بغداد: «تقصّي الحقائق» تطالب بإلغاء نتائج الانتخابات بالكامل
أنهى البرلمان العراقيّ دورته التشريعية الثالثة بانتظار إعادة فرز الأصوات في الانتخابات الأخيرة، وبالتزامن مع ذلك، طالبت اللجنة البرلمانية لتقصّي الحقائق بإلغاء النتائج بالكامل.
وأعلن البرلمان العراقي في بيان أصدرته دائرته الإعلامية: «أنهى مجلس النواب العراقي دورته الانتخابية الثالثة بعقد جلسة تداولية برئاسة الشيخ الدكتور همام حمودي، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، وبحضور 127 نائباً لتصويب العملية الانتخابية».
ونقل البيان عن حمودي قوله إن «العملية الانتخابية أصبحت عند الجميع مشكوكاً بها، سواء عند الحكومة بأجهزتها المتعدّدة، أو من قبل مجلس النواب الذي ثبت وجود خلل وتجاوزات على حقوق المواطن وأصبح الجميع سواء مَن نال الثقة أو مَن لم ينل أمام مسؤولية حفظ ثقة الناس في مجلس الوزراء».
وتابع أن «اكتشاف ما جرى في صناديق الاقتراع يحتاج إلى وقت طويل، مما يؤشر على وجود توافق لمرور العملية الانتخابية بأقل وقت ممكن».
وأضاف حمودي: «فكرة تمديد مجلس النواب كانت تهدف لتحقيق التوازن بين السلطة التنفيذية والتشريعية، لكن لم نجد في الدستور أي فسحة تتيح التمديد، مما أدى لحذف الفكرة من مسودة التعديل الرابع لقانون انتخابات مجلس النواب، والاكتفاء بالمطالبة بالعد والفرز اليدوي الشامل لكل صناديق الاقتراع».
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق قد أعلنت أنّ بدء إعادة فرز الأصوات يدويّاً في الانتخابات الأخيرة سيبدأ غداً الثلاثاء في 7 محافظات.
ووفق بيان المفوضية فإنّ عملية العدّ والفرز اليدوية ستبدأ من كركوك على أن تشمل محافظات أخرى هي السليمانية وأربيل ودهوك ونينوى وصلاح الدين والأنبار إضافةً إلى مكاتب انتخابات الخارج.
وقال الناطق الرسميّ باسم المفوضية إنّ «الأصوات التي سيُعاد فرزها هي فقط تلك الواردة بشأنها شكاوى أو تقارير رسمية بشبهات تزوير».
وفي سياق متصل، دعا رئيس الوزراء العراقيّ حيدر العبادي جميع الأطراف إلى الوحدة في المرحلة المقبلة.
وخلال كلمة له في احتفالية ذكرى ثورة العشرين، أكد العبادي أنّ «الجيش العراقيّ سيستمرّ في ملاحقة الخلايا الباقية من الإرهاب والقضاء عليها».
أمنياً، وقعت 3 تفجيرات استهدف إحداها مخزناً لصناديق الاقتراع في كركوك. ونقل عن مصادر في الشرطة العراقية قولها إن التفجيرين أدّيا إلى سقوط قتيل و20 جريحاً في انفجار سيارة ملغومة قرب مخزن لصناديق الاقتراع في كركوك، مشيرة إلى أن معظم مَن أصيبوا هم من أفراد الشرطة المكلفين بحماية الموقع، في حين ذكرت وكالات عراقية سقوط 6 قتلى في الانفجار.
وأفيد بأن أحد تفجيري كركوك ناجم عن سيارة مفخّخة كان يقودها انتحاري استهدف مخازن المفوضية، مشيراً إلى وقوع 3 هجمات وأن أحد الهجومين الآخرين في كركوك استهدف موقعاً قرب مول جواهر.
ونقل عن محافظ كركوك تأكيده عدم تضرّر صناديق الاقتراع جراء التفجير الذي استهدف مركزاً لمفوضية الانتخابات.
مصدر أمني قال إن انتحارياً كان يستقلّ سيارة مفخّخة قام بتفجير نفسه على مجمع المخازن الحكومي الواقع في منطقة طريق بغداد جنوب كركوك، مشيراً إلى أن هذه المخازن توجد فيها صناديق اقتراع محافظة كركوك.
وقال المصدر نفسه إنّ قوة أمنية طوّقت مكان الحادث، وفرضت إجراءات مشدّدة تحسّباً لأي طارئ. وتحدّث أيضاً عن إحباط هجوم لتنظيم داعش استهدف قرى العظيم بمحافظة ديالى شرق بغداد، لافتاً إلى أن الحشد الشعبي أطلق عملية عسكرية لملاحقة فلول داعش في وادي ثلاب في محافظة ديالى.
ووصف محافظ كركوك، راكان سعيد الجبوري، التفجير بـ «عمل إرهابي كبير، يشكل استهدافاً لاستقرار كركوك».
وقال في بيان صحافي إن: «استهداف مخازن المفوضية اليوم هو رسالة خطيرة، لكن قواتنا ستتصدّى لكل محاولات زعزعة أمن كركوك. التفجير أدى إلى وقوع إصابات بين قواتنا البطلة، لكن الصناديق لم تتأثر بأي ضرر كان، وهذا يجعلنا أكثر وحدة وتماسكاً للحفاظ على أمن كركوك».
ومن المنتظر أن تسمح مفوضية الانتخابات في العراق للقضاة المنتدبين، ببدء إعادة الفرز اليدوي لمحتويات الصناديق المؤشر عليها اعتراضات، يوم غد الثلاثاء، ابتداء من مدينة كركوك.