ولايتي ينوّه بانتصارات الجيش ويؤكد استمرار الدعم.. ودمشق تدعو السوريين للعودة إلى وطنهم بعد استتباب الأمن

جدّد مستشار قائد الثورة الإيرانية للشؤون الدولية الدكتور علي أكبر ولايتي موقف بلاده الداعم لسورية في مختلف المجالات ولا سيما التعليمية والطبية والبحث العلمي.

وقال ولايتي خلال استقباله وزير التعليم العالي الدكتور عاطف نداف في طهران أمس، «إن جامعة أزاد الإسلامية على استعداد كامل للتعاون مع وزارة التعليم العالي والجامعات السورية في مجالات تبادل الخبرة والمنح الدراسية للطلاب السوريين في مرحلتي الماجستير والدكتوراه.

من جهة ثانية نوّه ولايتي بالانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في مختلف المناطق ولا سيما في محافظة درعا والمنطقة الجنوبية.

من جانبه أكد الوزير نداف أن العلاقات السورية الإيرانية استراتيجية وتتطوّر بشكل مستمرّ، حيث أثمرت في العديد من المجالات ومنها الانتصار على الإرهاب التكفيري معبراً عن تقدير سورية شعباً وحكومة للمواقف الإيرانية إزاء الحرب الإرهابية التي تشنّ على سورية.

إلى ذلك، قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لوكالة سانا أمس، إن الدولة السورية تدعو المواطنين السوريين الذين اضطرتهم الحرب والاعتداءات الإرهابية لمغادرة البلاد للعودة إلى وطنهم الأم بعد تحرير العدد الأكبر من المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين.

وأشار المصدر إلى أن الحكومة السورية تؤكّد أنها مسؤولة عن مواطنيها وأمنهم وسلامتهم وتأمين احتياجاتهم اليومية من الحياة الكريمة وما يتطلبه ذلك من بنى تحتية ومدارس ومشافٍ وغيرها، وتشدّد في الوقت نفسه على ضرورة أن تتحمل المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي مسؤولياتهم في هذا الخصوص للمساهمة في توفير متطلبات العودة الطوعية للمواطنين السوريين إلى بلادهم.

وأكّد المصدر أن سورية تؤكّد أن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية الذين يدعون الحرص على مصلحة الشعب السوري مدعوون أيضاً إلى رفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب غير المشروعة التي فرضت على الشعب السوري والتي كانت سبباً إضافياً في سعي السوريين الى مغادرة بلدهم بحثاً عن ظروف حياة كريمة افتقدوها بسبب الحرب.

وختم المصدر بأن سورية حكومةً وشعباً إذ تتكاتف الآن لإزالة آثار الحرب الإرهابية التي استهدفت الشعب السوري ومقدراته، تشدد على أن إعادة إعمار سورية ستكون بأيدي السوريين أنفسهم بكل كوادرهم وخبراتهم سواء من بقوا في البلاد أو الذين اضطرهم الإرهاب والإرهابيون لمغادرتها.

على صعيد آخر، بدأت المجموعات المسلحة المنتشرة في مدينة «بصرى الشام» بريف درعا الشرقي بتسليم السلاح الثقيل الموجود لديها للجيش السوري، وذلك في سياق عملية المصالحة الجارية في المدينة.

وذكرت وكالة «سانا» للأنباء السورية، أن وحدة من الجيش تسلمت حتى الآن من المجموعات المسلحة عربتي «بي أم بي» ودبابة ومدفع هاون عيار 160، حيث استكمل أمس الثلاثاء تسليم باقي الأسلحة.

ويأتي تسليم المسلحين في «بصرى الشام» أسلحتهم بعد مرور أسبوعين على بدء الجيش عملية عسكرية ضد الفصائل المسلحة، التي تسيطر على ريف درعا، وتمت خلالها استعادة العديد من القرى والبلدات، بينما انضمت بلدات أخرى للمصالحات في الريفين الشمالي والشرقي، حيث قام المسلحون بتسليم سلاحهم للجيش السوري وتسوية أوضاعهم.

وتأتي هذه التطورات وسط جهود دولية لوقف إطلاق النار في الجنوب السوري، ومفاوضات بين ضباط روس وممثلين عن المعارضة المسلحة في الجنوب السوري بهدف تسليم المناطق، التي تقع تحت سيطرتهم، للجيش السوري ووقف القتال.

في غضون ذلك أعلنت الأمم المتحدة أن عدد النازحين السوريين، الذين اضطروا للفرار من منازلهم في جنوب غرب سورية نتيجة تصاعد القتال هناك منذ أسبوعين، ارتفع إلى 270 ألف شخص.

هذا ومن المقرّر أن يصل وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم إلى موسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف، حيث صرّح الصفدي الاثنين بأن المباحثات الأردنية – الروسية في موسكو ستتمحور حول وقف إطلاق النار في الجنوب السوري وحماية المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.

أفاد المتحدث باسم جماعة «الجبهة الجنوبية»، إبراهيم الجباوي، باستئناف المفاوضات بين المعارضة السورية وعسكريين روس جنوبي سورية حول التوصل لاتفاق مصالحة في المنطقة.

وأوضح الجباوي في حديث للوكالة أن الاتفاق، الذي يجري التفاوض حوله، يشمل إلقاء عناصر المعارضة أسلحتهم في بلدات المنطقة والموافقة على «تسوية أوضاعهم» ودخول الشرطة العسكرية الروسية إليها.

وفي السياق، أفادت مصادر بأن فصائل المعارضة السورية المسلحة في محافظة درعا جنوبي سورية تشهد حالة من الانقسام في صفوفها إزاء اتفاق المصالحة مع الحكومة الذي عرضته عليها روسيا.

وأكدت المصادر في تقرير نشرته أول أمس، أن مفاوضين مدنيين أعلنا انسحابهما من وفد المعارضة المشارك في المفاوضات مع الطرف الروسي، مشدداً، في بيان موقع باسم المحامي عدنان المسالمة، على أنهما لم ولن يكونا طرفاً في أي اتفاق.

ونقلت عن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، ومقرّه في بريطانيا، قوله إن انقساماً في الآراء داخل الفصائل المسلحة إزاء المبادرة الروسية.

وذكر مصدر سوري معارض مواكب للمفاوضات للوكالة أن الطرف الروسي اقترح على الفصائل الشروط نفسها التي قد عرضها على المسلحين في غيرها من مناطق البلاد، باستثناء أنها لا تضمّ هذه المرة خروج المسلحين غير الراغبين في نزع السلاح من المنطقة.

ويتضمّن الاقتراح، حسب مصادر الوكالة، تسليم عناصر الفصائل سلاحهم الثقيل والمتوسط مع عودة المؤسسات الرسمية ورفع العلم السوري وسيطرة الجيش على معبر نصيب عند الحدود مع الأردن، بالإضافة إلى تسوية أوضاع المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية خلال 6 أشهر، مع انتشار عناصر الشرطة العسكرية الروسية في بعض البلدات.

وانضمّت سلسلة بلدات وقرى في درعا، أكبرها مدينة بصرى الشام، بشكل منفصل خلال اليومين الماضيين، إلى اتفاقات المصالحة، ما أتاح للجيش السوري مضاعفة مساحة سيطرته في المحافظة لتصل إلى نحو 50 من أراضيها.

وفي سياق متصل، انضمّت نحو 30 بلدة وقرية في المنطقة الجنوبية لسلطة الدولة السورية الأسبوع الماضي، حسبما أعلن المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سورية، أمس، للصحافيين.

وقال مركز المصالحة في حميميم في بيان: «على مدى الأسبوع الماضي، وبفضل المفاوضات التي أجراها مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة في سورية، انضمت 27 بلدة وقرية مأهولة بالسكان في منطقة خفض التصعيد بجنوب محافظات القنيطرة، السويداء ودرعا، طوعاً إلى نظام وقف إطلاق النار وعادت إلى سلطة الحكومة الشرعية في الجمهورية العربية السورية».

ووفقاً للمركز الروسي، فإن سكان هذه القرى والبلدات «استقبلوا بحرارة ضباط الجيش السوري والشرطة العسكرية الروسية الذين توجّهوا للاجتماع بهم وعقد محادثات حول المصالحة مع قادة التشكيلات المسلحة المحلية».

وأكد مركز المصالحة الروسي في حميميم، أن السلطات المحلية والمركزية استأنفت نشاطاتها الخدمية في هذه البلدات والقرى التي انضمّت لسلطة الحكومة، وأن السلطات تستعد للبدء بعمليات ترميم البنية التحتية وتقديم المساعدات الإنسانية. ويجري إيلاء «اهتمام خاص لخلق ظروف ملائمة لاستقبال وإيواء اللاجئين، الفارين من تحت سيطرة الجماعات الإرهابية المسلحة في مناطق خفض التصعيد بالمنطقة الجنوبية، وكذلك من المناطق السورية الأخرى والدول المجاورة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى