فياض: حزبنا في قلب كلّ المعادلات السياسية وفي مقدّمة القوى التي حمت معادلة الجيش والشعب والمقاومة في مواجهة الاحتلال والارهاب
بمناسبة الذكرى الـ 69 لاستشهاد مؤسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي الزعيم أنطون سعاده، زار وفد من قيادة الحزب وجمع من القوميين ضريح سعاده في مدافن مار الياس ـ بطينا، وضمّ الوفد رئيس الحزب حنا الناشف، رئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان، نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، ورئيس هيئة منح رتبة الأمانة كمال الجمل وعدد من أعضاء مجلس العمد والمجلس الأعلى والمكتب السياسي وعدد من المنفذين العامين ومسؤولي الوحدات… وتقدّم الوفد حمَلة الأكاليل والأعلام وسط حضور الأشبال والزهرات صفوفاً بديعة النظام.
وبعد أداء التحية أمام الضريح، وضع الناشف وحردان أكاليل الزهر.
الكلمة المركزية
وألقى عميد الثقافة والفنون الجميلة في الحزب د. زهير فياض كلمة باسم قيادة الحزب قال فيها: الثامن من تموز لم يكن يوماً طقساً جامداً نمارسه بداعي التقليد… بل هو فعل دينامية حية يشكل محطة أساسية في تاريخ أمتنا الحديث… عنيت فعل الفداء ورمزيته وأبعاده في حياة هذه الأمة… انه فعل الاستشهاد المعمّد بدماء الشهداء من أجل حياة الأمة وعزّها وانتصارها… الثامن من تموز عنوان حياة، رمزية انتصار الدم على السيف… انتصار الحق على الباطل… انتظار المظلومية على الظالم في تلك المعركة الانسانية المستمرة مع أعداء هذه الأمة في كلّ المراحل ومنذ فجر التاريخ.
نلتقي اليوم حول ضريح الزعيم الخالد لنؤكد على مفاهيم التضحية وعلى قيَم الفداء والاستشهاد التي لولاها لما حافظنا على وجودنا القومي والإنساني في معترك الأمم الحية. فمعاني الثامن من تموز ضاربة في عمق التاريخ، وفي جوهر معنى استمراريتنا وجوداً قومياً وإنساناً حضارياً نامياً متحرّراً عزيزاً يرفض الذلّ والعبودبة والهوان والتبعية، ويحمل قيَم الحرية والسيادة والاستقلال الحقيقي، الاستقلال في النظرة، الاستقلال في الوعي، الاستقلال في الإرادة والاستقلال في الفعل من أجل أن نحمي ونصون ونحافظ على حرية شعبنا، وعلى مكانة أمتنا بين الأمم.
نلتقي اليوم حول ضريحك… زعيمي الخالد… لنؤكد عمق التزامنا بمفاهيم النهضة وقيمها ومعانيها، والأهمّ من هذا كله هو التزامنا بترجمة هذه المفاهيم والقيم والمبادئ في سلوكياتنا اليومية، وفي نهج حزبنا ومؤسساتنا وفي كلّ مناحي النضال، في السياسة وفي الميدان، في الثقافة وفي التربية، في الاقتصاد وفي الفكر وفي مجالات العمل والنضال النهضوي المستدام.
نلاقي الثامن من تموز هذا العام ونحن نحيا فصلاً جديداً من فصول الصراع في خضم المؤامرات والمخططات التي تطلّ علينا تحت ألف عنوان وعنوان، واستهدافها يبقى واحداً، ضرب وحدة الأمة وصورتها، ضرب بنيتها الاجتماعية وتحقيق الانشطارات فيها العمودية منها والأفقية على قاعدة طائفية ومذهبية واتنية وطبقية.
لكننا يا زعيمي… نحن كنا وسنبقى في عين العاصفة، رأس حربة كما أردتنا دائماً في مواجهة كلّ هذه المخططات… فحزبنا يخوض مع كلّ القوى الحية في أمتنا معركة لا هوادة فيها ضدّ العدو الصهيوني وضدّ الإرهاب وضدّ تنين الطائفية والمذهبية والتخلف.
أضاف: من العراق حيث تمّ دحر الإرهاب وقواه الظلامية على طريق إعادة بناء عراق قوي موحد يشكل مخزوناً وعمقاً استراتيجياً لبلادنا، إلى الشام حيث المواجهة الكبرى ضدّ أخطر وأوسع وأشمل وأعنف هجمة وحرب كونية تخاض ضدّ شعبنا استهدفت إسقاط سورية باعتبارها قلعة أساسية من قلاع المقاومة في بلادنا، وحصناً أول من حصونها المنيعة، حيث خاض حزبنا إلى جانب الجيش وقوى الدفاع الشعبي وقوى المقاومة من خلال المشاركة القتالية لنسور الزوبعة في معارك الميدان على مدى كلّ هذه السنوات محققين انتصارات هائلة أفشلت مخططات الأعداء وحافظت على وحدة الدولة والشعب والمؤسسات.
إلى لبنان الذي أصبح فيه حزبنا بفعل نضالات القوميين الاجتماعيين في قلب كلّ المعادلات السياسية، وفي مقدّمة القوى الحية التي حمت معادلة الجيش والشعب والمقاومة في مواجهة الاحتلال والإرهاب، الى النضال المستمر من أجل بناء الدولة وتعميق مفاهيم المواطنة الحقة بعيداً عن مفاهيم الزبائنية السياسية والارتهان الطائفي والمذهبي. واننا نؤكد استمرارنا في النضال السياسي من أجل قيام الدولة المدنية ومدخلها قانون انتخابات عصري على أساس النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة وخارج القيد الطائفي.
إلى فلسطين التي يبقى حزبنا حزب الوجدان القومي وحزب الالتزام المركزي بالمسألة الفلسطينية وبالصراع الوجودي مع كيان الاغتصاب اليهودي على أرض فلسطين حتى دحر هذا السرطان وازالة الاحتلال والاغتصاب عن كامل الأرض على كلّ تراب فلسطين، هذا هو حزبنا وهكذا يبقى حزب الأمة حزب الدفاع عن كامل حقها في أرضها وثرواتها وسيادتها حزب الشهداء والمناضلين والشرفاء…
وختم: نعاهدك أيها الزعيم أننا سنبقى على عهد النضال والالتزام بثوابت قضيتنا القومية، ولتحي سورية وليحي سعاده.