ترامب يدعو الجمهوريين لتأجيل النظر في قانون الهجرة والأمم المتحدة للاجئين تدعو أوروبا للوحدة
تشهد أوروبا أجواء متوترة قبل 48 ساعة من قمة أوروبية مصغرة ببروكسل حول ملف الهجرة الذي ينقسم حوله الأوروبيون، كذلك التوتر أصاب جدران البيت الأبيض، حيث دعا الرئيس الأميركي الجمهوريين لـ «تأجيل النظر في قانون الهجرة».
ومع التهديد بالحجز ورفض فتح موانئ أمام سفن المهاجرين غير الشرعيين، لا تتزحزح الحكومة الإيطالية الحاكمة منذ ثلاثة أسابيع قيد أنملة عن عزمها على تقليص عدد المهاجرين الواصلين إلى سواحل إيطاليا إلى أدنى مستوى ممكن. فيما تحاول المستشارة الألمانية تحقيق انفراج في المحادثات بشأن الهجرة.
ترامب
في هذا الشأن، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، الجمهوريين لتأجيل النظر في قانون الهجرة حتى شهر تشرين الثاني.
وكتب ترامب على صفحته في موقع «تويتر»: «يجب على الجمهوريين أن يتوقفوا عن إضاعة وقتهم في قانون الهجرة إلى أن نختار المزيد من أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونغرس في تشرين الثاني. الديمقراطيون يلعبون ولا ينوون القيام بأي شيء لحل هذه المشكلة. يمكننا اعتماد قانون ممتاز بعد الموجة الحمراء الموجة الحمراء هي زيادة في عدد الجمهوريين في مجلس الشيوخ والكونغرس ».
الجدير بالذكر أن الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب اقترحت في 21 حزيران، قانونين للهجرة دفعة واحدة، أحدهما فشل على الفور خلال التصويت، وتأجل النظر في الثاني بسبب عدم وجود أصوات. ولسنوات عديدة لم تكلل محاولات الكونغرس لحل العديد من المشاكل في مجال الهجرة بالنجاح. وتبنى مجلس الشيوخ إصلاحاً ليبرالياً للهجرة في عهد الرئيس باراك أوباما، لكن مشروع القانون «أجهض» على يد الجمهوريين، في مجلس النواب.
مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
في سياق متصل، دعا فيليبو جراندي مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين الاتحاد الأوروبي أمس، إلى «إيجاد نهج جديد وموحد تجاه الهجرة واللجوء»، قائلاً: «إنّ تحقيق ذلك ممكن».
وقال جراندي في بيان أصدره قبل قمة للاتحاد في الأسبوع المقبل «إن هناك حاجة إلى ضمانات لإنقاذ من يواجهون مصاعب في البحر ونقلهم إلى البر بطريقة يمكن التنبؤ بها».
وأضاف «أن أوروبا لم تعد تواجه تدفقاً هائلاً للمهاجرين عبر البحر المتوسط مثلما كان الحال في 2015».
وقال «اليوم، أحثّ الدول الأوروبية على اغتنام هذه الفرصة لإيجاد نهج جديد وموحد يراعي الاحتياجات المشتركة لكل الدول كي تتمكن من إدارة حدودها وسياساتها للهجرة بطريقة تتفق مع معايير اللجوء الأوروبية والدولية التي انبثقت عن الحرب العالمية الثانية».
ميركل
بدورها، هوّنت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل من التوقعات بـ «تحقيق انفراجة كبيرة» في محادثات تم الإعداد لها على عجل بين قادة الاتحاد الأوروبي يوم غد الأحد بشأن «النزاع المتعلق بالهجرة» والذي قسم أوروبا.
وعمّت الفوضى أول أمس، خطط عقد الاجتماع الطارئ، الذي يأتي قبل قمة كاملة للاتحاد الأوروبي تعقد الأسبوع المقبل، عندما قال رئيس وزراء إيطاليا الجديد «إن مسودة اتفاق بشأن الهجرة سُحبت بسبب خلاف مع ميركل».
وتتعرّض المستشارة الألمانية لضغوط لإقناع قادة الاتحاد الأوروبي في القمة الرئيسية التي تعقد يومي 28 و29 حزيران بالموافقة على توزيع أكثر عدلاً للمهاجرين، وذلك لإرضاء حلفائها المحافظين في حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي في ولاية بافاريا. لكن إيطاليا ودولاً أخرى مترددة في الموافقة.
وقالت ميركل «أعمل على أن يؤدي الائتلاف مهامه التي نص عليها اتفاق تشكيله… أمامنا الكثير من العمل».
وقللت أمس من «أهمية هذه القمة التي ستحضرها 16 دولة على الأقل»، مؤكدة أنه «ليس من المتوقع صدور أي قرار يلزم أعضاء الاتحاد الأوروبي الـ28». وأوضحت أنه «يتعين التوصل إلى اتفاقات ثنائية وثلاثية ومتعددة الأطراف خلال القمة المصغرة».
ويشارك في محادثات الأحد 17 على الأقل من قادة الاتحاد الأوروبي، بعد توقعات أولية بحضور ثمانية فقط، وذلك بحسب أحدث إحصاء أجراه مسؤولون في بروكسل.
وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مشترك في بيروت مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أمس، «اجتماع يوم الأحد لقاء تشاوري واجتماع عمل، لن يصدر عنه بيان ختامي».
وأضافت «أنها محادثات مبدئية مع دول أعضاء معنية بالأمر».
وتابعت قائلة «إن الأوضاع في سورية ليست ملائمة بعد لعودة اللاجئين». واستقبلت ألمانيا مئات الآلاف من اللاجئين السوريين وغير السوريين منذ 2014، وتهدد سياسة الهجرة الألمانية بتقويض ائتلاف ميركل الحاكم.
زيهوفر
وهدد وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، وهو أيضاً رئيس حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، بـ «تحدي ميركل وإبعاد الناس الذين قدموا طلبات لجوء بدول أخرى في الاتحاد الأوروبي عند الحدود الألمانية»، وذلك في حالة عدم التوصل إلى اتفاق «مُرضٍ» في القمة.
ومن شأن فرض قيود على الحدود الوطنية تقويض نظام الاتحاد الأوروبي الخاص بحرية السفر وقد يسبب أزمة للحكومة الألمانية.
وزير الداخلية الإيطالي
فيما واصلت إيطاليا التمسك بموقفها المتشّدد من المنظمات غير الحكومية التي تساعد المهاجرين في البحر المتوسط، وكان المستهدف هذه المرة منظمة لايف لاين غير الحكومية الألمانية.
وقال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني في تغريدة أمس، «السفينة غير القانونية لايف لاين موجودة الآن في المياه المالطية وتحمل 239 مهاجراً. من أجل أمن الطاقم والركاب طلبنا من مالطا فتح موانئها لها بالطبع يفترض أن تتمّ مصادرة السفينة لاحقاً وتوقيف طاقمها».
وأضاف الوزير الإيطالي لاحقاً على هامش اجتماع انتخابي في سييين في منطقة توسكان قبل الجولة الثانية من الانتخابات المحلية الجزئية الأحد، «الموانئ الإيطالية لم تعد على ذمة المهربين، افتحوا الموانئ المالطية والموانئ الفرنسية».
وقال سالفيني «إيطاليا لم تعد بلداً للبيع ومحتلة وفرنسية قليلاً وألمانية قليلاً».
وأضاف سالفيني «إنه مع هذه الحكومة باتت إيطاليا محور النقاشات كما لم يحدث أبداً في الماضي»، مشيراً إلى «اتصال هاتفي أول أمس من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي».
وزير النقل الإيطالي
وكان وزير النقل الإيطالي دانيلو تونينيلي أعلن أول أمس «رغبته في حجز سفينة لايف لاين»، معتبراً أنها «تبحر بشكل غير قانوني»، الأمر الذي تنفيه المنظمة.
وهذه الحلقة الجديدة من المعركة التي تخوضها الحكومة الإيطالية ضد المنظمات غير الحكومية بعد أقل من أسبوع من مشكلة سفينة أكواريوس الإنسانية التي اضطرت للتوجّه إلى إسبانيا بعد رفض إيطاليا ومالطا فتح موانئها لـ 630 مهاجراً كانت تقلهم.
تصعيد أوروبي
كما قررت حكومة الائتلاف بين حزب الرابطة يمين متطرف وحركة خمس نجوم شعبوية أيضاً تصعيد لهجتها أوروبياً.
وبعد أن فكرت في مقاطعة هذه القمة أكدت إيطاليا في نهاية المطاف «مشاركتها فيها بعد تلقي تطمينات من ميركل».
وتجدّد الجدل بين روما وشركائها الأوروبيين أمس، بعد تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي تحدث فيها عن «جذام» قومي في أوروبا.
ورد لويدجي دي مايو النائب الآخر لرئيس الحكومة الإيطالية ورئيس حركة خمس نجوم مبدياً استغرابه بقوله «في يوم يقول إنه لا يريد الإساءة لإيطاليا وفي يوم آخر يتحدث عن الجذام».
وكان سالفيني قال أمس، مخاطباً الرئيس الفرنسي «قد نكون شعبويين مصابين بالجذام، لكني أقبل الدروس ممن يفتح موانئه. استقبلوا آلاف المهاجرين ثم سيكون لنا حديث».