الجيش اليمني واللجان الشعبية يواصلون إحكام حصارهم على قوات التحالف السعودي وقطع خطوط إمدادهم البرية
تتواصل المواجهات العنيفة لليوم الرابع على التوالي بين قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية مع القوات المشتركة للتحالف السعودي في المحيط الجنوبي لمطار الحُديْدة على وقع غارات جوية وقصف بحري مكثف للتحالف على خط كيلو 16 والمطار امتداداً إلى شارع الخمسين ومنطقة المنظر السكنية جنوب الحُديْدة، وفق ما أفاد به مصدر ميداني.
وأكد مصدر عسكري يمني «استمرار الجيش واللجان بإحكام الحصار على قوات التحالف، وقطع خطوط إمدادها البرية، مؤكداً لجوء الأخير إلى استقدام تعزيزات عسكرية له عبر البحر بعد قطع طرق إمدادهم في مناطق الفازة والجاح والمجيليس والنخيلة، وفق المشاهد التي نشرها الإعلام الحربي اليمني».
مصدر عسكري أفاد بأنّ «سلاح الجو اليمني المسيَّر أغار على رتل من مدرعات وآليات التحالف، ما أدى إلى تدميره».
وذكر المصدر أيضاً «سقوط قتلى وجرحى من قوات التحالف بقصف لطائرات من دون طيار استهدفت محاولة زحفهم في الساحل الغربي».
في المقابل أفاد مصدر ميداني بأنّ «طائرات التحالف شنّت 7 غارات جوية على مديرية الدُريْهْمي الساحلية جنوب محافظة الحُديْدة».
في السياق نفسه، قتل أركان حرب لواء تهامة أحد تشكيلات القوات المشتركة للتحالف السعودي العميد حسين البوخمي وأكثر من 17 عنصراً آخرين خلال مواجهات مع الجيش واللجان في مديرية حيس جنوب شرق محافظة الحديدة، فيما استهدفت مقاتلات التحالف بسلسلة غارات منطقة الجبانة في مديرية الحالي. كما طاولت غارات جوية أخرى منطقة الشبكة في مديرية الصليف شمالي الحديدة غرب اليمن.
في غضون ذلك، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن الهدف الاستراتيجي من عملية الحديدة هو «دفع أنصار الله إلى الرضوخ لحلّ سياسي».
وشدّد قرقاش على «ضرورة أن يكون هناك انتقال في المشهد السياسي»، وقال: «نشعر بأن الحديدة ستكون نقطة التحوّل»، مضيفاً «أن بلاده لا تزال تأمل أن يتمكّن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن من إقناع أنصار الله بالتخلي عن السيطرة على الحديدة».
وكان الجيش واللجان أعلنوا أول أمس «أسر 160 عنصراً من التحالف في معارك الساحل الغربي»، وأكدوا أنهم «لا يزالون يسيطرون بالكامل على الحديدة ويفرضون حصاراً على قوات التحالف التي حاولت مهاجمة مناطق متفرقة واستقدمت قوات من تعز ومأرب والجوف وألوية جنوبية وغيرها».
من جهته، أكد عضو المجلس السياسي في حركة أنصار الله محمد البخيتي «أنّ دول التحالف فشلت في تحقيق أي تقدّم في الساحل الغربي، وأنّ قواتها تتكبّد خسائر كبيرة»، وشدّد على أنّ «الجيش واللجان استعادوا المبادرة في المعركة».
فيما شنّت طائرات التحالف سلسلة غارات جوية على منطقة الفازة الساحلية جنوب مديرية التحيتا وذلك في محاولة منها لرفع الحصار عن قوات ألوية العمالقة والتي ينتمي جميع أفرادها وقيادتها للمحافظات الجنوبية، غير أن تلك الغارات لم تفلح في فتح طرق الإمداد والإسناد لقوات التحالف السعودي، والتي باتت محاصرة حالياً، وفق مصدر عسكري يمني.
بالتزامن، أفاد مصدر عسكري بـ «مقتل العميد السعودي حسين البوخمي وأكثر من 17 عنصراً آخرين خلال مواجهات مع الجيش واللجان في مديرية حَيْس جنوب شرق محافظة الحديدة»، فيما استهدفت مقاتلات التحالف بغارات جوية منطقة الجبانة في مديرية الحالي، وطاولت غارات أخرى منطقة الشبكة في مديرية الصليف شمال مدينة الحُديْدة الساحلية غرب اليمن.
وإلى محافظة تعز جنوب البلاد، تجدّدت المواجهات بين قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي والتحالف من جهة وقوات الجيش واللجان من جهة ثانية في منطقة حِمْير بمديرية مَقْبَنَة في الريف الغربي للمحافظة.
وفي محافظة البيضاء وسط اليمن، قُتل وجرح العديد من قوات هادي إثر إحباط الجيش واللجان محاولة زحفهم في مديرية ناطِع شرق المحافظة، ووفق مصدر عسكري يمني فإن قوات هادي حاولت الزحف بدعم مكثف من طائرات التحالف من دون أن تتمكن من التقدم باتجاه مواقع الجيش واللجان.
كما قتل القيادي الميداني في قوات الرئيس هادي العقيد الركن عبده حيدر، قائد كتيبة المهام الخاصة باللواء 203 ميكا، و3 عناصر آخرين خلال مواجهات مع الجيش واللجان في مديرية صِرواح محافظة شمال شرق اليمن.
وعند الحدود اليمنية السعودية المشتركة، فقد أعلنت وسائل إعلام سعودية «مقتل 5 جنود سعوديين في مواجهات مع الجيش واللجان في الحدّ الجنوبي خلال الساعات الماضية». هذا وأطلق الجيش واللجان صاروخاً من نوع «زلزال 2» وصلية من صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية على تجمّعات للجيش السعودي وقوات هادي قبالة منفذ علب الحدودي بعسير السعودية. كما قصفوا مواقع قوات التحالف في منطقة الجمارك وصحراء البُقْع الحدودية بين نجران السعودية وصعدة اليمنية.
في المقابل استهدفت مقاتلات التحالف بـ15 غارة منطقة المَزّرق في مديرية حرض الحدودية في محافظة حجة غرب اليمن.
مجلس حقوق الإنسان قلق من هجمات التحالف على ميناء الحديدة
وفي السياق، أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين عن «قلقه البالغ من هجمات التحالف السعودي على ميناء الحديدة اليمني».
وفي آخر كلمة له أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عبر بن رعد عن خشيته من سقوط عدد كبير من الضحايا جراء هذه الهجمات وأثرها الكارثي على الصعيد الإنساني.
وقال «أشدد على قلقي العميق إزاء الهجمات المستمرة التي يشنّها التحالف بقيادة السعودية والإمارات في الحديدة، والتي يمكن أن تؤدي إلى خسائر مدنية هائلة مع تأثيرها الكارثي على المساعدات الإنسانية التي تصل عبر الميناء وتنقذ حياة ملايين الأشخاص».