البوليساريو: كبّدنا الجيش المغربي خسائر فادحة وأسقطنا طائراته قبل تأسيس «حزب الله»
قال وزير الخارجية المغربية، ناصر بوريطة، «إنّ الاتحاد الأفريقي سيكون له دور موازٍ للدور الأممي في قضية الصحراء، وإن جميع الأطراف في هذا النزاع يجب أن يشاركوا في إيجاد حل بما في ذلك الجزائر».
وقال الوزير المغربي، «إنّ المسار الوحيد لحل القضية هو المسار الأممي، نافياً وجود مسار أفريقي خاص»، مشدّداً على أنّ «دور الاتحاد الأفريقي سيكون داعماً للمسار الأممي، لكنه ليس مساراً مستقلاً، مشبهاً دور الاتحاد بدور الجامعة العربية، والاتحاد الأوروبي».
وقال بوريطة إن «الفاعل الأساسي بالنسبة للمغرب في هذا الملف هو الجزائر»، مضيفاً: «الجميع يعرف من هو الطرف الذي يحتضن، ويموّل، ويعبئ آليته الدبلوماسية في هذا الملف، فهناك طرف، وإذا أردت الحل، فعلى هذا الطرف أن ينخرط في الحل على قدر مساهمته في خلق المشكلة».
ووصف الوزير المغربي علاقة بلاده بالجزائر اليوم، بأنّها «غير طبيعية وغير منسجمة».
وأوضح بوريطة في مؤتمر صحافي، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، «أنّ الاتحاد الأفريقي ومنذ سنوات عدة دأب على الاستماع لتقرير مليء بالمغالطات من 4 صفحات يقدّمه مجلس السلم والأمن الأفريقي حول القضية الصحراوية»، مشيراً إلى «عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي جعلت رأيه يحضر في التقرير، وجعلت الصفحات الأربع تتقلص إلى فقرات فقط».
ورأى بوريطة «أنّ القادة الأفارقة أكدوا في قرارهم على المرجعية الأممية للحل، وعلى اعتمادهم لها، وعلى أنه ليس هناك مسار أفريقي مستقل، وعلى دعم المسار الأممي لحل القضية، وفقاً لصحيفة الأخبار الموريتانية».
من جهة أخرى، قال الأمين العام لجبهة «البوليساريو»، إبراهيم غالي، إنّ «الشعب الصحراوي يستمدّ قوته من عدالة قضيته، ومشروعية كفاحه وصموده الأسطوري ضدّ ما سماه الاحتلال المغربي».
وأضاف على هامش القمة الحادية والثلاثين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، أنّ «مَن يعطّل إحراز أي تقدم من أجل التوصل الى حل نهائي لقضية الصحراء الغربية هو النظام المغربي»، على حدّ قوله.
وأشار إلى أن «جبهة البوليساريو عبّرت مباشرة وفي اليوم الموالي لصدور قرار مجلس الأمن الأخير 2414 عن استعدادها الكامل للدخول في مفاوضات مباشرة ودون شروط مسبقة مع المملكة المغربية، من أجل التوصل الى حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير».
وتابع: «أفريقيا تعتبر سنداً قوياً لكفاح الشعب الصحراوي العادل، لأنها عانت من ويلات الاستعمار والاحتلال. وبالتالي فهي حساسة من هذه الناحية، وعلى هذا الأساس فكلما تعلّق الأمر بالاستعمار أو الاحتلال تجد أفريقيا موحّدة ضدّه».
وفي رده على سؤال حول تقرير رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وصف رئيس الجمهورية التقرير «بالموضوعي والمتزن، ويعكس واقع القضية الصحراوية».
أما في ما يتعلق بالاتهامات المغربية لجبهة البوليساريو عن تلقي دعم من «حزب الله» اللبناني، فقد أكد الرئيس أنّ «هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة ومضحكة. وهي مجرد إملاءات من بعض الأطراف»، مضيفاً «أنّ جبهة البوليساريو كبّدت الجيش المغربي خسائر فادحة وأسقطت الطائرات المغربية قبل تأسيس حزب الله».
وتنازع «البوليساريو» المغرب، السيادة على إقليم الصحراء، منذ عام 1975، حين انتهى الاحتلال الإسباني للمنطقة، وتحول النزاع صراعاً مسلحاً توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتسعى الجبهة إلى تحرير الصحراء الغربية مما تراه استعماراً مغربياً، وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وتخوض الجبهة صراعاً مسلحاً من أجل ذلك، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لحل المشكلة ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة الوصول بعد إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية الذي قارب عمره ثلاثة عقود.
ورغم أن النزاع في ملف الصحراء الغربية قائم رسمياً بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، لكن اسم الجزائر يحضر كذلك في هذا النزاع على المستوى الإعلامي، إذ يصرّ المغرب على أن الجزائر مسؤولة عن هذا النزاع.
ويعود هذا الحضور بالأساس إلى احتضان الجزائر لمخيّمات تندوف، مقرّ البوليساريو ودعمها المتواصل للجبهة، رغم تأكيد الجزائر على الصعيد الرسمي أنها ليست طرفاً في النزاع.