إيران تتهم تركيا بإطالة أمد الحرب في سورية
أكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإيرانية أن التدخل التركي في الشأن السوري أدى إلى إطالة أمد الحرب في سورية وتسبب بخسائر وأضرار كبيرة وتشريد الأبرياء فيها، مشدداً على أن هذه الحقيقة باتت جلية للجميع على رغم الدعايات التركية ولم يعد أحد يقبل ما يقال في شأن الأزمة في سورية.
وأوضح المسؤول الإيراني رداً على التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه «لو لم تكن هناك عقبات وعراقيل وضعتها الحكومة التركية بسبب طموحاتها ولولا إصرارها على مواصلة نهجها بتغيير نظام الحكم في سورية وتقديم الدعم للإرهابيين لأمكن تسوية الأزمة في سورية قبل ثلاث سنوات»، معرباً عن الأمل بعدم تكرار التصريحات التركية للحيلولة دون التأثير في مسار العلاقات بين إيران وتركيا.
جاء ذلك في وقت قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو انه يجب ألا ينتظر البعض أن ترسل بلاده قوات للدفاع عن مدينة عين عرب السورية الحدودية، مشدداً على أن «المعارضة السورية المعتدلة» ومقاتلي البيشمركة العراقيين هم وحدهم القادرون على إنقاذها.
وقال داود أوغلو إن الطائرات الأميركية تضرب منذ أسابيع مواقع تنظيم «داعش» بالقرب من «كوباني» لكن الضربات الجوية وحدها لن تكون كافية لصد المقاتلين المتشددين.
وأضاف: «هناك حاجة للقيام بعملية عسكرية برية بغية إنقاذ كوباني واستعادتها وبعض المنطقة المحيطة بها من تنظيم داعش».
غير أنه أوضح أن تركيا وحلفاءها الغربيين لن يساهموا بقوات برية في هذه العملية. وقال» «إذا كان التحالف الدولي لا يريد إرسال قواته البرية كيف يمكنهم أن يتوقعوا من تركيا إرسال قوات برية وهناك الأخطار عينها على حدودنا».
وقال داود أوغلو: «الطريقة الوحيدة لمساعدة كوباني -بما أن البلدان الأخرى لا تريد إرسال قوات برية- هي إرسال قوات تميل إلى السلام أو معتدلة إلى كوباني؟ من هؤلاء؟ البشمركة… والجيش السوري الحر.»
وجدد رئيس الوزراء التركي دعوته للولايات المتحدة لتدريب وتسليح «الجيش الحر»، وقال: «دربوا وقدموا المعدات للجيش السوري الحر حتى لا تحل قوات النظام محل مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام لدى رحيلهم وحتى إذا انسحبت الدولة الإسلامية في العراق والشام لا يحل محلها إرهابيو حزب العمال الكردستاني». وأضاف: «سنساعد أي قوات وأي تحالف من خلال قواعدنا الجوية داخل تركيا أو عبر وسائل أخرى إذا كان يجمعنا بهم تصور مشترك لبناء سورية ديمقراطية وتعددية».
وتأتي هذه التصريحات في وقت قال صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إن مقاتلين من البيشمركة عبروا إلى تركيا من العراق متوجهين إلى كوباني السورية لمساعدة المدافعين عن البلدة ضد مقاتلي تنظيم «داعش».
وأشار مسلم إلى أن حوالى 150 من مقاتلي البيشمركة عبروا إلى تركيا ومن المتوقع أن يصلوا في وقت لاحق ليل الثلاثاء إلى كوباني.
من جهته، قال مسؤول كردي كبير إن مقاتلين من قوات البيشمركة غادروا الأراضي العراقية أمس متوجهين إلى كوباني المحاصرة لمساعدة الأكراد هناك في قتال «داعش».
وقال هيمان هورامي وهو مسؤول بارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن قوات البيشمركة تتحرك من مطار أربيل إلى مدينة سيلوبي التركية الحدودية حيث ستنتقل من هناك براً إلى كوباني.
وفي السياق، قالت القيادة المركزية الأميركية إن القوات الأميركية شنت أربع غارات جوية ضد مقاتلي «داعش» في سورية أمس مستهدفة مواقع للتنظيم قرب كوباني، حيث دمرت وحدة صغيرة للتنظيم وأربعة مواقع قتالية.
إلى ذلك، بسطت وحدات من الجيش السوري والقوات الرديفة سيطرتها أمس على بلدة حوش الفارة إلى الشرق من مدينة دوما في الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، وقتلت أعداداً من المسلحين ودمرت آلياتهم.
وبذلك يكون الجيش السوري قد أحكم الطوق حول بلدة ميدعا، وسط تقدم لعدد من وحداته بنجاح في منطقة المعامل في تل كردي، وقضائها على أعداد كبيرة من الإرهابيين، ما ضيق الخناق على مدينة دوما المعقل الأساسي للإرهابيين في الغوطة.
في موازاة ذلك نفذت وحدات من الجيش عدة عمليات ضد أوكار المسلحين في مزارع بلدتي الزمانية ودير سلمان بمنطقة النشابية في عمق الغوطة الشرقية، فيما كثفت وحدات أخرى عملياتها على الجانب الشمالي من حي جوبر مواصلة تقدمها بعد سيطرتها على العديد من كتل الأبنية.