عودة النازحين
ـ ليس خافيا أنّ التزام رئيس الحكومة اللبنانية وفريقه باستعمال ملف النازحين السوريين ضمن خطط السياسة الأوروبية والغربية الهادفة لابتزاز الحكومة السورية في الحلّ السياسي، ولاحقاً لتوظيف أعداد النازحين في أيّ عملية انتخابية تنتج عن الحلّ السياسي وربط كلّ دور حكومي لبناني بالعودة وكلّ دعم أممي مالي للنازحين بهذه الشروط يشكل استغلالاً وإساءة للنازحين وتفريطاً بالمصلحة اللبنانية.
ـ الأكيد أنّ عشرات الآلاف من السوريين يرغبون بمغادرة جحيم النزوح المهين والمذلّ والعودة إلى بلادهم حيث صار الأمن محققاً، وحيث قرارات العفو والتسهيلات الحكومية السورية عامل تشجيع، والأكيد أنّ العرقلة لهذه العودة الطوعية الآمنة والكريمة تتمّ بخطة أممية وأوروبية تستقوي بمواقف حكومية لبنانية.
ـ ليس خافياً أيضاً أنّ القضية ليست سياسية فقط، فتحت عباءة هذا الموقف الاستغلالي للنزوح تقوم عشرات ومئات الجمعيات اللبنانية التابعة لأطراف محسوبة على رئيس الحكومة وفريقه والتي شكل أغلبها تحت اسم دعم النازحين بتحقيق ثروات طائلة لأصحابها من المال المنهوب تحت إسم مساعدة النازحين وأنّ هؤلاء يشكلون مع وزارة الدولة لشؤون النازحين «لوبي» ضاغطا للتلاعب بملف العودة منعاً لقطع موارد ثروات هائلة لا يريدون خسارتها.
ـ دخول حزب الله على خط تشجيع العودة وتنظيمها بالتعاون مع الحكومة السورية سيمنح خيار العودة شحنة دفع إيجابية كبيرة نظراً للعلاقة المميّزة بين الحزب والدولة السورية على خلفية دوره في القتال في سورية وسيمنح ثقة للعائدين بحلّ مشاكلهم العالقة التي تحتاج تواصلاً مع الحكومة السورية ترفض الحكومة اللبنانية القيام به ولا يمكن للأمن العام اللبناني تغطية سوى الشقّ الأمني منه.
التعليق السياسي