سبعة عشر فيلماً عربيّاً من عشر دول في «مهرجان القاهرة السينمائيّ الدوليّ»
أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي برئاسة الناقد سمير فريد قائمة الأفلام العربية التي سيعرضها المهرجان في الدورة الـ 36 بين 9 و18 تشرين الثاني المقبل، وتضم 17 فيلماً عربياً طويلاً، بالإضافة إلى الأفلام القصيرة التي يعرضها المهرجان في البرنامج الموازي المستقل «سينما الغد الدولي» الذي ينظمه اتحاد طلاب المعهد العالي للسينما.
قائمة الأفلام الطويلة الـ 17 تضم 8 أفلاماً من مصر والأردن وفلسطين ولبنان والكويت وتونس والمغرب وموريتانيا، وتشارك في البرنامج الموازي المستقل «آفاق السينما العربية»، الذي تنظمه نقابة المهن السينمائية، بينما تشارك الأفلام التسعة الأخرى في أقسام المهرجان المختلفة فيمثل فيلم «باب الوداع» إخراج كريم حنفي مصر في المسابقة الدولية، في عرضه العالمي الأول، وأول فيلم روائي طويل لمخرجه الذي أخرج عدة أفلام قصيرة. مدة الفيلم ٦٥ دقيقة وينتمى إلى السينما الصامتة، فهو تجربة بصرية لا تحتوي على أي حوار بين الأبطال وتدور حوادثه فى مكان خاص وزمان غير محدد، في إطار يمكن تلخيصه بأنه أشبه برحلة بحث عن الذات. تشارك في بطولته سلوى خطاب وأحمد مجدي وآمال عبدالهادي وشمس لبيب، موسيقى راجح داوود، وتصوير زكي عارف.
كما يشارك الفيلم الإماراتي الوثائقي»أحمر أزرق أصفر» إخراج نجوم الغانم في المسابقة نفسها، في عرضه الدولي الأول خارج بلد الإنتاج، ويسلط الضوء على الجوانب الشخصية والمهنية للفنانة التشكيلية الإماراتية الدكتورة نجاة مكي. فرغم أن الفنانة من طليعة الفنانات التشكيليات الإماراتيات وربما من أكثرهن شهرة على مستوى الرجال والنساء، إلاّ أن حياتها الشخصية بقيت بعيدة عن دائرة الضوء. ويمثل فلسطين في المسابقة فيلم «عيون الحرامية» إخراج نجوى نجار، في عرضه الأول في العالم العربي وأفريقيا، ويقدم صور متكاملة على مدى 25 يوماً في فلسطين المحتلة، ويعتمد على قصة حقيقية وقعت حوادثها في ذروة الانتفاضة الفلسطينية عام 2002، من خلال «طارق»، فلسطيني يحيط حياته كثير من الغموض إذ اعتقله جنود الاحتلال «الإسرائيلي» عشر سنوات، وبعد الإفراج عنه يعود إلى بلدته ليقتفي أثر ابنته «نور»، كما يكتشف التغيرات التي حدث طوال سنوات سجنه «وخيارات البقاء والمقاومة ليس للفلسطينيين وحدهم بل للمنطقة العربية كلها. ويشارك في بطولة الفيلم الممثل المصري خالد أبو النجا، ومن الممثلين الفلسطينيين ملك أرميلة وخالد الحوراني وإيمان عون ونسرين فاعور.
أما قسم «عروض خاصة» فيقدم من مصر «حائط البطولات» إخراج محمد راضي، تأليف إبراهيم رشاد، في عرضه العالمي الأول، وهو الفيلم الذي منع عرضه بأمر من الرئيس الأسبق مبارك ليحصل حديثاً على إذن العرض بعد 15 عاماً، ويروي قصة المشير محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي إبان حرب أكتوبر المجيدة، وتدور حوادثه حول مهمة حربية قامت بها إحدي كتائب قوات الدفاع الجوي بقيادة الرائد فؤاد المصري فاروق الفيشاوي لإسقاط الطائرة «الإسرائيلية» المسمّاة «كوزرا»، والتي كانت أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا صناعة الطائرات العسكرية، وكانت تلك الطائرة تقوم ترصد المواقع الحصينة بدقة متناهية جداً وينجح الرائد فؤاد المصري في إصابة الطائرة بل تفجيرها، ومن خلال هذه المهمة الحربية ينطلق الفيلم ليحكي قصة بناء حائط الصواريخ، وكيف كان له عظيم الأثر في حرب أكتوبر، كما يلقي الفيلم الضوء على حياة قادة وضباط وجنود قوات الدفاع الجوي. ويشارك في بطولته كل من محمود ياسين وأحمد بدير وفاروق الفيشاوي ومجدي كامل ومصطفى شعبان وحنان ترك ورغدة وحسين فهمي وعدد كبير من الممثلين.
إلى فيلم «ديكور» إخراج أحمد عبد الله السيد، بطولة حورية فرغلي وخالد أبو النجا وماجد الكدواني، ويتناول قصة فتاة تعمل في مجال تصميم ديكورات الأفلام ومعروفة بنجاحها في هذا المجال، إلا أنها تغامر في أحد الأعمال التي تشارك وتجد نفسها أمام تحولات دراماتيكية تغير مسارها في الحياة وتكتشف نفسها من جديد. ويعتبر هذا العمل السينمائي الوحيد الذي يصوّر بالأسود والأبيض منذ فترة طويلة.
من ناحية أخرى، ولمناسبة الاحتفال بمئوية ميلاد المخرج هنري بركات ينظم المهرجان معرضاً خاصاً له مع ملصق عن المخرج الكبير، كما تُعرض في قسم «كلاسيكيات الأفلام الطويلة» نسخة جديدة من فيلمه «الحرام» الذي شارك في مسابقة مهرجان كانّ عام 1965.
أما المفاجأة فتتمثل في عرض المهرجان أول فيلم أخرجه المخرج الراحل حسين حسن الإمام وعنوانه «زي عود الكبريت»، وتوفى بعد إخراجه، ويُعرض في قسم «أفلام عن السينما» في عرضه العالمي الأول. والحصيلة الإجمالية أن الدورة 36 للمهرجان ستشهد عرض ستة أفلام من مصر، وفيلمين من كل من الإمارات وفلسطين، وفيلم واحد من الأردن ولبنان والكويت وتونس والمغرب وموريتانيا.
من الأفلام التي ستعرض أيضاً في هذه الدورة من مهرجان القاهرة، أربعة أجنبية هي «انكلترا الصغيرة» من اليونان و»الضوء يسطع هناك فقط» من اليابان وفيلم مشترك من إنتاج أميركا ولاتفيا عنوانه «صخور في جيوبي»، كذلك فيلم «بلد شارلي» من أستراليا ويشاركفي مسابقة المهرجان «القاهرة» الرئيسية.
فضلاً عن فيلم «تمبكتو» للمخرج عبد الرحمن سيساكو الذي يدور في مدينة تمبكتو في مالي ويسلط مزيداً من الضوء على المدينة بعد سيطرة الإسلاميين المتطرفين عليها وما تعانيه المدينة بسبب الفكر المتشدد الذي أفضى إلى تحريم الغناء وكرة القدم والسكائر،
كما أن هذه المدينة التي توصف من قبل بعض الباحثين بكونها من أهم المواقع التاريخية الشاهدة على الحضارتين العربية والإسلامية في افريقيا، أضحت ميداناً للعنف والقتال، والتخريب المتعمد لآثار المدينة التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر.
علماً أن فيلم «تمبكتو» شارك في العديد من المهرجانات الدولية المرموقة وحصد جوائز وشهادات تكريم، بينها جائزة تقديرية من لجنة تحكيم مهرجان كان الأخير. ويعتبر هذا الفيلم الذي تبلغ مدته 97 دقيقة أول فيلم موريتانيّ مرشّح لخوض المنافسة على أوسكار افضل فيلم أجنبيّ، وهو كذلك أول فيلم يحضر عرضه الرسمي رئيس موريتاني، إذ كان الرئيس محمد ولد عبد العزيز بين الحضور لمشاهدته.
أما الفيلم الفلسطيني «عيون الحرامية» فهو من بطولة الممثل المصري خالد أبو النجا والمغنية الجزائرية سعاد ماسي، ويشارك أيضاً في مسابقة المهرجان الرئيسية، ويستمدّ عنوانه من منطقة تحمل هذا الإسم إلى الشمال من رام الله، حيث جرت عملية استهدفت حاجزاً عسكرياً «إسرائيلياً» يفصل بين مناطق الأرض المحتلة أثناء انتفاضة الأقصى، واتخذها منفذ العملية موقعاً مكّنه من مراقبة الجنود من دون أن يرصده أي منهم، ثم راح يطلق النار عليهم بدقة متناهية من بندقية أميركية قديمة، ما دفع الأمن «الإسرائيلي» لاحقاً إلى القول إن القناص مسن فلسطيني شارك في الحرب العالمية الثانية، فيما رجحت مصادر أن القناص مقاتل شيشاني متمرس تمكن من التسلل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. لكن بعد عامين من التحريات تمكنت الشرطة «الإسرائيلية» من اعتقال مُنفذ العملية ليتضح أنه شاب فلسطيني كان في الثانية والعشرين من عمره حين قام بالعملية التي وصفتها «إسرائيل» بأخطر العمليات في انتفاضة الأٌقصى، واسمه ثائر حماد، وهو عضو في «كتائب شهداء الأقصى» التي تعتبر الذراع العسكرية لحركة «فتح». وأحيل ثائر حماد على القضاء «الإسرائيلي» ليصدر حكماً مؤبداً بسجنه. وكان الشاب الفلسطيني أدلى بتصريح من سجنه لصحيفة «القدس» المحلية أكد فيه أنه لم يتلق أي تدريب من أحد وأنه اكتسب الخبرة من جده الصياد.
الجدير ذكره أن فيلم «عيون الحرامية» هو الروائي الطويل الثاني للمخرجة نجوى نجار التي درست السينما في الولايات المتحدة، إذ سبق أن أخرجت فيلم «المر والرمان» الذي كتبت له السيناريو أيضاً وعُرض عام 2008.