التشكيليّ عصام الشاطر: المحلية هي الطريق إلى العالمية
تبحر أعمال الفنان التشكيليّ السوريّ عصام الشاطر بين الخيال والواقعية وبين تجربته الفنية الطويلة وأحلامه وأفكاره وهواجسه ليشكل الفن له سلوكاً روحياً وذاتياً يعبر من خلال اللوحات الفنية عن ذاته ومكنوناته.
البيئة هي الحاضر الأكبر في لوحات الشاطر كما يوضح في حديث صحافي حيث جسد عبرها الأماكن التي عاش فيها أو زارها معتبراً لوحاته التي صوّر فيها دمشق القديمة من أجمل ما رسم وتعكس مدى حبه لتلك المدينة بكلّ تفاصيلها وسكّانها وبيوتها مصوّراً اياها بتفاصيل دقيقة ومزواجاً بينها وبين والطبيعة الصامتة.
واللوحة له هي حالة توافق بين الفنان وموضوعه والإرث الذي يملكه وحالة عشق وحب تتكامل فيها عدة عناصر حيث تتجلّى كل هذه المقومات بمحبة الفنان لعمله مشيراً إلى مدى تأثره بالبيئة بشكل كبير وإيمانه بالمحلية، وبأنها الطريق إلى العالمية.
ويصف الشاطر الإبداع بحالة انفتاح كامل وحرية وأصدق ما يصنعه الفنان ليعبر عن أقصى ما لديه ويضع فيها طاقاته وإمكاناته ولذلك يميل للأسلوب الواقعي حيث ينتمي في عمله للواقعية الجديدة مع الاتجاه نحو الواقعية التعبيرية.
ويعتبر الواقعية الجديدة ظاهرة في التشكيل السوري تعتمد على محاكاة الواقع ضمن أصول التصوير الزيتي وترتكز على الدقة والرصانة في تناول الموضوع وإضافات لونية حسب رؤية الفنان بينما الواقعية التعبيرية له هي ربط بين دقة الواقع وتحويراته وتفكيك الشكل وتحويله لحالات تخدم الموضوع فكرة وتقنية.
والفنان الشاطر من مواليد السويداء 1967 وهو خريج كلية الفنون الجميلة في دمشق قسم الرسم والتصوير الزيتي عام 1989، عضو اتحاد الفنانين التشكيليّين السوريين ونال جائزة مسابقة دمشق القديمة.
عمل الشاطر مدرساً للرسم والتصوير في مركز الفنون التشكيلية وفي كلية الفنون الجميلة الثانية بالسويداء وهو متفرغ للعمل الفني في لبنان وسورية ومشارك في المعارض العامة منذ عام 1989. كتبت عن أعماله في صحف عربية وأجنبية أعماله مقتناة في عدد من دول العالم.