عشق الصباح
عشق الصباح
ذات عشق في فجر حليبي، ولم يكن شيء في الأفق سوى البياض ما بين زرقة السماء والبحر… وقفت تحت شجرة التوت وهي تضمه إلى صدرها وقالت: أتعرف كيف يحولنا الانتظار إلى الصبر؟ أتعرف ماذا يعني أن تشرب القهوة لوحدك في الشرفة العبقة بالحبق ورائحة البحر وحولك كل هذه السهول من الأقحوان؟ أتدري في كل مرة تغادرني عليك أن تتخيل حالة امرأة تستيقظ كل صباح من آلامها لتبحث عن وجه حبيبها… تخاف أن تلاقيه صورة معلّقة على الجدار؟! كان الضوء بعده يكتب مقدمة الشمس على وجه النهار، ولا يدري كم مرّ من الوقت وهو يجمع في كفيه بعض اللؤلؤ الهاطل من عينيها… وهي تمسك بيده لا تريد أن يتركها… قلبها المتعب لا يحتمل كلّ هذه الوداع والانتظارات… وكل هذا الفقد الفاجع؟ تتمنى أن تخبئه في صدرها المكتنز بالرّمان !
مرّ بكفيه على وجهها وقال: وحق الزيتون وعينيك سأعود ونحرث هذه الأرض معاً ونزرع «التبغ «والقمحونسقي ظمأ الحبق والياسمين نحن نحب والمحبّين لا يعرفون إلّا العطاء… لا تقلقي هذه الأرض التي نحرسها بأرواحنا ونخبيها في عيوننا ونرويها من دمنا… صارت تعرفنا وتنتشي لوقع خطواتنا وتعرف ملامح وجوهنا وتحفظ أسماءنا وتعرف متى نحصل على إجازة لنواصل حكايا العشق… ومتى نعود إلى مهجع الرفاق والسلاح… يا حبيبتي علينا أن نزرعها ونبنيها بالحبّ…أنا أشهد لك بالصبر والحب والوفاء أحلف بترابها ومائها وسمائها»… سأعود انتظريني
حسن إبراهيم الناصر