مبعوث الأمم المتحدة يعلن في صنعاء عن محادثات «مثمرة» مع أنصار الله
أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث قبيل مغادرته صنعاء أمس، أنه «أجرى محادثات مثمرة مع عبد الملك الحوثي».
وجاءت تصريحات غريفيث في ختام مهمة دبلوماسية إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة أنصار الله، لمحاولة التوصل إلى تسوية سياسية لمدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.
وكانت هذه القوات بدأت قبل نحو ثلاثة ٍأسابيع هجوماً باتجاه مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ووصلت مطارها الواقع في جنوبها. لكن الهجوم فشل، وبعد ذلك قالت دول «التحالف» إفساحاً للمجال أمام غريفيث للتوصل لحل سياسي.
وتضمّ الحديدة ميناء رئيسياً تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في بلد يعاني من أزمة إنسانية كبيرة ويهدّد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.
لكن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، ويقدّم دعماً لقوات الرئيس هادي، يعتبر الميناء ممراً لتهريب الأسلحة ولمهاجمة سفن في البحر الأحمر، ويطالب بانسحاب الحوثيين من المدينة من دون شرط لوقف الهجوم، وهو ما يرفضه الحوثيون.
وقال غريفيث للصحافيين في مطار صنعاء «أنا ممتنّ بشكل خاص للسيد عبد الملك الحوثي الذي التقيته بالأمس، على دعمه والمناقشة المثمرة التي أجريناها»، في أول إعلان عن لقاء بين الرجلين منذ تعيين المبعوث الدولي في منصبه في شباط الماضي.
وذكر غريفيث أنه التقى خلال زيارته «قادة وممثلين» عن جماعة «أنصار الله»، الجناح السياسي للحوثيين، مشدداً على أنه «مطمئن من الرسائل التي تلقيتها، والتي كانت إيجابية وبناءة».
وأوضح «لقد أبدى جميع الأطراف رغبتهم القوية في السلام، بل تشاركوا معي أيضاً في أفكار ملموسة لتحقيق السلام».
وقتل في محافظة الحديدة منذ بدء الهجوم باتجاه الميناء في 13 حزيران، 483 شخصاً، وفقاً لمصادر طبية يمنية، بينهم مقاتلون من الطرفين ومدنيون.
وفي حال تمّت السيطرة على مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، فسيكون ذلك أكبر انتصار عسكري لقوات هادي في مواجهة الحوثيين، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015.
ورأى غريفيث «أن إيجاد حلّ للوضع في الحُدَيْدة سيخلق ظروفاً إيجابية لإعادة إطلاق محادثات سلام في الأيام المقبلة».
وأشار إلى أنه سيُطلع اليوم مجلس الأمن الدولي على نتائج مباحثاته في صنعاء وعدن جنوب ، حيث التقى الأسبوع الماضي الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي في اجتماع جاء «ايجابياً»، حسب قوله.
كما أعرب عن أمله في أن يلتقي هادي مجدداً «قريباً».