الراعي للمسؤولين: تجنّبوا الإساءات المتبادلة والتراشق الهدام بالتهم
حيا البطريرك الماروني بشارة الراعي فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يعتبر «أباً مدنياً» لجميع اللبنانيين، ويشاركه فيها كل المسؤولين في المؤسسات الدستورية. وإذ نهنئهم بعيد الأب، نرفع إليهم صرخة المواطنين، وهي مطالبهم المحقة، نعني: النهوض الاقتصادي الذي يوفر لهم عيشاً كريماً وفرص عمل، تأمين حقوقهم الأساسية من سكن يؤوي عائلاتهم، وتعليم يمكنهم من اختيار المدرسة لأولادهم، وعناية صحية تؤمن لهم التطبيب والدواء، وغذاء سليم يقيهم الأمراض والأوبئة.
وطلب الراعي خلال ترؤسه قداس عيد الأب على مذبح الكنيسة الخارجية للصرح «كابيلا القيامة من المسؤولين السياسيين فوق كل شيء أن يحافظوا على الوحدة الوطنية، متجنّبين النزاعات الحادة، والإساءات المتبادلة، والتراشق بالتهم، لئلا يؤدي هذا النهج السيئ إلى إلحاق مزيد من الضرر في حياة المواطنين وسير المؤسسات العامة، وإلى نشر ثقافة الخلافات والتعدي على الكرامات وفقدان الاحترام، وإلى تلاشي القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية في المجتمع.
وقال معلوم إن الأمم تقوم ما دامت الأخلاق في شعبها. وكما نزاعات الوالدين تهدم الحياة العائلية، نزاعات كهذه بين المسؤولين السياسيين تزعزع الحياة الوطنية، وتعرقل نموها. أما أساس الحياة العامة والعائلية فيقوم، بحسب كلام إنجيل اليوم، على السؤال والطلب وقرع الباب. بها نتوجه إلى الآب السماوي. ويكرر الرب علينا: اسألوا، اطلبوا، اقرعوا. عندما نسأل، نسأله مصلّين، ونطلب منه عائشين عيشة لائقة، ونقرع بابه مثابرين بالرجاء».