الشرق السوري… ماذا عن التطوّرات العسكرية الأخيرة؟
من جديد تعود الأراضي السورية لتتعرّض لعدوان صهيو أميركي، يستهدف بجملة ما يستهدف مواقع لمقاتلين موالين للجيش السوري في البوكمال قرب الحدود مع العراق. وهنا من الواضح أنه عاد من جديد الأميركي ومَن معه ليمارس دوره القديم الجديد في إعادة صياغة ورسم ملامح جديدة لأهدافه واستراتيجياته للحرب على الدولة السورية بكلّ أركانها، خصوصاً بعد سلسلة عمليات عدوانية ضدّ الدولة السورية، في الفترة الأخيرة. وهذا العدوان اليوم لا يوضع إلا في خانة دعم المجاميع المسلحة الإرهابية، والتي شارفت جميع حصونها وبؤرها على الانهيار، خصوصاً في ظلّ تصاعد دراماتيكي لقوة صمود الدولة السورية. ومع بروز مؤشرات انتصارها على هذه الحرب الكبرى، وبعد الصمود الأسطوري على الأرض للجيش السوري، وانهيار البؤر الإرهابية في الكثير من المناطق، واتساع حجم انتشار استراتيجية المصالحة الوطنية والمجتمعية بالدولة السورية بالكثير من مناطق الجغرافيا السورية.
وهنا بالتحديد، وعندما نتحدّث عن مسار وخلفيات العدوان الصهيو أميركي المتكرّر في الأيام الأخيرة على الأراضي السورية وفي الشرق السوري تحديداً، علينا أن ندرك جيداً هنا، أنّ هذا العدوان يأتي في وقت تتوسّع فيه عمليات المقاومة الشعبية في الرقة ضدّ الأميركي. وهناك خسائر كبيرة يتلقّاها الأميركي نتيجة هذه المقاومة الشعبية المدعومة من الدولة السورية «مع أن الإعلام لا يسلّط الضوء عليها… ولكن الأميركي يعرف جيداً حجم خسائره، وبالإضافة إلى ما يجري في الرقة، فعمليات الجيش السوري والقوى الشعبية والحليفة الجارية في شرق وغرب دير الزور وشرق حمص، وفي البادية السورية في حمص ودير الزور، بدأت تقضّ مضاجع الأميركان وحلفائهم. فاليوم انتقلت عمليات الجيش السوري وحلفائه إلى تصعيد وتيرة المعركة بعمق بادية دير الزور تحديداً، والجيش السوري بدأ كذلك عملية عسكرية لاستكمال تطهير بادية السويداء من جيوب إرهابيّي داعش، العملية العسكرية السورية في عموم مناطق البادية السورية من المؤكد أنها لن تتوقف عند هذه المرحلة، بل هي مستمرة وعلى مراحل وصولاً إلى قطع الطريق على مشاريع الأميركي التوسعية شرق سورية، ولذلك اليوم نرى أنّ هناك حالة من الهستيريا يعيشها الأميركي نتيجة هذه العمليات العسكرية الخاطفة والسريعة والخطط العسكرية السورية المفاجئة والمباغتة للأميركي.
هنا، وعند الحديث عن الأميركي، فمن المؤكد أنّه وبعد كلّ عملية عسكرية عدوانية ينفذها وتستهدف نقاطاً وتجمعات للجيش السوري والقوى الشعبية والحليفة في الشرق السوري، يترقّب مسار ما بعد عملياته العدوانية، وأسلوب تعامل الدولة السورية معها. وهل هذا العدوان الاستباقي قادر على كبح جماح التمدّد السريع للجيش السوري والقوى الشعبية والحليفة في شرق سورية؟ ولكن هذا الترقّب الأميركي والتساؤلات المرحلية، تجيب عنها الدولة السورية في الميدان. فالقيادة العسكرية السورية مستمرّة بحربها على الإرهاب والقوى المحتلة في عموم مناطق الشرق السوري، والدولة السورية تعرف جيداً كيف ستردّ على كلّ هذه العمليات العدوانية العسكرية الأميركية. والردّ حتماً، سيكون ردّاً مدروساً ولاحقاً. ولن تنجرّ الدولة السورية لمخططات تسعى بعض الدول الإقليمية، وبالتعاون مع أميركا والكيان الصهيوني لجرّ سورية إليها، والردّ السوري الذي سيبرز واضحاً في الساعات المقبلة على هذا العدوان الأميركي الصهيوني، هو استمرار الحسم السريع للجيش السوري وقوى المقاومة للمعارك مع المجاميع الإرهابية المسلحة التي يدعمها ويموّلها الأميركان. وقد بات واضحاً في الفترة الأخيرة أنّ الجيش السوري قد استعاد زمام المبادرة والتقدّم بمعارك واسعة في عموم مناطق الشرق السوري.
ختاماً، وهنا لا يمكن إنكار حقيقة، أنّ الأميركي أظهر منذ بداية الحدث السوري رغبته الجامحة بسقوط سورية في أتون الفوضى، ودفع كثيراً باتجاه انهيار الدولة والنظام السياسي، فكانت له صولات وجولات في هذا السياق، ليس أوّلها دعم المجاميع المسلحة بالسلاح وتنفيذ ضربات ضدّ سورية في دير الزور وحمص إسناداً للجماعات المتطرفة «داعش»، في محاولة يائسة حينها لإسقاط دير الزور بيد داعش وليس آخرها ما جرى من أحداث في الأسبوع الأخير. وهذا بمجموعه يؤكد حقيقة إسناد الأميركان للدواعش في حربهم ضدّ الجيش السوري والاشتراك بشكل مباشر بمجريات المعركة في الشرق والشمال الشرقي السوري، دعماً لهذه التنظيمات الإرهابية التي شارفت على الانتهاء، والتي خدمت بشكل مباشر المصالح والمشاريع الأميركية في سورية.
وهنا وعلى العموم يمكن تأكيد أنّ الشرق السوري مقبل على تطورات عسكرية هامة جداً، سيترتب عليها بشكل مؤكد تصوّرات كبرى بخصوص مستقبل الاحتلال الأميركي لمساحات واسعة من شرق وشمال شرق سورية.