سورية والحسم خيار

ـ كثيرون تخيّلوا وكتبوا وحللوا أنّ هناك قراراً مشتركاً في معارك سورية تخوضها سورية والحلفاء روسيا وإيران والمقاومة ضمن مقتضيات حسابات شاملة مع المشروع الأميركي ومعطيات التفاوض والمواجهة، وظنّوا انّ هذا التوصيف لا ينتقص من وطنية الدولة السورية.

ـ معارك جنوب سورية أكثر من أيّ مرة تقول ما ينقض هذا الكلام رغم وجاهته، وتنسف بالتأكيد كلّ حديث عن تغلّب حسابات الحلفاء على الحساب الوطني السوري والقصد منها معلوم وهو تبخيس الدولة السورية مكانتها ودورها ووطنيتها في قلب معسكر حلفائها وصولاً لتصويرها مجرد أداة لحسابات الحليفين الروسي مرة والإيراني مرة وكليهما معا مرات عديدة.

ـ تقول معارك الجنوب إنه رغم الغموض المحيط بمصير التفاهم النووي الإيراني بين المواجهة والتسوية ورغم التمهيد لقمة روسية أميركية تمضي الدولة السورية بقرارها نحو حسم وضع الجنوب وهي تدرك حجم التحدّي الذي تمثله التدخلات الأميركية والإسرائيلية ومخاطر مواجهتها.

ـ بدلاً من أن تنظر سورية وضوح المشهد الدولي والإقليمي تقدم على الخيار الذي تمليه المصلحة الوطنية السورية، وتأتي بحلفائها من ورائها لدعم قرارها، فمجرد عدم تحقيق المفاوضات لتسوية تلبّي المصلحة الوطنية السورية كان كافياً لتحديد ساعة صفر الحسم في الجنوب والباب مفتوح دائماً للتسوية إذا رضخ الآخرون لشروطها…

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى