حكومة بريطانية من حزب «العمّال» ستعترف بدولة فلسطين… والقضيّة ليست من أولويات السعودية

نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية منذ يومين، مقالاً بعنوان «كوربين يقول إن حكومة بريطانية من حزب العمّال ستعترف بدولة فلسطين».

وقد أشار زعيم حزب «العمّال» المعارض في بريطانيا جيريمي كوربين، إلى أن حزبه قد يتخذ قراراً مبكراً جداً إذا فاز في الانتخابات العامة في بريطانيا وذلك بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وجاءت تصريحات كوربين خلال زيارته مخيّماً للاجئين الفلسطينيين في الأردن خلال أول زيارة له لدولة خارج أوروبا منذ انتخابه زعيماً للحزب المعارض عام 2015.

وتضيف «إندبندنت» أن كوربين أكد أن حكومة يشكلها حزب «العمّال» ستعمل فور تشكيلها على التمهيد سريعاً لمناصرة مفهوم الدولتين المتجاورتين كحل نهائي للأزمة، وذلك خلال زيارته لمخيم اللاجئين في البقعة الذي يؤوي نحو 100 ألف لاجئ فلسطيني.

وعُرف كوربين، كما تقول الصحيفة، بانتقاداته الحادة والعلنية لـ«إسرائيل» وتصرفات حكومتها تجاه الفلسطينيين وقد طالب الحكومة البريطانية سابقاً بالاعتراف بالدولة الفلسطينينة بشكل أحادي الجانب على الأراضي الموجودة في الضفة الغربية وقطاع غزة بما في ذلك القدس الشرقية التي تحتلها «إسرائيل» منذ عام 1967.

إلى ذلك، وفي الشأن الفلسطيني أيضاً، نشرت مجلة «فوين بوليسي» الأميركية، تقريراً قالت فيه إن القضية الفلسطيية لم تعد أولوية لدى الزعماء والقادة العرب، وأنهم باتوا منشغلين أكثر بأمورهم المحلية وقضاياهم، مؤكدة أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ألقى بالقضية الفلسطينية «من الحافلة»، وقلّل من أهميتها خلال اجتماع مغلق عقده مع زعماء يهود خلال زيارته إلى الولايات المتحدة في آذار الماضي.

وتابعت المجلة، نقلاً عن الصحافي «الإسرائيلي» براك رابيد، الذي نقل عن أحد حاضري الاجتماع، أنّ بن سلمان فاجأ الحاضرين إلى درجة أن بعضهم سقطوا من على مقاعدهم، فقد انتقد وليّ العهد السعودي الفلسطينيين بسبب «فقدانهم فرص السلام»، وقلّل من أهمية قضيتهم وقال إن عليهم القبول بأيّ صفقة تُعرض عليهم.

وفي ما يلي، جولة على أهم التقارير التي نشرت في عدد من الصحف الغربية والعبرية والآسيوية أمس.

فورين بوليسي

قالت مجلة فوين بوليسي الأميركية، إن القضية الفلسطيية لم تعد أولوية لدى الزعماء والقادة العرب، وأنهم باتوا منشغلين أكثر بأمورهم المحلية وقضاياهم، مؤكدة أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ألقى بالقضية الفلسطينية «من الحافلة»، وقلّل من أهميتها خلال اجتماع مغلق عقده مع زعماء يهود خلال زيارته إلى الولايات المتحدة في آذار الماضي.

وتابعت المجلة، نقلاً عن الصحافي «الإسرائيلي» براك رابيد، الذي نقل عن أحد حاضري الاجتماع، أنّ بن سلمان فاجأ الحاضرين إلى درجة أن بعضهم سقطوا من على مقاعدهم، فقد انتقد وليّ العهد السعودي الفلسطينيين بسبب «فقدانهم فرص السلام»، وقلّل من أهمية قضيتهم وقال إن عليهم القبول بأيّ صفقة تُعرض عليهم.

وكان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قد التقى، جيسون غرينبلات، وجاريد كوشنر، مستشارا الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول السلام في الشرق الأوسط، خلال زيارة لهما إلى المنطقة الأسبوع الماضي، لمناقشة المشاريع الإنسانية في قطاع غزة، قبل أن يغادرا إلى قطر لإجراء محادثات حول كيفية تخفيف الأوضاع في غزة كجزء من الجهود الرامية لتعزيز خطة ترامب للسلام.

مسؤولون فلسطينيون قالوا إن هذه الجولة لمستشاري ترامب لا معنى لها ومضيعة للوقت، إلا أن المثير في الأمر أن واشنطن على ما يبدو قررت التحدث إلى حلفائها العرب بوجود الفلسطينيين أو من دونهم، بحسب المجلة.

ومنذ كانون الأول الماضي، تقاطع الإدارة الفلسطينية واشنطن عقب قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس واعتبارها عاصمة لدولة «إسرائيل».

وطوال أشهر خلت، نظرت الإدارة الفلسطينية إلى العلاقات الوثيقة بين إدارة ترامب وبعض الدول الخليجية، نظرة إزدراء، وتحديداً بعد أن بدأت العلاقات السعودية مع «إسرائيل» تشهد مزيداً من التقارب والدفء الذي لم يسبق له مثيل.

لقد كان قرار السعودية السماح لشركة الطيران الهندية بالمرور عبر أجوائها باتجاه «إسرائيل»، مثيراً لغضب السلطة الفلسطينية، قبل أن يعترف محمد بن سلمان في مقابلة مع المجلة الأميركية «أتلانتك» بحقّ «إسرائيل» في أرضها، وفي الوقت الذي قاطعت فيه السلطة الفلسطينية اجتماعاً في البيت الأبيض حول غزة في آذار الماضي، فإن مصر والإمارات والسعودية و«إسرائيل» حضرت هذا الاجتماع.

وترى «فورين بوليسي» إن القضية الفلسطينية لم تعد القضية المركزية في جدول الأعمال الإقليمي، وما زاد من قلق السلطة الفلسطينية هو أن بعض القادة العرب حولوا أنظارهم صوب إيران باعتبارها التهديد الأبرز لهم خاصة بعد تدخلها في العراق وسورية واليمن.

الزعماء العرب ما زالوا يؤكدون على دعمهم للقضية الفلسطينية، لكن الفلسطينيين يعرفون أن تصريحاتهم غالباً ما تكون «بلا فائدة»، بل حتى ما تعهد به المانحون العرب من أموال لإعمار غزة بعد حرب 2014، لم يصل منه الإ القليل، وبدأت بوصلة التحرك الدبلوماسي للدول العربية تنحرف من دعم القضية الفلسطينية إلى معالجة المشاكل المحلية، والأعداء الإقليميين مثل إيران، والنزاعات العربية العربية ومحاربة التشدد الإسلامي.

يقول شبلي تلحمي، الأستاذ الجامعي في جامعة ميرلاند وزميل معهد بروكينغز، إنه ليس لدى القادة العرب الآن سوى اولوياتهم الخاصة، المقدمة على فلسطين، وهم يحاولون اليوم عمل كل شيء من أجل منع شعوبهم من الالتفاف حول القضية الفلسطينية، لانهم يعتبرون أن ذلك يشكل تهديداً عليهم، بعد أن كانت تلك الحكومات تستخدم القضية الفلسطينية كمصدر لإلهاء شعوبها، ولفت نظرهم بعيداً عن مشاكلهم المحلية، كالبطالة والفقر.

وعلى الرغم من أن ولي العهد السعودي تحدث بشفافية للفلسطينيين وبشكل علني، مؤكداً أن توثيق علاقات الرياض ودول خليجية أخرى مع «إسرائيل» يمكن أن يحدث فقط عندما يحصل تقدم في عملية السلام الفلسطينية ـ «الإسرائيلية»، إلا أنه أظهر استعداداً للاستفادة من ذلك في إطار صراعه مع إيران، وتحويل التركيز عن قضية فلسطين.

ويدرك الفلسطينيون أنهم لم يعودوا قادرين على الاعتماد عى حلفائهم التقليديين في العالم العربي، كما أن فرق القوة بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين إلى جانب الانقسامات الداخلية للفلسطنيين والاعتماد المطلق على المساعدات الخارجية، كل تلك الأسباب جعلت من خياراتهم ضيقة، ولم يعد أمامهم من خيار سوى اللجوء إلى المجتمع الدولي، كما فعلوا في السنوات الأخيرة، من خلال السعي للانضمام إلى المنظمات والمعاهدات والإتفاقيات الدولية كجزء من استراتيجيتهم لتحقيق حلمهم بإقامة دولتهم.

إن المناخ الدول الحالي يختلف اختلافاً كبيراً عن المناخ الذي كان سائداً في عهد الرئيس باراك أوباما، فقد أوضحت إدارة ترامب أنها ستكون معارضاً قوياً للفلسطينيين في الأمم المتحدة.

يقول يوسف منير، المدير التنفيذي للحملة الأميركية من أجل حقوق الفلسطينيين، إن منظمة التحرير سعت من أجل الحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وكان ذلك أمر يتمتع بكثير من الجاذبية، إلا أنه لم يعد كذلك.

لقد حدد كوشنر ومحمد بن سلمان، كما تقول «فورين بوليسي»، التحالف الاستراتيجي الذي سيركز على محاربة إيران وحث الفلسطينيين على الاتفاق على خطة للسلام، وبحسب ما نُقل عن ولي العهد السعودي في وصفه لاستراتيجية بلاده «سأقوم بتسليم الفلسطينيين وسيقوم ترامب بتسليم الإسرائيليين» في إشارة إلى الضغط الذي يمكن أن يمارسه الطرف السعودي على الفلسطينيين والطرف الأميركي على «الإسرائيليين».

جيروزاليم بوست

شهدت المملكة العربية السعودية مؤخراً تطوراً غير مسبوق على كثير من الأصعدة، ولعل أبرزها قيادة المرأة السعودية السيارة، وزيارة الأمير ويليام إلى دولة «إسرائيل» رسمياً، والتي بدورها تثير تساؤل ما إذا كانت تعني تلاشي خوف العائلة المالكة البريطانية من غضب العالم الإسلامي، وثأر قيادة المملكة العربية السعودية لمثل تلك الزيارة التي تنم عن اعترافٍ رسمي بسيادة «إسرائيل» أم لا. نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية افتتاحية تتضمن أهم انعكاسات عصرنة المملكة التي يسعى ولي العهد إلى تحقيقها على المنطقة بشكل عام.

تبدأ الصحيفة بالحدث الأبرز في المملكة العربية السعودية، إذ شهد الأحد الماضي 24 حزيران، السماح للمرة الأولى للنساء بقيادة السيارات رسمياً، وتضيف الصحيفة أن حقيقة أن النساء صار بإمكانهن القيادة أخيراً، وتحديداً بعد قرار إلغاء الحظر الذي استمر طوال عقود في أيلول الماضي، لها آثار تتجاوز إلى حد بعيد مجرد تحسين حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية التي تتميز بالتقليدية بدرجة كبيرة.

وأضافت الصحيفة أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أصدر القرار جزءاً من حركته في تطوير وتحديث أجزاء من المجتمع السعودي لتواكب العالم العصري اليوم، علاوة على ذلك صدر حكم آخر يسمح للنساء بحضور الفعاليات والأنشطة الرياضية الكبرى، حتى وإن كان مشروطاً بمقاعد منفصلة بين الجنسين، وكان ذلك بدءاً من مباراة كرة قدم على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة خلال كانون الثاني الماضي.

يقود ولي العهد السعودي برنامج رؤية 2030 الذي يهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي، والابتعاد عن الاعتماد على النفط، وتحقيق الانفتاح التدريجي للمجتمع السعودي، ولعل أبرز تلك التحركات فتح دور السينما، ومحاولة تشجيع صناعة السينما الناشئة، وكذلك السماح لكلا الجنسين بحضور حفلات موسيقية، علاوة على ذلك يعتبر ولي العهد السعودي هو الدافع خلف حملة كبيرة لمكافحة الفساد، والتي طالت عدداً من أفراد عائلة آل سعود الضخمة.

وتؤكد الصحيفة أن التموجات الناتجة من هذه التغيرات يمكن استشعارها بعيداً عن الرياض، وحسبما ذكرته الصحيفة فإن وجود السعودية و«إسرائيل» في الجانب نفسه ليس سراً، لا سيما مع وجود تهديد عدو مشترك لهما متمثل في الجمهورية الإسلامية الشيعية في إيران، وبعيداً عن الشبح النووي الإيراني، عانت المملكة العربية السعودية من الهجمات الصاروخية برعاية إيرانية من اليمن.

وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أن من الواضح وجود المزيد من الاتصالات بين الدولة اليهودية والمملكة السنية، حتى وإن لم تكن في العلن، وعلى الرغم من أن الإسرائيليين لا يستطيعون السفر إلى المملكة العربية السعودية، لا ينبغي التقليل من شأن السماح لرحلات الطيران الهندي المتجهة إلى «إسرائيل» بالمرور عبر المجال الجوي السعودي في آذار، دليلاً على تحسن في العلاقات «الإسرائيلية» ـ السعودية.

وتشير الصحيفة أيضاً إلى أهمية النظر إلى تداعيات خطط السلام «الإسرائيلية» الفلسطينية مؤخراً، لا سيما في ضوء زيارة «جيسون غرينبلات» و«جاريد كوشنر» هذا الأسبوع نيابة عن الرئيس ترامب، الذي يسعى إلى الوصول إلى «صفقة القرن»، إذ يمكن أن تمارس المملكة العربية السعودية ضغطاً على الفلسطينيين، بيد أن الصحيفة تذكر أن المملكة تولي اهتماماً شديداً حالياً بالتهديد الإيراني وتضخمه أكثر من اهتمامها بالموقف الفلسطيني.

يمكن النظر إلى زيارة الأمير ويليام ـ الثاني في ترتيب العرش البريطاني ـ في السياق السعودي أيضاً، إذ تعد تلك الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها أحد أفراد العائلة المالكة البريطانية منذ تأسيس دولة «إسرائيل» الحديثة في 1948، وذلك على الرغم من وجود زيارات غير رسمية سابقة لزوج الملكة إليزابيث فيليب دوق أدنبرة، وابنهما الأمير تشارلز، ولي العهد.

تقول الصحيفة في افتتاحيتها إن أحد أبرز الأسباب وراء امتناع أفراد العائلة المالكة البريطانية عن الزيارات الرسمية إلى «إسرائيل» حتى الآن هو الخوف من إغضاب العالم العربي والإسلامي، لا سيما المملكة العربية السعودية، لكن باعتبار أن السعوديين أنفسهم يرون وجود مصالح مشتركة مع «إسرائيل»، فضلاً عن تعاونهم معهم سراً في عدد من المجالات، خاصة في محاربة الإرهاب، فإن خطر الثأر من الاعتراف الملكي البريطاني بسيادة دولة «إسرائيل» قد تلاشى.

تشير الصحيفة إلى أن الأمير ويليام والأمير محمد بن سلمان يمثلان جيلاً جديداً، إذ ينبغي النظر إلى تحركات كل منهم باعتبارها جزءاً من تغيير الأجيال، فمن الواضح أن الأمير ويليام يجري إعداده لتولي العرش البريطاني، وذلك على الرغم من أن والده يسبقه في ترتيب الوصول إلى عرش بريطانيا، وعلى الجانب الآخر يعتبر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى حد كبير الرجل القوي في المملكة العربية السعودية، على الرغم من أن والده الملك سلمان لا يزال الحاكم شكلياً.

وبحسب ما جاء في افتتاحية «جيروزاليم بوست»، يبدو أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يجري «عملية تجميلية للمملكة العربية السعودية»، وعلى الرغم من أهمية تلك التغيرات، ما يزال الطريق طويلاً أمام المملكة للانضمام إلى العالم الحديث الحر إذ ما يزال يتعرض نشطاء حقوق الإنسان للاضطهاد، ومن المفارقات أن بعض هؤلاء النشطاء من النساء اللاتي قمن بحملة نشطة كي يسمح لهن بالقيادة، فضلاً عن أن المرأة السعودية ما تزال تخضع للوصاية الذكورية، وقواعد الزي الوهابي الصارمة.

ومن ناحية أخرى، تشير الصحيفة إلى نتائج الانتخابات التركية باعتبارها مثيرة للاهتمام في هذا السياق، إذ لا ينحصر الانقسام في المنطقة إلى انقسام سني شيعي فحسب، بل ينقسم بين الدول العربية وغير العربية إذ توجد تركيا وإيران في الوجهة المقابلة للسعودية ومصر وعدد آخر من الدول.

وتختم الصحيفة مؤكدة أنه على رغم أن التحديثات التي يقوم بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان محدودة، فإنها تمثل قوة دافعة كبيرة في التغير الإقليمي.

كومرسانت

كتبت ماريانا بيلينكايا في صحيفة «كومرسانت» الروسية، مقالاً حول محاولة الملك الأردني عبد الله الثاني تلطيف الموقف الأميركي من الفلسطينيين، وعدم حرمان المملكة من المساعدة في الوقت نفسه.

وجاء في المقال: عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملك عبد الله الثاني ملك الأردن محادثات أمس في البيت الأبيض. وصل العاهل الشرق أوسطي إلى واشنطن في لحظة متوترة للغاية: فبعد أسبوعين من احتجاجات جماهيرية في الأردن متعلقة بسخط السكان من الإصلاحات الاقتصادية، قد يزداد الوضع سوءاً في أي وقت، خاصة في حال قدوم موجة جديدة من اللاجئين من سورية.

وكما يؤكد عبد الله الثاني، فإن اقتصاد الأردن في حالة يرثى لها بسبب ارتفاع أسعار النفط وإيقاف إمدادات البلاد بالغاز المصري وإغلاق الحدود مع سورية والعراق. في الوقت نفسه، هناك حوالى 1.3 مليون لاجئ سوري في البلاد، وتم تخفيض المساعدات المالية من الخارج لاستيعابهم. في هذه الظروف، أعلنت السلطات الأردنية أمس عن نيتها رفض استقبال مزيد من اللاجئين.

ولكن، إذا كان للمسألة السورية في الأردن القدرة على التأثير في واشنطن، فإن الوضع على المسار الفلسطيني ـ «الإسرائيلي»، والذي نوقش أيضاً في محادثات البيت الأبيض مختلف. فكما أعلن في نهاية الاسبوع مستشار الرئيس الأميركي وصهره، جاريد كوشنر، في مقابلة مع صحيفة «القدس» الفلسطينية، فإن العمل على الخطة الأميركية للتسوية الفلسطينية ـ «الإسرائيلية» اكتمل تقريباً. تفاصيل الخطة لا تزال غير معروفة، ولكن كوشنر وعد بفوائد اقتصادية لشعوب المنطقة، إذا دعمت الأفكار الأميركية. ليس فقط للفلسطينيين و«الإسرائيليين»، إنما وللمصريين والأردنيين.

القاهرة وعمان، ليستا في ظروف اقتصادية تسمح لهما بالمساومة. لكن ملك الأردن، بصفته حارساً للأماكن المقدسة في القدس، عارض، العام الماضي، قرار الولايات المتحدة الاعتراف بهذه المدينة عاصمة لـ«إسرائيل» ونقل السفارة الأميركية إليها. ولن يكون قادراً على قبول المقترحات العلنية الأميركية لحل الصراع الفلسطيني ـ «الإسرائيلي» ما لم يتم تسمية القدس الشرقية عاصمة فلسطينية. مشكلة أخرى أمام الملك هي اللاجئون الفلسطينيون: في الأردن يشكلون حوالى مليونين من السكان البالغ عددهم حوالى 9.5 مليون نسمة.

ومع ذلك، فإن أي حالة عدم استقرار في الأردن ليست في مصلحة الولايات المتحدة. نذكّر بأنه على الرغم من تهديد دونالد ترامب برفض تقديم المساعدة إلى دول الشرق الأوسط التي لا تدعم خطته للتسوية الفلسطينية ـ «الإسرائيلية»، ففي شباط، وقعت الأردن والولايات المتحدة مذكرة تفيد بأن تحول واشنطن للأردنيين نحو 6 مليارات دولار في غضون خمس سنوات.

«إسرائيل اليوم»

كشفت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية أن مسؤولين كباراً في مصر والأردن والسعودية والإمارات المتحدة أبلغوا الموفدين الأميركيين جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات أنّ الدول العربية المعتدلة لا تعارض طرح مبادرة السلام الأميركية الجديدة سواء وافق عليها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أم لم يوافق.

ونقلت الصحيفة عن جهات وصفتها بأنها رفيعة المستوى في عمان والقاهرة أن المقابلة التي أجرتها صحيفة «القدس» المقدسية مع كوشنر، وتم نشرها منذ يومين، وانتقد خلالها بشدة الرئيس الفلسطيني تمت بموافقة زعماء الدول العربية الذين التقاهم كوشنر خلال الجولة الأخيرة في المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول مصري أن كوشنر أكد على الاستجابة لمطالب هذه الدول بأن الحياة المعيشية للفلسطينيين لن تتأثر سلباً في حال عدم تعاون القيادة في رام الله مع خطة السلام المتبلورة.

وقال المسؤول المصري إن هذا الموقف هو موقف مشترك لكل من الدول العربية المعتدلة، وهي تصر على إقامة الدولة الفلسطينية على أن تكون عاصمتها القدس الشرقية.

ونقلت «هيئة البثّ الإسرائيلي» الاثنين الماضي عن الصحيفة قولها إنّ الأميركيين عاقدو العزم حالياً على نشر خطة السلام على الملأ، وأن قادة الدول العربية يمارسون ضغوطاً على رئيس السلطة الفلسطينية ليعدل موقفه من الرئيس ترامب وموفديه. كما أنهم وعدوا عباس بمنحه ضمانات سياسية واقتصادية.

رودونغ

في سابقة من نوعها تكاد تكون الأولى، أحجمت كوريا الشمالية في صحفها عن انتقاد الولايات المتحدة في الذكرى الـ65 لانتهاء الحرب الكورية التي دارت رحاها بين عامي 1950 و1953.

وسائل الإعلام الكورية الشمالية وعلى رأسها صحيفة «رودونغ» الناطقة بِاسم حزب «العمّال» الحاكم، اعتادت بين سطور تعليقاتها في مثل هذا اليوم من كل عام على نشر المقالات الناقدة للولايات المتحدة في ذكرى اندلاع الحرب وانتهائها، ووصف واشنطن بـ«العدو القويّ» أو «الإمبراطورية الأميركية»، ودعت مراراً إلى تدميرها.

لكن الصحيفة الناطقة بِاسم الحزب الحاكم اكتفت هذه السنة وعلى خلاف عادتها، بإظهار مغزى الحرب الكورية ودور جيش البلاد فيها، إضافة إلى ما وصفته بـ«تجارب ناجحة» للمواطنين الكوريين الشماليين في تلك الحرب.

الجدير ذكره أن الصحيفة كانت قد نشرت في الخامس والعشرين من حزيران الماضي مقالاً افتتاحياً تحت عنوان «لندمر بكل حزم مؤامرة استفزازية أميركية هادفة لغزو كوريا الشمالية»، وآخر بعنوان «لا يمكن أن نخمد اليوم الكراهية والغضب من عدونا اللدود الإمبراطورية الأميركية، ودمنا يغلي من شدة الرغبة في الانتقام».

ويرى محللون، أن التغييرات الطارئة في لهجة الإعلام الكوري الشمالي، جاءت نتيجة للتهدئة المسجلة بين البلدين، عقب القمة التاريخية التي عقدت بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الشمالي كيم جونغ أون في سنغافورة مؤخراً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى