«في النور والتنوير»… كتاباً للمفتي حسّون
يوثّق كتاب «في النور والتنوير… لقاءات في واقع الأمّة» للدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية السورية، واقع المؤامرة على سورية من خلال حوارات ولقاءات صحافية أجراها عبر عدد من المنابر الإعلامية محلياً وخارجياً، مبيّناً خلالها صمود السوريين في وجه الحرب الإرهابية التي شنّت على بلدهم.
وفي الكتاب يرى الدكتور حسون أن الحرب فرضت على سورية وأن على كلّ سوريّ أن ينتمي إلى بلده وأن يكون مدافعاً عنه بطريقته مهما بلغت التضحيات. لأن الوطن يستحقّ. كما أن شعور الإنسان بأنه سيد في وطنه لا يعادله شعور.
ويعتبر حسون أنه لا قيمة لأيّ مهمة أو عمل ما لم يسجل موقفاً لبقاء سورية وقيمها وعقيدتها شامخة. وعلى كل إنسان سوري أن يؤدي الرسالة الإيمانية الخالدة القائمة على أن حبّ الوطن من الإيمان.
ويسجّل الكتاب تداعيات الحرب على سورية وانعكاساتها على دول العالم. وفي الكتاب أيضاً يبيّن حسون أن الشهادة لا يمكن أن يعادلها شيء، وأن الشهيد لا يمكن أن نوفيه حقّه، وأن حبّ الوطن هو الإيمان الحقيقي وسورية هي أرض الإيمان والديانات والحضارات وبلاد الشام هي بوابة السماء.
ولفت حسون في كتابه إلى أن السوريين عاشوا وربّوا أبناءهم على محبة أخوتهم في الوطن ومعاملتهم بغضّ النظر عن انتمائهم. معتبراً أن حالة الإخاء هي التي ميّزت سورية وأبناءها طوال قرون.
ويؤكّد حسون في الكتاب أن رسالة الإسلام الصحيحة هي نبذ الخلاف والشقاق، وتقديس الانتماء إلى الوطن، والمسامحة والترفّع عن الأحقاد والضغائن.
وأوضح حسون أننا خلال هذه الحرب تعلّمنا ما لم نقرأه في الكتب بأن كرامة الوطن فوق كل اعتبار، وأن الكفاح الحقيقي يكون ضدّ من يريد استهداف وجودنا وهويتنا الجامعة. مستشهداً بما فعله الشيخ صالح العلي ويوسف العظمة وإبراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش وغيرهم من المناضلين.
الكتاب الصادر عن «دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع» قال عنه الدكتور نبيل طعمة مدير الدار: «يخطّ سماحة المفتي في الكتاب كلمات في النور والتنوير لتقوية ثقافة الأمة وتحفيزها على الانتصار قولاً وفعلاً بامتلاك العلوم وفهم معنى الجهاد الحقيقي الذي يقضي بمواجهة الغزاة والطامعين والمتآمرين».
ولفت إلى استشهاد نجل الدكتور حسون في بدايات الحرب الإرهابية لينضمّ إلى قافلة شهداء سورية الذين ارتقوا وهم يدافعون عن الوطن.
في حين رأى الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتّاب العرب أن ما سجله الكتاب من لقاءات وحوارات للدكتور حسون يعكس قناعة راسخة بأن النضال ضدّ المعتدين واجب إنساني ووطني وشرعي وأن الإيمان لا يمكن أن يكون باضطهاد الإنسان والاعتداء على ممتلكاته إضافةً إلى ما يؤرخه هذا الكتاب من معاناة الشعب السوري في فترة تآمرت عليه قوى الشر والعدوان.