صراخ الصمت
صراخ الصمت
عندما يصبح الصّمت سمة الكلام ويصبح التواري مظهراً من مظاهر الحضور، وعندما يخفي الهدوء البارد الضّجيج الصّامتو الجمود يحرّك الأماكن المقفرة،
هنا سينكمش الجسد عن النموّو ستنفصل الرّوح عنه لتهيم في الفراغ حيث ينعدم الزّمنو ينعدم المكان!
فالقدرة على استحضار صور الماضي تصبح مستحيلة تماماً كاستدراج صور المستقبل …والتقوقع في مستنقع الحاضر المبهم ـ الملوّث بوحل الماضي ـ ورياح السّموم الآتية من المستقبل لن يحرّكا أيّة رغبة بالتقدّم… فالبقاء في المكانو لو أنّه بلا إحداثيات… أفضل من التقهقر وأفضل من التقدّم…
سيلعب الزّمن من جديد لعبتهو ستعود سكينته للحركة… عندها سيبدأ المكان باستقطاب إحداثيات جديدة ويصبح المستنقع الرّاكد متحرّكاً وستبدأ الأقدام بالتحرّر، الانزياح سيبدأ، الأمكنة ستتحرّك
كلّ شيءٍ سيتحرّك، الزّمانو المكان …
ذلك الصّمت سيتحوّل إلى صراخ، وذاك التواري إلى ظهور، والهدوء والجمود سيتحوّلان إلى زوبعةٍ كونيّةٍ.
رنا جنيد