الانتخابات الرئاسية غير مؤاتية والمجلس إلى الفراغ أو التمديد

شهد لبنان أمس حراكاً سياسياً لافتاً على خط عين التينة الرابية – معراب بكفيا، وسط الحديث عن محاولات ومساعٍ حثيثة لتمرير التمديد للمجلس النيابي، الذي لن يبصر النور في غياب المكون المسيحي، وفق ما أشار رئيس المجلس النيابي نبيه في وقت سابق، بتأكيده أن الميثاقية التي هي شرط لإجراء الانتخابات النيابية هي شرط أيضاً لإقرار التمديد.

وعلى رغم أن هذا الحراك تزامن أيضاً مع الموعد الرابع عشر لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، والتي دعا إليها رئيس المجلس عند الساعة 12:00 من ظهر اليوم، فإنّ ظروف الانتخابات الرئاسية غير مؤاتية، بحسب ما أعلن رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون بعد لقائه بري، متمنياً «أن تصبح الظروف أفضل وقريباً».

إنهاء الفراغ في موقع الرئاسة

وفيما كشف العماد عون أمس عن «اتصال سلام وكلام من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، وان العلاقة بينهما لم تنقطع» دعا رئيس المستقبل في بيان الى «المباشرة فوراً في إطلاق مشاورات وطنية للاتفاق على رئيس جديد للجمهورية وانهاء الفراغ في موقع الرئاسة الاولى». الا ان هذه المشاورات لن تبدأ قبل التمديد للمجلس النيابي الذي خطف الأضواء من بعبدا مع تعذر اجراء الانتخابات النيابية لأسباب لوجستية وتقنية وأمنية، ما دفع رئيس المجلس كما نقل عضو كتلة القوات اللبنانية النائب جورج عدوان الى القول: «إن الخيار بات بين الفراغ او التمديد وليس بين الانتخاب والتمديد».

لا للتمديد

وعلى رغم ذلك، لا يزال التمديد المرتقب موضوعاً إشكالياً. ويصرّ العماد عون الذي استبقاه بري إلى مائدة الغداء والنائب الأسبق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، على موقفه الرافض للتمديد، ويشير إلى «أن لدينا موقفاً مبدئياً بمعارضة التمديد لمجلس النواب ونحن منسجمون مع أنفسنا في هذا الموقف»، مؤكداً «معارضته التمديد وأنّ الطعن موضوع نبحثه ضمن التكتل».

البلاد أمام مأزق

وفي مقابل موقف التيار الوطني الحر الرافض للتمديد، لا يزال موقف «القوات» غير واضح. وأعلن نائبها جورج عدوان من عين التينة موقفاً ملتبساً، وأشار إلى «أن الحكومة مع الأسف الشديد لم تقم بدورها ولم تتخذ الاجراءات اللازمة لكي تجري الانتخابات مثل عدم تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات، ونحن وصلنا الى هذا الوضع»، ولفت إلى «أنّ الرئيس بري قال له «تفضلوا تحمّلوا مسؤولياتكم كنواب وكأفرقاء وكقوات لبنانية، انتم اليوم أمام خيار إما الفراغ وما يستتبعه، وكلنا نعلم ما يستتبعه، او ان تتخذوا موقفاً. وقلت ما هو موقفنا من التمديد. أجابني بكلّ وضوح «انت تعلم» أيضاً أنّ هناك موضوعاً ميثاقياً وطنياً كبيراً، وانا احترم هذه الميثاقية، وفي حال شعرت بأن القوى المسيحية الفاعلة مصرّة كلها على موقفها فأنا لا اعرف ما الذي سيكون عليه موقفي أمام الفراغ او التمديد».

وختم عدوان: الحقيقة، نحن أمام مأزق، والبلاد أمام مأزق، ومع الاسف لم نستطع ان نتدارك ما وصلنا إليه. وانا سأنقل بكل صدق الجو الذي وضعني فيه الرئيس بري وحملني الى حزب «القوات» والى حلفائنا والآخرين، وستكون لي في الايام المقبلة اجتماعات ولقاءات عديدة، خصوصاً مع الرئيس بري لنرى كيفية التعاطي مع هذا الموقف».

نفض البلد من أساسه

وفيما غاب حزب الكتائب عن لقاءات عين التينة أمس. حط النائب سامي الجميّل في معراب، وأكد بعد لقائه رئيس «القوات» سمير جعجع «أنه لا يجوز التمديد لمجلسٍ فشل في كلّ شيء، وأن البديل عنه هو نفض البلد من أساسه».

الفراغ على الرئيس الضعيف

وعلى مقلب 8 آذار، أكد رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية «أن التمديد واقع، انما هناك من يتجرأ ويقول هذا الأمر، فيما البعض يختبئ وراء المزايدات». وقال فرنجية في حديث لموقع المرده: «لو كنا في بلد فيدرالي كان بالإمكان إجراء الانتخابات بولاية من دون أخرى، إنما نحن الآن وسنظلّ في بلد واحد موحد. هناك مناطق يمكن إجراء الانتخابات فيها وأخرى من المتعذر ذلك. من هنا نقول إنّ تأجيل الانتخابات واقع، لبنان لا يتحمّل انتخابات، ولو كنا نتمنى عكس ذلك، هناك خيار من اثنين أو الفراغ أو التمديد وسنكون واقعيّين وصادقين مع الناس».

اما عن ميثاقية التمديد فقال: «الميثاقية تفرض مشاركة كلّ المكوّنات، وانا كمسيحي سأشارك وهناك عدد من النواب المسيحيين بات معروفاً أنهم سيشاركون ما يمنح الميثاقية المطلوبة، ولننتظر لنر من سيعدّل في رأيه ومن سيشارك».

ورداً على سؤال حول الفراغ في رئاسة الجمهورية وارتباطه بالتمديد، قال رئيس تيار المرده: «لا يمكن ربط شيء بآخر، انّ الظروف هي التي تقرّر اذا كان هناك رئيس ام لا، الرئيس سيبقى مارونياً، والمسيحيون اليوم فضلوا الفراغ على الرئيس الضعيف وهذا أمر إيجابي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى