تجليات شعرية في لوحات معرض الفنانة فاطمة إسبر

بتداخل بين الشعر والرسم واللون نفذت شاعرية الفنانة السورية فاطمة إسبر إلى لوحات معرضها نصوص تشكيلية الذي تقيمه حالياً في صالة سموقان بحي الرمل الشمالي في اللاذقية.

25 لوحة تشكيلية قدمها المعرض بألوان زيتية وتقنيات متعددة وصفتها الفنانة إسبر في حديث صحافيّ بالقول: كما أقرأ القصيدة وأشعر بالصور فيها أرغب أن يظهر النص الشعري في لوحاتي.

لوحات إسبر تأتي كما توضح نتيجة قطيعة تامة مع الطبيعة والأفكار والمدارس الفنية أثناء الرسم فهي تبحث في اللوحة واللون للوصول إلى عوالم جديدة لم تشاهدها من قبل فتخلق تشابكات لونية رسالتها الأساسية الإنسان ومشاعره الداخلية فيطفو فيها الألم والإنحناء والحنين فيما يتضاءل الفرح.

يغلب اللون الداكن على أعمال إسبر ولا سيما الرمادي الذي يطبع معظم لوحاتها محملا إياها حزنا إضافيا وترى أن اللون الأزرق يتحول معه إلى دلالة على الغموض والعمق والبعد أكثر من كونه لوناً للصفاء والأمل لكنها تريد من اللونين أن يجتمعا معا ليتشكل مطر يغسل أوجاع السوريين التي أفرزتها هذه الحرب عليهم.

تحمل لوحات الفنانة إسبر ابنة قرية قصابين بريف جبلة الحزن الذي يلفها بعيداً عن حياتها الواقعية المليئة بالنجاح والسفر فهي خريجة قسم اللغة العربية من جامعة القاهرة وحصلت على الدكتوراه في نقد الشعر الحديث من رومانيا بعد أن نالت درجة الماجستير من طهران لكنها حسب تعبيرها لا تنفصل عن عالم نعيشه بكل تفاصيله في حاراتنا وخلف ما تغلفه الجدران.

تجربة الفنانة إسبر ينظر إليها الفنان محمد أسعد سموقان على أنها جديرة بالاهتمام ولا سيما أن الحالة الأدبية للفنانة ترافقها في لوحاتها دون أن تشعر وتبتعد من خلالها عن الواقع فتخلق تقنيات تجريدية يبرز فيها النص البصري والجمل التشكيلية النابعة من إحساسها وروحها.

وبحسب سموقان تستخدم الفنانة إسبر أدوات مختلفة في الرسم بالألوان الزيتية بما فيها السكين والقماش وحتى أصابع يديها وهو ما يجعل الفنان يلامس جسد اللوحة وروحها فتظهر محبة الفنان لرسومه وعالمه الأفتراضي فيها.

يكرّس معرض الفنانة فاطمة إسبر «نصوص تشكيلية» الثاني لها خلال العام الحالي محطة جديدة لها في عالم الفن التشكيلي الذي ولجته متأخرة بين العامين 2008 و2010 وإقتصرت حينها على رسوم الكمبيوتر والأغلفة وخاصة أنها تعتبر 2018 بداية حقيقية لها في هذا العالم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى