مديرة منتدى «خطوة» رشا فقير لـ«البناء»: المرأة هي حيّز اهتمامي… ومشاريع روائية ودرامية في الأفق
دمشق ـ آمنة ملحم
بحماسة منقطعة النظير، ورغبة عارمة في نشر الثقافة، تحضّر الشابة رشا فقير مديرة منتدى «خطوة» الثقافي الأدبي لفعاليتها المقبلة في عاصمة الثقافة السورية حلب، كنوع من الاحتفال بها، وعودة الثقافة إلى ربوعها. فلا عاصمة تستحق لقب عاصمة الثقافة كما تستحقّ حلب برأي فقير، ولن تكون المدينة الأخيرة. فالرحلة ستكون بعدها إلى اللاذقية وحمص، ثم إلى المحافظات كافة.
فعالية حلب تحاول فقير منحها شكل المهرجان، فستكون متنوّعة تشمل الشعر والغناء والموسيقى، وستقام خلال الفترة القريبة المقبلة.
الشابة رشا فقير سودانية الجنسية سورية الهوى، عشقت القلم منذ نعومة أظفارها فكان حبراً لروحها صقلته بالقراءة المستمرّة والانخراط بالوسط الثقافي على الدوام، إلى أن اطلقت منتدى «خطوة» قبل ثلاث سنوات، وبذلت جهدها ليبقى مستمراً ومتنوّعاً. فبعد أن بدأ بالشعر منطلقاً من مقاهي دمشق في ظلّ الظروف الصعبة التي تعيشها، تفرعّ ليشمل التصوير والموسيقى والرسم، والخطوة المقبلة ستكون للأفلام القصيرة أيضاً.
فعاليات المنتدى كلها كانت تلقى حضوراً ثقافياً وشبابياً كثيفاً في دلالة على وعي الشباب السوري واندفاعه للتعبير عن ذاته وفق حديث فقير إلى «البناء»، والتي تسعد على الدوام برؤية جيل الشباب مستمتعاً بالشعر والموسيقى. هذا الجيل الذي تعمل جاهدة للإضاءة على نشاطاته.
ورغم أن فقير تؤكد أنّ دمشق تحتضن منتديات ثقافية كثيرة، إلا أنها لا تحمل طابع الاستمرارية، وتغلب عليها الشللية. وهذه نقاط ضعف لها، ولكن من الجيد برأيها وجود تلك الفعاليات التي تعبّر عن بقاء السوريين واستمرارهم في الحياة والتعبير عما في دواخلهم.
فقير، ورغم حسّها العالي بالكتابة، تعتبر نفسها هاوية كتابة إلى الآن، وترفض تسميتها حالياً بالكاتبة رغم تحضيراتها لإطلاق الرواية الأدبية الأولى لها من مصر، حيث حصلت على موافقة نشرها، فيها لترى النور قريباً.
الرواية وفق رشا تحمل نمطاً عالياً من الجرأة التي تتّسم هي بها والتي تحارب على الدوام لأجلها. فالمجتمع العربي كلّه من الصعب تقبّله جرأة المرأة، ولكنها تبقى مصرةّ على طريقها الذي تدافع عبره عن كلّ امرأة عربية. فداخل كلّ امرأة برأيها ثورة قادرة على فعل الكثير، ولكن المرأة العربية محارَبة بشدّة، فمن الواجب أن تكون قوية، وعليها تحرير نفسها وغيرها من قيد المجتمع.
وعن مثلها الأعلى في الكتابة، تعترف الشابة فقير بأنها مدمنة الأديبة غادة السمان ومتأثرة بها بشكل كبير. فهي كانت امرأة متمرّدة وعرفت كيف تثور على المجتمع في زمن لا حرّية فيه للمرأة. وهي ايضاً متمردة كما السمان، وتحاول على الدوام أن تكون صوت النساء المكبوتات، فالمرأة موضوعها الأهمّ وصاحبة الحيّز الأكبر في عملها، وهي منحازة جداً إليها وتعمل على مشروع لإقامة جمعية خيرية لدعم النساء، وهو مشروعها المقبل بعد إطلاق روايتها الأولى.
لا حدود لمشاريع فقير الكتابية، فهي قيد التحضيرات لمشروع كتابة للدراما بالشراكة مع الشاب مجد شيباني الذي حاز الجائزة الفضية في مهرجان سينما الشباب، وهو مشروع ثلاثيات قيد الكتابة والملخّص جاهز وعُرض على شركات الانتاج ولاقى قبولاً كبيراً.
ولن يخرج مشروعها الدرامي من إطار دعمها للمرأة، ففيه سنرى كلّ نماذج النساء في المجتمع، المثقّفة والمتديّنة والساقطة، وما الذي دفع كلّ منهن لتكون كما هي. ربما الفكرة مطروقة من قبل، لكن فقير تؤكد أن آلية معالجتها ستكون مختلفة كثيراً بتفاصيلها، كما سيكون لقضايا الطفولة وانتهاك حرمتها حيّز من هذا العمل الذي سيتم بالجرأة، ولا تخشى فقير أيّ نوع من المحاربة التي قد تعترضها، فهي محاربة على الدوام لجرأتها العالية.
وتتمنى فقير أن تصل بكتابة دراما للمرأة إلى مكان بسيط أمام ما وصلت إليه السيناريست يم مشهدي التي عالجت مشاكل النساء درامياً، والوحيدة برأيها التي كتبت نساء يستحققن الاحترام، فغاصت بتفاصيل التفاصيل وكانت جريئة جداً.
وفي ختام حديثها، تفرّق فقير بين جمهور الرواية وجمهور الدراما، فالرواية تصل إلى الجمهور عن وعي وفكر، بينما الدراما تدخل البيوت كلّها، لذا سيكون طرحها جريئاً إنما ستحاول تجميله قدر المستطاع والابتعاد عن المباشرة فيه.