منتخب الفراعنة: هل يكون من المفاجآت؟

زياد العسل

في قراءة منطقية لمشاركة المنتخب المصري في الاستحقاق العالمي، ثمّة نقاط كثيرة يجب التوقّف عندها، وأهمّها:

ـ يدرك متابعو وعشّاق الكرة المصرية المستوى الفني الكبير للدوري المصري الممتاز، والثقافة الكروية العالية للمشجع المصري واللاعب المصري على السواء. وهذه الثقافة الكروية ترجمها لاعبو أندية الأهلي والزمالك وطلائع الجيش وبتروجيت وإنبي ومصر المقاصة وسواهم في الدوري طوال فترات طويلة متعة وإثارة وتكتيكات فنيّة لافتة. ومع ذلك لا يزال الكثيرون يستهترون بالدوري المصري على قاعدة أنه في نهاية الأمر دوري عربي لا لذّه فيه سوى عند التقاء الأهلي والزمالك، ولكن في الواقع المشهد على عكس ذلك تماماً، فالفرق المصرية فرق تقدّم أداء فنياً عالياً في كل المباريات سواء أكان ذلك داخل المستطيل الأخضر أو في الاستحقاقات الأفريقية.

ـ يقدّم لاعبو المنتخب المصري أداء كبيراً في الخارج سواء أكان ذلك على مستوى الدوري الإنكليزي الذي شهد ولادة موهبة استثنائية أدهشت وستدهش العالم وهي محمد صلاح، أو زميله النني الذي يقدّم مستويات عالية في الدوري الإنكليزي أيضاً، أو غيرهما من المبدعين في دوريات الخليج العربي.

ـ الكرة المصرية في تطوّر ملحوظ ومستمر. وهذا ما سيثبته صلاح ورفاقه داخل المستطيل الأخضر.

ـ أما على صعيد التحليل الرياضي، فيمكن القول إن ملوك التحليل الكروي في العالم العربي هم من دون أدنى شك من المصريين، نظراً لتمرسهم في المهنة، وفهمهم للقوانين الكروية المصحوبة بالقدرة التحليلية لكل تفاصيل الساحرة المستديرة، وما يترتب من معلومات وتفاصيل إضافية من خارج المستطيل الأخضر. وأسطع مثال على ذلك هو المبدع مدحت شلبي الذي انتقل من الجو العسكري بعد أن كان برتبة لواء، إلى العمل في التحليل الرياضي. وهذا إن دلّ على شيء فيدل على حبّهم للعبة ورغبتهم في تطويرها، لكي تكون أسلوب حياة.

ـ بعد الخسارة المرّة أمام الاوروغواي في الدقيقة القاتلة، لا يمكن التكهن والتوقّع لنتائج المنتخب مسبقاً، ولكن كرة القدم عودتنا دائماً على المفاجآت، فعلى الرغم من الطريق الوعرة التي تنتظر صلاح ورفاقه في روسيا، إلا أن هذا الجيل من فراعنة الكرة يجعل كل عربي واثقاً من أنه سيرفع رأس العرب في روسيا، والعبرة في الخواتيم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى