بوتين: الحالة المؤسفة للعلاقات بين البلدين هي نتيجة للصراع السياسي الداخلي في واشنطن
استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون أمس، لإجراء مشاورات حول آفاق عقد قمة بين الرئيسين الروسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب في أقرب وقت.
وقال بوتين إن «العلاقات الروسية الأميركية ليست في أفضل أحوالها، وزيارة بولتون تبعث على الأمل لاستئناف العلاقات الثنائية»، مؤكداً أن «روسيا لم تسعَ أبداً إلى مجابهة مع الولايات المتحدة».
وأضاف الرئيس الروسي أن «الحالة المؤسفة للعلاقات بين البلدين هي نتيجة للصراع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة».
من جهته، صرّح مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، بأنّ «رئيسي روسيا والولايات المتحدة فلاديمير بوتين، ودونالد ترامب، يدركان أهمية إقامة حوار بين بلديهما».
وقال بولتون، أمس، للصحافيين بعد المحادثات في موسكو: «إذا نظرنا إلى مجالات التعاون الممكنة، فإن كلاً من الرئيس ترامب والرئيس بوتين يعتقدان أنه تجب المناقشة، ويجب أن نجري مناقشات حول القضايا المشتركة وتحديد مجالات التعاون، لأن علاقاتنا الثنائية تؤثر على الاستقرار في جميع أنحاء العالم».
وشدد المسؤول الأميركي على أنه «لا يوجد شيء غير عادي في اجتماع القمة، لأن ترامب يجري محادثات مع العديد من رؤساء العالم».
وصرّح مستشار الأمن القومي الأميركي، بأنه «لا يتوقع نتائج محدّدة من لقاء الرئيسين الأميركي والروسي».
وقال بولتون، بعد المحادثات: «لقد ناقشنا هذه المواضيع اليوم في الاجتماعات المختلفة التي عقدتها اليوم، لكن لم يكن هناك هدف لتحقيق نتائج ملموسة، فقط لإرساء الأرضية للمباحثات بين الرئيسين. أتوقع أنهم سوف يناقشان فيما بينهما المشاكل التي تعتبر الأكثر أهمية، لكنني لا أعتقد أننا ننتظر أي نتائج ملموسة».
وكان بولتون قد استهلّ مشاوراته في موسكو بلقاء جمعه مع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، كما تضمّن برنامج زيارته لقاء مع مستشار بوتين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف، بالإضافة إلى مشاورات في مجلس الأمن القومي الروسي.
ويرافق بولتون في الزيارة عدد من موظفي مكتب الأمن القومي الأميركي، ومن بينهم، مستشارة الرئيس الأميركي للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي وروسيا فيونا هيل. هذا وتجري لقاءات المسؤول الأميركي في موسكو بعيداً عن عدسات الكاميرات ووسائل الإعلام.
وفي أعقاب لقاء بوتين وبولتون، أكد يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، «أن موسكو وواشنطن اتفقتا على مكان وزمان قمة بوتين ترامب»، مشيراً إلى أنه «سيعلن اليوم عن تفاصيل القمة».
وقال أوشاكوف إن «مسألة العقوبات لم تناقش في اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، وتمّ التطرق إلى الوضع العام في العلاقات الثنائية».
وأضاف أوشاكوف: «لم يتم التطرق لمسألة العقوبات، فقد تم التطرق إلى الوضع العام الذي يثير القلق في علاقاتنا الثنائية، وقد أشار رئيسنا إلى ذلك في بداية الحديث مع الصحافة».
ووفقاً لمساعد الرئيس الروسي، فقد «بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، الأفكار التي يمكن أن تُناقش في القمة المزمع عقدها، والتي تتعلّق بالقضية السورية وعلى وجه الخصوص الملف الإنساني».
ووفقاً لأوشاكوف، فقد «شدّد بوتين على إيلائه أهمية كبيرة للاجتماع المرتقب، مؤكداً تحضيره للقمة».
كما أفادت مصادر دبلوماسية بأنّ «النمسا وفنلندا أكدتا استعدادهما لاحتضان قمة بوتين – ترامب، لكن الخيار النهائي سيتحدّد بما ينسجم مع جدول أعمال الرئيسين. ويتوقع أن تُعقد القمة الروسية الأميركية، أواسط شهر تموز المقبل».
وكان الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف قد صرّح في وقت سابق من اليوم أن الحديث مع بولتون سيتركّز على «الحالة المحزنة» للعلاقات بين موسكو وواشنطن وعلى القضايا الدولية الملّحة.
في سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أمس، عن «أمله في نجاح اللقاء المحتمل بين الرئيسين الروسي والأميركي في نزع السلاح النووي».
وقال هايكو، في مؤتمر مشكلات نزع السلاح النووي الذي تنظمه جمعية فريدريك إيبرت، في برلين: «آمل أن تستخدم المحادثات المحتملة بين الرئيس ترامب والرئيس بوتين لإحراز تقدم، وإلا فإننا مهددون بالعودة إلى أيام سباق التسلح النووي، الذي حاولنا طويلاً التغلب عليه».
ووفقاً لهايكو، فإن «الحفاظ على الاتفاق الأميركي الروسي بشأن نزع السلاح والسيطرة على الأسلحة النووية، له أهمية خاصة».
وأشار إلى أن «إنهاء معاهدة القضاء على الصواريخ متوسطة المدى وقصيرة المدى، ستكون له عواقب سلبية على معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية الهجومية»، وهي معاهدة بالغة الأهمية لنجاح نزع السلاح النووي بعد عام 2021.
وتكثفت الاتصالات بين موسكو وواشنطن بشأن التحضير للمحادثات رفيعة المستوى بشكل ملحوظ بعد أن أعرب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب في إحدى مقابلاته في منتصف شهر حزيران عن أمله بأن يلتقي بوتين قريباً، أما موسكو فلم تؤكد ولم تنف الإعداد للقمة.