باسيل: الحل المستدام الوحيد المقبول هو في عودة النازحين عودة آمنة وكريمة
أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزيرة التجارة الخارجية والتعاون التنموي في هولندا سيغريد كاغ، أن الحكومة المقبلة ستولي عناية خاصة بالشأن الاقتصادي واستكمال عملية مكافحة الفساد، وذلك بالتزامن مع معالجة سائر المسائل التي تهمّ اللبنانيين في ظل الاستقرار الأمني الذي تنعم به البلاد منذ أكثر من سنة ونصف سنة. ورحّب بالتعاون بين لبنان وهولندا في المجالات الاقتصادية والتجارية، مؤكداً الحرص على تفعيل هذا التعاون وتطويره في المجالات كافة.
وشكر رئيس الجمهورية للمملكة الهولندية مشاركتها في مؤتمرات دعم لبنان التي انعقدت في روما وباريس وبروكسل، مقدّراً الاستعداد الذي أبدته كاغ لاستضافة بلادها مؤتمراً لمتابعة ما توصل إليه المشاركون في مؤتمر «سيدر» الذي عقد في باريس.
وكانت كاغ، التي شغلت قبل تعيينها في منصبها الوزاري منصب ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، قد عبّرت لعون في مستهل اللقاء الذي حضره سفير هولندا جانس والتمانس والوفد المرافق، عن سعادتها للعودة إلى بيروت وزيرة للتجارة الخارجية في بلادها، مستذكرة الظروف التي عملت خلالها في بيروت. وهنأت رئيس الجمهورية على نجاح الانتخابات النيابية وقرب تشكيل حكومة جديدة. وعرضت لموقف بلادها الداعم لتعزيز التعاون مع لبنان في مجالات عدة، لا سيما في الشأنين الاقتصادي والزراعي لمواجهة التداعيات التي سببها نزوح السوريين الى لبنان منذ عام 2011، ولخبرة هولندا في مجالات التجارة والتدريب الزراعي، مؤكدة أن لبنان قادر على لعب دور ريادي في المنطقة لا سيما عند بدء عملية اعادة اعمار سورية.
وزارت كاغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري وتمّ عرض للتطورات الراهنة والعلاقات بين لبنان وهولندا.
وبحثت وزيرة التجارة الدولية والتعاون الإنمائي الهولندية سيغريد كاغ مع الرئيس المكلف سعد الحريري الأوضاع العامة والعلاقات بين لبنان وهولندا.
بعد اللقاء، قالت كاغ: «إن هولندا قدمت 200 مليون يورو من المساعدات، و100 مليون يورو لمتابعة الإصلاحات، ونحن نهتم للاستثمار في الزراعة، وكذلك بشكل خاص، في الإنتاج والتكنولوجيا ومواصلة المساعدة للبنان في ما يتعلق باللاجئين السوريين عبر برنامج مساعدة الأمم المتحدة».
وفي قصر بسترس التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الإنمائي في هولندا وعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً، استهله الوزير باسيل بشكر هولندا على مساعدتها للبنان، التي ستبلغ قيمتها خلال السنوات الأربع المقبلة 200 مليون يورو، على أن يكون المبلغ قابلاً للزيادة».
أضاف: «إن زيارة الوزيرة كاغ تندرج في سياق وضع اللمسات الاخيرة على هذا المسار، الذي سينطلق في تشرين الاول 2018. وعرضت هولندا استضافة اجتماع تقييمي لمؤتمر سيدر في عام 2019. كما سينعقد الاجتماع الثالث لمجموعة التخطيط الاستراتيجي في الربيع المقبل».
وشكر لـ «الحكومة الهولندية مساعداتها المالية، في إطار أزمة النزوح السوري عبر الصليب الاحمر اللبناني، إضافة الى المساعدات الاجتماعية والتربوية، وفي مجالات كثيرة أخرى منها ادارة المياه والزراعة، لا سيما في قطاع الزهور»، وقال: «شددت أمام الوزيرة كاغ على أن الوضع الاقتصادي على وشك الانهيار بسبب عبء وجود النازحين السوريين في لبنان».
ورأى أن الحل المستدام الوحيد المقبول هو في عودة هؤلاء عودة آمنة وكريمة، كانت قد بدأت وانطلقت ببطء وبتدرج، وذلك في ضوء الهدوء القائم في معظم المناطق السورية، ونريد تعزيز هذه العودة من خلال سياسة التشجيع، بدلاً من سياسة منع العودة. وشدد على أن «لبنان يحترم دائماً مبدأ عدم الإعادة القسرية، لكن النازحين السوريين أنفسهم يطالبون بتسريع عودتهم».
وأشار إلى أن «لبنان لا يعارض فقط أي سياسة خارجية أو دولية هادفة الى بقاء هؤلاء في لبنان، بل إنه عازم على محاربة مثل تلك السياسات والانتصار عليها، بما في ذلك بيان بروكسل الأخير، والإجراءات التي اتخذتها المفوضية العليا للاجئين، مؤكداً أن العودة التي يدعمها لبنان والسوريون أثبتت فعاليتها بقوة».
وقال: «إن لبنان يرفض كل الأعمال العدائية التي ترتكبها إسرائيل بحق سيادته. ولبنان أيضاً يذكر المجتمع الدولي بالدعوى التي رفعها الى المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل، لارتكابها جرائم حرب ضد الفلسطينيين. وفي حال تم تجاهل هذه القضية مجدداً، فإن ذلك يدل على غياب المحاسبة الدولية، ما يشجّع اسرائيل على الإمعان في ممارسة ارهاب الدولة».
وشدد باسيل على أن لبنان استعاد استقراره السياسي وأمنه الداخلي ووحدته الوطنية وقدرته على اتخاذ القرارات، وذلك عزز استقلالنا وسيادتنا، وسيمكننا أيضاً من تعزيز مؤسساتنا لبناء دولة القانون ومحاربة الفساد وتمهيد الطريق للنهوض بالاقتصاد.
من جهتها، قالت كاغ: «نحن مسرورون بما تبلغناه في الاجتماع الثنائي مع الوزير باسيل عن بدء تصدير البطاطا اللبنانية الى هولندا للمرة الاولى، وهذا قطاع مهم جداً سيعزز قدرة عائلات لبنانية عديدة. ويمكن المساهمة في تعزيز اقتصاد لبنان ومحاربة البطالة وخلق وظائف جديدة عبر الشراكة والنفاذ الى الأسواق والاستثمار في مجالات اساسية، منها المجال التقني».
وأردفت: «أن الاقتصاد الهولندي هو في الخطوط الامامية في قطاع الابتكار والتقنيات، وهناك مجالات عدة يمكن أن ندخل بشراكة مع لبنان فيها، إذ إن هناك افكاراً جديدة ومبتكرة لمساعدة لبنان لمواجهة الضغط الكبير الذي يواجهه منذ بدء الازمة السورية، والذي لم يواجهه اي بلد آخر مثلما فعل لبنان والاردن لجهة استضافة هذا العدد الكبير وضيافته الكريمة له لفترة طويلة من الزمن».
وإذ أكدت كاغ «ان هولندا ستبذل ما في وسعها لمساعدة لبنان في تحدّي مواجهة أزماته والتطلّع والبحث عن ازدهار مستدام وملموس، لأن ذلك يفيد الامن والاستقرار»، قالت: «إن مبلغ 200 مليون يورو هو عبارة عن منحة للبنان، وليس قروضاً، إضافة الى تمويل يعتمد على تطبيق مقررات مؤتمر سيدر. كما أن هناك أدوات إضافية لتمويل قطاعات ومؤسسات موجودة، ونتشارك والشعب اللبناني حبنا للاستثمار».
أضافت: «موقفنا يتطابق مع موقف المفوضية العليا للاجئين، وتركيزنا على العودة الكريمة والآمنة للنازحين، كما أشار الى ذلك الوزير باسيل».
والتقت كاغ رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي، وعرض معها الأوضاع الإقليمية والدولية.