إصابة 35 فلسطينياً جراء قمع الاحتلال لتجمّعين قرب القدس
أصيب، ظهر أمس، أكثر من 35 فلسطينياً جراء قمع قوات الاحتلال، سكان تجمع الخان الأحمر البدوي، ونشطاء، ومتضامنين أجانب، تصدّوا للعملية، حسبما أفادت وكالة «وفا» الفلسطينية.
وقالت الوكالة إن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على النشطاء والأهالي، الذي شكلوا سلسلة بشرية بأجسادهم، لمنع الجرافات والآليات من هدم المساكن والمنشآت في الخان الأحمر، وتشريد سكانه، ما أدّى إلى إصابة عدد منهم.
وذكرت «وفا» أن صحافيين ونشطاء في حركة «فتح» الفلسطينية من بين المصابين، إضافة إلى اعتقال 8 من كوادر الحركة على يد قوات الجيش والشرطة الصهيونيين.
وكانت جرافات الاحتلال باشرت، منذ فجر أمس، بشق طريق يوصل بين الشارع الرئيسي ومنطقة الخان الأحمر، وأزالت الحواجز الحديدية الملاصقة للشارع، لتمهد الطريق لوصول الآليات الثقيلة ومعدّات الاحتلال إلى المنطقة وهدمها.
يذكر أن سكان الخان الأحمر ينحدرون من صحراء النقب، وسكنوا بادية القدس في العام 1953 إثر تهجيرهم القسري من قبل الاحتلال، ويفتقر الخان للخدمات الأساسية، كالكهرباء والماء وشبكات الاتصال والطرقات، بفعل سياسات المنع التي يفرضها الاحتلال على المواطنين هناك بهدف تهجيرهم.
ويحيط بهذه المنطقة البدوية عدد من المستوطنات اليهودية، حيث تقع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمّى «E1»، الذي يهدف للاستيلاء على 12 ألف دونم، ممتدّة من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، بهدف تفريغ المنطقة من أي وجود فلسطيني، كجزء من مشروع فصل جنوب الضفة عن وسطها.
وفي صباح أمس أيضاً، هدمت جرافات جيش الاحتلال منزلين في تجمع أبو النوار البدوي شرق القدس، بحجة البناء من دون ترخيص. وداهمت آليات عسكرية صهيونية التجمع وشرعت بعملية الهدم، التي طالت منزلين وحظائر لتربية الأغنام.
ويسكن في التجمع نحو 700 فلسطيني في بيوت من الصفيح، ويكسبون قوت يومهم من تربية الأغنام.
ونقلت «وفا» عن رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وليد عساف، قوله إن المسكنين يقعان في مكانين مختلفين من التجمع، وترافق هدمهما مع حشود وتجهيزات كبيرة لقوات جيش الاحتلال، استعداداً لهدم تجمّع الخان الأحمر.
وأدانت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية استهداف السلطات الصهيونية لتجمّعي أبو النوار والخان الأحمر، واصفة إياه باستمرار «تنفيذ جرائم التهجير الرهيبة التي انتهجها الكيان الصهيوني منذ عام النكبة الأسود».
ونقلت «وفا» عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة، يوسف المحمود، قوله إن ما تقوم به السلطات الصهيونية ضد هذين التجمّعين «يُضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال بحق أرضنا وشعبنا، ويضاف أيضاً إلى سلسلة اعتداءات الاحتلال على القانون الدولي، والذي يحظر على السلطة القائمة بالاحتلال هدم ممتلكات المواطنين وتهجيرهم والاعتداء على ممتلكاتهم سواء بالمصادرة أو بالتخريب والتدمير».
وطالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية بالتدخّل لمنع الاحتلال من مواصلة اعتداءاته على الشعب الفلسطيني وأرضه.
وكانت المحكمة العليا الصهيونية صدّقت، في أيار/ مايو الماضي، هدم قرية بدوية في تجمع الخان الأحمر، بحجة أن بناءها جرى بطريقة غير قانونية.
ومنذ عام 1948، يسكن فلسطينيون في القدس، بعد أن هجرتهم السلطات الصهيونية من صحراء النقب.
ويحيط بتجمع «أبو النوار» ثلاث مستوطنات يهودية هي «معالية أدوميم»، و«كيدار»، و«كيدار الجديدة».
وتسعى حكومة العدو إلى ترحيل السكان من تجمّع «أبو النوار»، وتجمعات بدوية أخرى شرقي القدس، من أجل إقامة مشروع استيطاني.