مختصر مفيد الحُدَيْدة تختصر حروب المنطقة
يصح القول في أن حرب الحُدَيْدة تختصر حروب المنطقة، لكونها الحرب الفاصلة التي تخوضها السعودية لاستعادة مكانتها المفقودة، وقد صارت آخر قوى الحلف الذي تقوده واشنطن الذي لا زال يكابر وينكر الاعتراف بالحقائق الجديدة.
كما يمكن قول الشيء نفسه عن معارك الحُدَيْدة، لأنها ستسحم مصير البحر الأحمر آخر البحور الخمسة في المنطقة التي سيحسم تحديد الفاعلين في مياهها وسواحلها لتحدّد هويتها الإقليمية وتوازناتها النهائية، بعدما حُسم مصير بحر قزوين والبحر الأسود وتوازن المتوسط وبقي مع الخليج آخر البحار البحر الأحمر، حيث الحُدَيْدة وحدها تقيم التوازن عليه.
الأهم الذي يمنح الحُدَيْدة هذه المكانة هو ثبوت أن لا قدرة لحلفاء واشنطن على إحداث تغيير بواسطة الانتخابات في العراق ولا في لبنان وأن لا قدرة لهم على إحداث تغيير في سورية بالقوة ولا جدوى من العقوبات على إيران وبقي اليمن وفيه لا فرصة يمكن التعويل عليها في غير الحُدَيْدة.
لكن الأهم الذي يجعل الحُدَيْدة تختصر حروب المنطقة هو ما تكشفه عن أن الدولتين العربيتين اللتين تصدّرتا قائمة المال والسلاح والإعلام في حروب المنطقة تنكشفان عن استراتيجية عنوانها القدرة على الكذب المفضوح بلا أن يرفّ لهما جفن. وبقي للكذب مجال وحبل طويل في الحروب السابقة، خصوصاً حرب سورية حتى جاءت فضيحتهم في الحُدَيْدة.
منذ ثلاثة أيام تعد الدولتان بأفلام وصور تظهر سيطرتهما على الحُدَيْدة وتكشفان العجز، لأن النصر كذبة كبيرة ما لم تثبته الصورة. والصورة بيد أنصار الله، وليست بيدهم.
ناصر قنديل