عباس يُدين الاعتداءات الصهيونية شرق القدس
دان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين في تجمّع الخان الأحمر البدوي جنوب شرق القدس وتشريد سكانه من أراضيهم بالقوة.
وأكد عباس في اتصال هاتفي مع محافظ القدس عدنان الحسيني، على ضرورة قيام الأمم المتحدة بواجبها تجاه الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له، مشيداً في الوقت ذاته «بتلاحم عدد كبير من المسؤولين الفلسطينيين مع أبناء شعبهم للتصدّي للمخططات الصهيونية الهادفة إلى سرقة الأرض الفلسطينية».
فيما حيّا رئيس السلطة «التصدّي البطولي للفلسطينيين في الخان وصمودهم فوق أرضهم، بالرغم من جبروت الاحتلال واستخدامه القوة المفرطة».
وشدّد على أن «الشعب يزداد تمسكاً بأرضه وثوابته ومقدساته، وأنه لن يفرّط بذرة تراب فلسطينية، مهما كانت شراسة الهجمة الاحتلالية ضد وطنه وأرضه ومقدساته».
وفي السياق، طالبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي المجتمع الدولي «باتخاذ خطوات عملية في ما يتعلّق بجرائم الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال في قرية الخان الأحمر».
وقالت عشراوي في بيان لها إن «محاصرة «إسرائيل» للخان الأحمر جنوب شرق القدس المحتلة وهدمها البيوت والمنشآت المجاورة للقرية يأتيان في سياق تنفيذ مخططاتها الاستيطانية لضم القدس وحصارها، وتقطيع الضفة الغربية، وتكريس الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية».
من جهته، دان مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادنوف عمليات الهدم الصهيونية في أبو نوار والاستعدادات لهدم خان الأحمر.
وفي تغريدة له على موقع «تويتر» قال ملادنوف إن «على إسرائيل وقف مثل هذه الإجراءات ووقف خططها لنقل تجمعات البدو في الضفة الغربية المحتلة»، مشيراً إلى أن هذه الأعمال «تخالف القانون الدولي وتقوّض حل الدولتين»، بحسب تعبيره.
هذا وتحاصر قوات الاحتلال منذ ساعات صباح أمس، مضارب عرب الجهالين قرب أريحا بعد إخطار أهالي منطقة البدوان بالترحيل. كما أعلن الاحتلال حظر التجول داخل المناطق البدوية في الخان الأحمر وقطع الطرق واعتقل نشطاء وصادر سيارة صحافة. وأفاد مصدر بأن قوات الاحتلال أغلقت كل الطرق المؤدية إلى الخان الأحمر.
وكان الاحتلال بدأ بهدم مساكن في تجمع أبو النوار البدوي شرق القدس والذي يرابط فيه منذ أسابيع كادر هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وبعض الناشطين، حيث تسعى سلطات الاحتلال إلى تهجير السكان قسرياً واقتلاعهم من المنطقة.
كما نشرت سلطات الاحتلال شرطتها في الشارع الرئيسي القريب من التجمع البدوي، واستدعت حافلات وآليات ثقيلة لتهجير السكان واقتلاعهم من المكان، ونقلهم إلى بلدة العيزرية البعيدة.
وفي سياق متصل، أعادت قوات الاحتلال اعتقال وزير الأسرى السابق وصفي قبها بعد اقتحام منزله في مدينة جنين واعتقلت الأسير المحرر مهند حفاوي.
وطالت الحملة شباناً في رام الله وقلقيلية، فيما ترافقت المداهمات في نابلس مع اعتداءات على الأهالي الذين تصدّوا لقوات الاحتلال.
حركة حماس دانت اعتقالات الاحتلال، مؤكدة أن «اعتقال القيادات لن يثني عزائم شعبنا في التصدّي للاحتلال».
هذا، وشرعت قوات جيش الاحتلال، صباح الأربعاء، بهدم عدد من المساكن وحظائر الأغنام في تجمّع أبو النوار البدوي، في برية السواحرة، شرق مدينة القدس المحتلة، على الرغم من قرار محكمة الاحتلال العليا بعدم المساس بالمساكن.
ولاحقاً اعتصم عشرات الفلسطينيين ومتضامنين أجانب ورفعوا الأعلام الفلسطينية وشكلوا سلسلة بشرية بأجسادهم، لمنع الجرافات والآليات من هدم المساكن والمنشآت في الخان الأحمر، وتشريد سكانه، ما أدّى إلى إصابة عدد منهم.
جدير بالذكر أنه يحيط بهذه المنطقة البدوية عدد من المستوطنات اليهودية، حيث إنها تقع ضمن الأراضي التي تستهدفها دولة الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى «E1»، الذي يهدف للاستيلاء على 12 ألف دونم، ممتدّة من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، بهدف إفراغ المنطقة من أي وجود فلسطيني، كجزء من مشروع فصل جنوب الضفة عن وسطها.