بوغدانوف: وجود القوات الروسيّة في سورية مرهون بموقف وطلب حكومتها
أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن وجود القوات الروسية في سورية بعد انتهاء مهمة القضاء على الإرهاب مرهون بموقف وطلب الحكومة الشرعية في سورية.
وبدأت القوات الجويّة الروسية في 30 أيلول عام 2015 عملية عسكرية بناء على طلب من الدولة السورية لدعم جهود الجيش العربي السوري في معركته ضد الإرهاب أسفرت عن تدمير آلاف الأهداف للتنظيمات الإرهابية من عتاد وأسلحة متنوّعة.
ونقل «موقع روسيا» أمس، عن بوغدانوف قوله في حديث تلفزيوني إن موسكو تسترشد برأي الحكومة السورية عند اتخاذ قرارها بشأن الحفاظ على وجودها العسكري في سورية في نهاية الحملة ضد الإرهاب.
وأضاف بوغدانوف عندما تنتهي الحرب ضد الإرهاب ولا يعود السوريون بحاجة لمساعدتنا فى محاربة الإرهاب سنسترشد بموقف الدولة السورية ذات السيادة ممثلة بحكومتها الشرعية لتحديد إن كان وجودنا هناك ضرورياً أم أن مهمتنا قد أنجزت، وأن الشعب السوري والقيادة السورية لا يحتاجون إلى هذا النوع من الدعم الذي نقدّمه.
وأعاد بوغدانوف التذكير بأن روسيا أقامت موقعين يحتضنان سفناً وطائرات روسية في طرطوس وحميميم على أساس اتفاق ثنائي بين موسكو ودمشق.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أكد في مقابلة مع قناة التلفزة البريطانية الرابعة أمس، أن روسيا لن تسحب قواتها من سورية حتى نهاية عام 2018 وأن سير عملية انسحابها يتوقّف على مجريات الأحداث على الأرض.
ميدانياً، رفع العلم السوري وسط مدينة داعل في ريف درعا الشمالي، في ظل انتشار للشرطة العسكرية الروسية في داعل بعد تسوية أوضاع المسلحين من خلال لجان المصالحة.
وقالت مصادر إنه بعد دخول داعل أصبح الجيش السوري على مقربة من معاقل النصرة وداعش في الأرياف الغربية لحوران، موضحةً أن فشل المفاوضات في الأردن بين الجانب الروسي والمسلحين وأن القرار هو بالحسم العسكري في بصرى الشام.
وكان الجيش السوريّ أعلن أنه حرّر نحو 70 بلدة في عملياته العسكرية في ريف درعا الشرقي.
ونقل عن مصدر عسكريّ سوريّ قوله إنّ الجيش سيطر على بلدة الجيزة وقرى السهوة وكحيل وتل الزميطية الاستراتيجيّ غرب مدينة درعا ليتمكّن بذلك من قطع خطّ إمداد المسلحين.
وأضاف المصدر أنّه بهذه السيطرة أغلق الجيش نارياً الثغرة التي تربط الحدود السورية الأردنيّة من الجهة المقابلة للتلّ الذي يبعد نحو كيلومترين عن الأردن وبالتالي عزل ريفَيْ درعا الشرقيّ والغربيّ بعضهما عن بعض.
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية انضمام ثلاث بلدات في جنوب سورية إلى نظام الهدنة في المنطقة وموافقة مئتين وخمسين مسلّحاً من الجماعات المعارضة على تسوية أوضاعهم مع الحكومة.
وقال مدير مركز حميميم للمصالحة في سورية ألكسي تسيغانكوف إنّ المسلحين سلّموا الآليات العسكرية وكميات كبيرةً من الذخائر القتالية المختلفة.
إلى ذلك، أفادت القاعدة الروسية في حميميم بإسقاط مجموعة من الطائرات المسيّرة بدون طيار مجهولة الهوية قرب مطار حميميم بريف اللاذقية الليلة الماضية.
وأشارت القاعدة في بيان نشرته اليوم على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن وسائل المراقبة الجوية التابعة للقاعدة رصدت مجموعة من الأهداف الجوية الصغيرة مجهولة الهوية على مسافة غير بعيدة شمال شرق مطار حميميم.
ولفتت القاعدة في بيانها الى أنه تمّ التعامل بواسطة المدافع الروسية مع الطائرات المسيرة وإسقاطها، مؤكدة أن الحادث لم يتسبّب بوقوع ضحايا أو أي أضرار مادية على الأرض وأن القاعدة لا تزال تعمل وفقاً لنظامها المعتاد.
وتوجد في القاعدة الروسية مجموعة من الطائرات التي تشارك في الحرب على الإرهاب إلى جانب الجيش العربي السوري منذ أيلول عام 2015 بناء على طلب من الجمهورية العربية السورية.
وفي سياق الاحتفالات الشعبية بتحرير المناطق في الجنوب السوري، تجمّع المئات من أهالي بلدة داعل في ريف درعا الشمالي في الساحة الرئيسية للبلدة اليوم تأكيداً على مواقفهم الداعمة للجيش العربي السوري وتحية له على بطولاته وتضحياته التي قدّمها لتحريرهم من الإرهاب التكفيري.
وخلال التجمّع رفع عناصر من الجيش علم الجمهورية السورية وسط البلدة إيذاناً بإعلانها آمنة ومستقرة وخالية من الإرهابيين بعد أن استسلم المسلحون وسلموا أسلحتهم وذخيرتهم وعتادهم تحت ضغط العمليات العسكرية للجيش.
وترافقت مراسم رفع العلم الوطني باحتفالات كبيرة توزّعت في أكثر من ساحة وشارع في بلدة داعل التي شهدت مسيرة سيارة في شوارع البلدة، رفع خلالها عشرات الشبان الأعلام الوطنية وصور السيد الرئيس بشار الأسد وأنشدوا النشيد الوطني وهتفوا تحية للجيش العربي السوري.
وأكد الأهالي خلال التجمع أن ثقتهم بإعادة الجيش الأمن والاستقرار إلى بلدتهم لم تتزعزع يوماً، وكانوا بانتظار اليوم الذي تعلن فيه بلدتهم خالية من الإرهاب للعودة إلى حضن الوطن والبدء بممارسة حياتهم الطبيعية والاعتيادية.
ووجّه عدد من أهالي البلدة دعواتهم للجيش العربي السوري إلى مواصلة عملياته لتحرير جميع قرى وبلدات درعا، مؤكّدين أن أهالي البلدات التي ما زالت تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية يتوقون لوصول طلائع الجيش وتحرير بلداتهم وقراهم من الإرهابيين التكفيريين.
وفي سياق متصل واصل عدد من وجهاء بلدة داعل والقرى المجاورة دعواتهم عبر مكبرات الصوت في ساحات وأحياء البلدة لكل مَن يحمل السلاح إلى تسليم سلاحه وتسوية وضعه وفق الأنظمة والقوانين والعودة إلى ممارسة حياته الطبيعية.
مجلس الأمن يجدّد مهمة قوة
الأمم المتحدة في الجولان المحتل
جدّد مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه مهمة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فصل القوات في الجولان السوري المحتل أندوف لمدة ستة أشهر.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في تشرين الثاني عام 2016 عودة مجموعة من جنود قوة الأمم المتحدة لمراقبة فصل القوات في الجولان المحتلّ أندوف إلى مواقعها في سورية.
يُذكَر أن الأمم المتحدة سحبت في أيلول عام 2014 عدداً من عناصر قوة الأندوف في الجولان السوري من مواقع عدة، وذلك بعد قيام إرهابيين من «جبهة النصرة» باختطاف أكثر من 40 جندياً فيجياً من أفراد القوة الدولية ومحاصرة آخرين من الجنود الفلبينيين.
يُشار إلى أن تقريراً صادراً عن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس والخاص بقوة أندوف أكد في آذار الماضي أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية المسلّحة في سورية، ومنها جبهة النصرة المُدرَج على لائحة الإرهاب الدولية الى جانب قيامه بالتواصل والتنسيق المباشر معها.