عزوز: السوريون أسقطوا كل المؤامرات وصنعوا الانتصار بإرادتهم وصمودهم
بمناسبة يوم الفداء في الثامن من تموز افتتحت منفذية سلمية في الحزب السوري القومي الاجتماعي مكتباً لها في تل حسن باشا، بحضور عضو المكتب السياسي عضو مجلس الشعب مازن عزوز، منفذ عام سلمية عدنان الجرف، عضو المجلس القومي عفراء ضعون، وعدد من أعضاء المجلس القومي وهيئة منفذية سلمية، ومسؤولي الوحدات الحزبية.
كما حضر ممثلون عن أحزاب الجبهة الوطنية، عضو مجلس الشعب عبد الكريم معاط إسماعيل، شيخ عشيرة بني عز، وفاعليات سياسية واجتماعية وإدارية ورجال دين من متحدات: تل حسن باشا وأم العمد وقب الهات وسنيدة وعقارب وجمع من القوميين والمواطنين.
افتتح الحفل بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الحزب والأمة، ثم نشيدي الجمهورية والحزب السوري القومي الاجتماعي.
ألقى غسان قدور كلمة ترحيب عرّف فيها بمعاني المناسبة وما تمثله لدى السوريين القوميين الاجتماعيين، وشكر الحضور على مشاركتهم.
كلمة المفوضية
ألقى مفوّض العمل والشؤون الاجتماعية في مفوضية تل حسن باشا محمود الأحمد كلمة جاء فيها: اخترنا أن يكون شهر تموز هو الحاضن الزمني لافتتاح مكتبنا هذا. واختيارنا ليس مصادفةً أو ارتجالاً، إنه تأكيد منا على الاستمرار في نهج العطاء والالتزام بأمور متحداتنا الصغرى وصولاً الى قضية الأمة كمتحد أتمّ.
أضاف: تموز بالنسبة لنا هو شهر للعطاء والتضحية، اعتمدناه منذ استشهاد مؤسس حزبنا في الثامن منه في العام 1949 الذي استشهد بأخطر اغتيال سياسي في العصر الحديث، شاركت فيه قوى تآمرت على أمتنا وما زالت تتآمر حتى اليوم. وخيرُ دليل على ذلك الحرب المدمّرة التي شنّت على بلدنا منذ أكثر من سبع سنوات.
وختم: نحن لا نحتفل باستشهاد سعاده إجلالاً لفعل الشهادة عن سابق إصرار وتصميم. كان يعلم أنّ هناك قراراً باغتياله، لكنه كان واثقاً بأنّ حزبه باقٍ وسيستمرّ وينتصر.
كلمة المنفذية
ثم ألقى ناظر الإذاعة في منفذية سلمية علي المير أحمد كلمة منفذية سلمية جاء فيها: إنّ الإرث الفكري والمناقبي الذي ائتمننا عليه سعاده قد كشف لأبناء الأمة هويتهم القومية الحقة وانتماءهم لمجتمع واحد موحد الاتجاه، وأسس لدولة تفصل بين الدين والدولة وتوزع الثروة على قدر الإنتاج، دولة حديثة يسودها مبدأ المواطنة والعدالة الاجتماعية العابر لحدود المذاهب، والطوائف والقبائل والعشائر.
مهما بلغ منا العطاء فحالة وطننا الراهنة تحتاج منا المزيد، ليس بالكلمات وفي المناسبات فقط وإنما الى عمل دؤوب مستدام يختصر الزمن الرديء، ويُخرس أصوات الغزاة الجدد الذين يردّدون صدى كلمات الفرنسي «غورو» وعلى خطاه يسيرون مردّدين: ها قد عُدنا أيها السوريون الأحياء..
نستميح دم الشهداء في يوم الفداء، فيهود الداخل والخارج ما زالوا يتربّصون بأمتنا التي أهديتموها دماءكم لتحيا عزيزة مكرّمة مصانة، بعقول وزنود كلّ أبنائها المخلصين لكلّ هذا وأكثر ما زلنا نحن القوميين الاجتماعيين نحتفل ونستذكر يوم استشهاد أنطون سعاده، باعث النهضة ومؤسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي. مؤكدين من خلال ذلك متابعة السير على درب العطاء يداً بيد مع كلّ الشرفاء المخلصين في هذا الوطن، سائرين نحو بناء سورية المتجدّدة واستعادة مكانها ومكانتها تحت الشمس.
وختم قائلاً: «نرفع تحية اعتزاز وفخر لجيشنا السوري البطل ولكافة القوى الرديفة، وفي مقدّمهم نسور الزوبعة ونترحّم على شهداء الوطن جميعهم ونعاهد أبناء الوطن أننا مستمرّون بالعطاء لتحيا سورية».
كلمة المكتب السياسي
ثم ألقى عضو المكتب السياسي للحزب وعضو مجلس الشعب مازن عزوز كلمة المكتب السياسي في الشام وجاء فيها:
أهلنا في قرية تل حسن باشا والقرى المجاورة، أتينا إليكم اليوم مقدّرين مواقفكم التي نبذت من أرادوا إيقاع الشقاق، ومقدّرين التفافكم حول الذين أرادوا لكم الوفاق، ومقدّرين اجتماعكم على كلمة سواء جمعت شملكم وأعادت وطنكم إلى مواقف العزة والكرامة.
«ها نحن مع رفقائنا من كافة الوحدات الحزبية في منفذية سلمية وإحياء ليوم الفداء التموزي، وفي حضرة الزعيم سعاده حيث قال «أنا أموت أما حزبي فباق».
أضاف: «نفتتح اليوم وبمشاركة أصدقائنا وحلفائنا في حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية وممثلي العشائر والفاعليات السياسية والاجتماعية والإدارية ورجال الدين المحترمين في المنطقة، مكتباً للحزب السوري القومي الاجتماعي في قرية تل حسن باشا. هذه القرية الصامدة الخيّرة المعطاءة. إنّ أهمية افتتاح هذا المكتب تكمن في جعله مكتباً مفتوحاً لكلّ أهلنا وأبناء مجتمعنا في هذه القرية والقرى المجاورة لنتشارك معهم في همومهم وآمالهم وآلامهم وتطلعهم لمستقبل أفضل لهم ولسورية، ولنعمل جميعاً لأجل مصلحة سورية ولأجل وحدة المجتمع السوري».
وقال عزوز: نقف اليوم بينكم، ونحن جزء منكم، نخاطبكم من موقع الحزب السوري القومي الاجتماعي وباسم الشهداء والنسور المرابطين على كلّ الجبهات، في هذه الحرب المدمّرة التي تعصف ببلدنا ووحدتنا وضميرنا، والتي أرادوها حرباً داخلية، حرب المجتمع على نفسه. كلّ ذلك لتمزيق وحدتنا الاجتماعية، وتدمير اقتصادنا وحضارتنا وتمزيق مجتمعنا، لكن السوريين أسقطوا كلّ المؤامرات وصنعوا الانتصار بفضل إرادتهم وصمودهم».
وتابع: السوريون القوميون الاجتماعيون لم يتلكّأوا أو ينكفئوا بل قاتلوا بضراوة عزّ نظيرها وبذلوا أرواحهم ودماءهم بالمئات على أرض الشام الصامدة لإفشال مخططات أعداء أمتنا، الرامية لتقسيم بلادنا على أساس الدين والطائفة والعرق. هذه التضحيات في الشام وكلّ أنحاء وطننا يبقى أساسها سيادة الدولة السورية على أرضها وتقرير شؤونها بنفسها من دون تدخل أحد مهما كانت صفته أو نياته.
وأردف: نحن فقط السوريون نضع دستورنا على أرضنا ونحن فقط من يتصرّف بحق شعبنا، وما تمليه علينا مصلحة سورية التي هي فوق كلّ مصلحة. وها نحن نجتاز مرحلة مصيرية وزمناً غاية في الصعوبة، وحرباً همجية تستهدف وجودنا وحضارتنا وإرثنا التاريخي وتستهدف تمزيق مجتمعنا وإسقاط شرعية الدولة، والاستيلاء على قرارها لنكون تحت الوصاية التي أرادوها من هذه الحرب، وعليه فإنّ موقفنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي بالشام يرتكز على مجموعة أهداف، بدءاً من الحفاظ على وحدة الشعب والأرض والسيادة ورفض التدخل الخارجي بأيّ صيغة أو شكل، إلى التمسك بعلمانية الدولة بكلّ أنظمتها ومؤسساتها، إلى دستور يرسّخ الحريات وسيادة القانون ولا تدخله امتيازات طائفية أو مذهبية، إلى محاربة الفساد بكلّ الوسائل المتاحة ورفع الغطاء عن كلّ من هو خارج عن القانون مهما كانت صفته ومرجعيته ونوياته لأنّ كرامة مواطنينا وعزتهم هي أولوية عملنا.
وقال: إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي يضع مصلحة سورية فوق كلّ مصلحة ويحافظ على الوطن والدولة والأملاك العامة والثروات القومية، وسيكون العين الساهرة على سلامة المجتمع وأمنه واستقراره، ومنبّهاً من الخيانة والخونة ومن الفساد والفاسدين ومتصدّياً لهم. ولذلك نقول إنّ مسؤوليتنا كبيرة، لأنها تعني مصير بلادنا، وأنتم أيها السوريون كما كنتم على قدر المسؤوليات الكبيرة فحملتموها وخرجتم أقوياء، وهكذا سنكون لنعمل جميعاً من أجل أن تحيا سورية لأننا أبناء الحياة.
وختم عزوز متوجهاً بالتحية إلى شهداء الأمة من مدنيين وعسكريين الذين كتبوا بدمائهم إرادة الصمود وأنشودة النصر الأكيد، ووجّه التحية إلى الجرحى ورجال الجيش السوري البطل ونسور الزوبعة والقوى الوطنية المقاومة كافة.