العِلم والدين
يكتبها الياس عشي
تعلمت دائماً أن لا ألقي الشكّ في قلوب المؤمنين، فلهؤلاء أن يصوموا.. وأن يصلّوا.. وأن يؤمنوا بالعجائب.. ويتبرّكوا بالأولياء والقديسين.. ويحجّوا إليهم.. ويطلبوا شفاعاتهم، ويشعلوا الشموع، طالما أنّ ذلك يريحهم، ويشعرهم بالطمأنينة والأمان. ألم يصرخ الغزالي متضرّعاً: «اللهمّ.. إيماناً كإيمان العجائز»، فكتب «تهافت الفلاسفة» بعد أن أعياه الشك؟ ثمّ ألم يخاطب السيد المسيح المرأة التي لمست ثوبه لتشفى، قائلاً: «إيمانك شفاك يا امرأة»؟
في كتاب «سوانح من تحت الخروبة» يحاول أنيس فريحة أن يقنع والده المعلم بو نجم، بأنّ عمر الأرض يفوق الكثير مما ذكرته الكتب المقدسة، فيجيبه أبوه:
«يا ابني اتركني أموت على ديني. لكم دينكم، ولكم علمكم، ولي ديني وإيماني».
يعلق أنيس قائلاً:
«… كلما ذكرت هذه الحادثة أشعر بالندم الشديد، لأنني حاولت أن أدخل الشكّ في قلب مؤمن «بأنّ عمر الأرض 5700 سنة، وأنّ الله خلقها فردوساً لآدم»!