العام 2011، أُصيب الرفيق عارف فاضل بمرض عضال، ما عتم هذا المرض أن استفحل في جسده حتى تجاوز حدود المعالجة، فكانت وفاته في نفس العام المذكور.
الرفيق جوزف نسيم الشنتيري
ـ وُلد في كوسبا بتاريخ 14/01/1934،
ـ والدته: نجيبة ناصيف.
ـ اقترن من السيدة هدى زيدان من بلدة كوسبا، وهي من عائلة مقرّبة من الحزب، وقد رُزق منها بأربعة أولاد هم:
ـ أمل: تحمل شهادة دكتوراه في هندسة البناء، وتعمل موظّفة في شركة «دار الهندسة».
ـ ندى: مُجازة في علم الاجتماع، تعمل مدرّسة.
ـ رنى: مُجازة في «التربية والتعليم، تعمل مدرّسة.
ـ جاك: مُجاز في إدارة الأعمال، يعمل موظّفاً في إحدى شركات التأمين.
جميعهم مقرّبون من الحزب.
ـ أنهى الرفيق جوزف دراسته التكميلية «بروفيه» في معهد الطليان في مدينة طرابلس، وانتقل بعدها مباشرة للعمل.
ـ عمل الرفيق المذكور في ضبط الحسابات وتدقيقها على مستوى المؤسسات التجارية الفردية الخاصة، حيث أظهر في عمله من الدقّة والإتقان ما أكسبه احترام أرباب عمله وزبائنهم، الأمر الذي أكثر من معارفه وأصدقائه وجعل حضوره الاجتماعي مميّزاً. وفي سنواته الأخيرة، فتح محلاً تجارياً على الشارع العام في سوق كوسبا.
ـ انتمى الرفيق جوزف إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي في كوسبا في العام 1953، على يد الرفيق بربر سابا، وكان المعرّف له الرفيق الشهيد بربر دليل فاضل، بعدها شغل وظيفة ناموس مديرية كوسبا من العام 1956 حتى مطلع العام 1962، حيث تمّ اعتقاله على أثر الثورة الانقلابيّة وأُودع السجن لبضعة أشهر.
ـ كان الرفيق جوزف على مستوىً جيّد من الثقافة الحزبية، كما كان راسخ الإيمان بالعقيدة وملتزماً بمقتضيات القسم، بمقدار ما يمتلك من طاقة.
ـ في الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني من العام 1993، وبينما كان الرفيق جوزف ينتقل مشياً على أقدامه من منزله إلى متجره، فاجأته أزمة قلبيّة حادّة سقط معها أرضاً… ولم ينفع معها طبّ، إذ فارق على إثرها الحياة.