صباحات
عندما تشرق الشمس علينا من كل الجهات يكون الصباح. فمن الشمال موسكو تمسك بناصية استيلاد معادلات العالم الجديد. بكل جدارة تروّض ضباع الرأسمال المتوحش والاستعمار والاستحمار بحقائق انتصارات يسجّلها محور الدول المستقلّة وحركات المقاومة وتدخل حلبة اللعبة الدولية على هيئة أسد جسور تليق به القيادة يستوحي مهابة أسد قاسيون يصيغ معادلات المنطقة ويقلع أنياب الأفاعي التي تدبّرت الشرّ لسورية في ليل لئيم… وعند القرم كتبت روسيا خطّ شروق الشمس الجديدة من الشمال وصولاً إلى البوسوفور. وفي الجنوب شمس تشرق من شلال الدم الفلسطيني يقول لمن خدعتهم سطوة مال الخليج أن لا أمل يرتجى في تصنيع دمية فلسطينية تُمسك القلم لتوقع على صفقة القرن. وتعلن أن اليد التي ستمسك هذا القلم المسموم ستُقطع قبل أن يتكسّر القلم ويسيل حبره دماً أصفر بلا روح… وفي جنوب الجنوب على ساحل البحر الأحمر يُعيد الحفاة العراة والمساكين والبسطاء إنتاج عبقرية التاريخ. فتستردّ الذاكرة بلسان بني عثمان ما فعله اليمنيون بجيوشهم الجرارة وكيف حملت أغانيهم اسم اليمن للدلالة على الحسرة في فقدان الأحبة وصار كل آهٍ مصحوباً باليمن حتى في قصائد الحب والغزل… فيكتوي أو ينشوي من لم يحسن القراءة وأصابه الغرور بسلطة التفوّق من الجوّ أو التجوّل في البحار… أما في الشرق حيث أصل كل شروق فيستعيد مضيق هرمز حضوره في الحرب والسياسة لتذكير مَن أصابه غرور التسيّد على ممرات المال أن ممرات الماء أقوى في التاريخ والجغرافيا… وأن النفط نفط والمال مال… ومَن يمنع بيع النفط بالمال الحلال عليه أن ينتظر منع النفط من بلوغ المال الحرام… وفي شرق الشرق على ضفاف بحر الصين وسواحل كوريا عناد الأقوياء وتفاوض الأشداء وأحلام وأوهام تتبدّد ومهل تتمدّد… فجاؤوا من الغرب يريدون منع الشروق… وشمسهم تحاول الشروق من الغرب، حيث لا شروق وقد جرّبوا بحرنا وحاولوا قهرنا فعادت أساطيلهم تجرجر خيباتهم… هنيئاً لمن يستحق الصباح… مع كل صباح.