خطة عسكرية عراقية لضبط كمائن خلايا داعش
تشهد مناطق متفرقة من العراق، مؤخراً، نشاطاً ملموساً لتنظيم داعش، تمثل ذلك في مجموعة عمليات من الاغتيال والخطف، التي وجدت لها مكانا في أربع محافظات، تضم خلايا فاعلة للتنظيم الجهادي، وبشكل خاص في مناطق ديالى والموصل والأنبار.
ويعتقد مراقبون، أن تصاعد هذا النشاط، يعود الى الصراعات السياسية المستمرة، وتأخّر الكتل بتشكيل الحكومة الجديدة.
لكن رئيس الوزراء حيدر العبادي، قال الاثنين الماضي، إنّ الأزمات التي تحصل في البلد لن تؤثر على قوة الدولة وتماسكها .
وخلال اليومين الماضيين تمّ تسجيل زيادة في تحركات التنظيم في المناطق الصحراوية وسط العراق.
وأعلن العراق النصر على تنظيم داعش في كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وانخفض معدل العنف في البلاد بشكل كبير، بعد المعارك التي خاضتها القوات العراقية على مدى ثلاث سنوات، تمكنت خلالها من استعادة ثلث مساحة العراق التي سيطر عليها الجهاديون في عام 2014.
وعلى أثر تصاعد أعمال العنف، أقر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة حيدر العبادي، خطة عسكرية لضبط كمائن تنظيم داعش ، التي نشطت في الفترة الأخيرة، وتسبّبت بقتل وخطف العشرات.
وذكر بيان صحافي صدر عن مكتب العبادي، أنّ هناك إجراءات سريعة وعمليات نوعية للقضاء على تلك الخلايا الإرهابية، التي تحاول أن تقوم ببعض الأعمال الإرهابية خارج المدن، بعدما نجح جهدنا الاستخباري في تتبع عدد كبير منها واعتقالهم ، مبيناً أنّ الضربات الموجعة التي تمّ توجيهها إلى قيادات الإرهابيين الدواعش في سورية من قبل قواتنا البطلة جعلتهم يلجأون إلى عمليات قطّاع طرق لئيمة ضد المدنيين، ولكنّنا لهم بالمرصاد حتى القضاء عليهم بالكامل .
وفي هذا السياق، يقول الخبير الأمني المتخصص في شؤون الجماعات المتشددة هشام الهاشمي، إن تنظيم داعش يعمل على لملمة نفسه عبر خلايا نائمة تعيد تنظيم أولوياتها، وتعمل على التمويل الذاتي بالخطف وقطع الطريق الدولي وهجمات على مناطق أطراف المدن المحرّرة وقراها .
وأضاف أن هذه الخلايا تهدد المقاولين وإتاوات شاحنات النقل التجاري .
وأوضح، أن معظم الاعترافات تؤكد أن داعش في العراق بدأ مراجعات جادة، وتحديث الهيكل التنظيمي، وتجميد القيادات التي هزمت، واعتماد التمويل الذاتي، وتجديد البيعة للبغدادي، وأيضاً تخفيض الكفالات والرواتب إلى 30 في المئة، وتجميد الملفات الإدارية واللوجستية، وتفعيل الملف الأمني والعسكري فقط .
ويكشف محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، أماكن وجود داعش ، فيقول إن التنظيم موجود الآن في بادية الجزيرة، ولديه معسكرات قرب الحدود العراقية من جهة سورية، بينما يستغل هذه المناطق للدخول إلى العراق، إضافة إلى وجود موطأ قدم له في البادية ينطلق منه إلى منطقة الحضر وأطرافها.
ويرى ضرورة إيجاد حلول سريعة، لأن ما حصل قبل سقوط الموصل قبل 4 سنوات بدأ بمثل هذه الهجمات، ولم تكن هناك معالجة لها .
وأعلنت قوات الحشد الشعبي، الثلاثاء، انطلاق عملية واسعة لملاحقة خلايا داعش في صحراء الحضر، غرب الموصل.
وقال أمر اللواء 11 في الحشد علي الحمداني، إن قواته وصلت الى عمليات بيجي برفقة الاستخبارات والقوات الخاصة لبدء عملية بحث وتفتيش عن خلايا ارهابية في صحراء الحضر . وأضاف، ان القوات تمكنت من التوغل نحو 15 كم في عمق الصحراء وبعرض 7 كم .
وبحسب قائد في الجيش، فإن الشريط الحدودي بين العراق وسورة مؤمن بالكامل، مبيناً أن القوات الامنية تسيطر على الوضع.
وقال قائد الفرقة الـ 15 بالجيش عماد السلاوي، إن القوات الامنية تؤمن الحدود. ولم تحدث أي عملية تسلل من قبل الارهابيين القادمين من الاراضي السورية الى العراقية .
وأضاف أن هناك تنسيقاً مشتركاً بين كامل القوات عند الحدود وفي المناطق الغربية من محافظة نينوى التي تقدم الدعم في الخط الثاني للخط الاولى للجيش العراقي على الحدود.