«الجيش الحر»: يُحيي العظام وهي رميم
روزانا رمّال
يبدو انّ هناك من يريد التخاطب مع قيادة الرئيس السوري بشار الأسد والتدخل في الحلّ السياسي مباشرة عن طريق أوهام قوة قد تثمر عن إخراج «الجيش الحر» من العناية الفائقة.
انتشرت أخبار عن أنّ مقاتلين من «الجيش الحر» دخلوا ليلاً الى سورية من تركيا للمساعدة على الدفاع عن مدينة عين العرب في وجه تنظيم الدولة الإسلامية، كما صرّح مسؤول تركي محلي. مشيراً الى «أنّ حوالى 150 مقاتلاً من الجيش الحرّ عبروا الحدود ليلاً الى مركز مرشد بينار الحدودي».
هذا العبور تحت عين تركيا، وسماحها بحرية الدخول او الخروج من معابرها، وبث الخبر في الإعلام من باب إعطاء دور للجيش الحر المنهك، والذي أصبح في حساب المعزول عن سوق المجموعات الإرهابية يبدو انه لا يزال يحظى بحضن وحيد وهو الحضن التركي الذي ارتأى إعادته الى الواجهة وسط زحمة اللاعبين الدوليين وزحمة الجماعات الإرهابية في كوباني.
عندما يُذكر «الجيش الحر» أيّ الجيش المنقسم او المنشقّ عن الجيش السوري الرسمي يعني بشكل غير مباشر التوجه تحديداً إلى من يهمّه الأمر في الجهة المقابلة له، وبالتالي من يحمل ورقة «الجيش الحر» يريد التحدث والتوجه رسمياً الى رأس الدولة السورية اليوم ورئيسها الدكتور بشار الأسد، وليس سراً انه النظام التركي.
تريد أنقرة إعادة إحياء إحدى الأوراق الساقطة، للقول إنه يمكن أن تعيد الزخم لـ»الجيش الحر»، وجعله مجدّداً إحدى أوراقه في سورية رغم انّ اللاعبين الدوليين يعرفون جيداً حجم «الجيش الحر»، وهم متيقنون من عدم جهة سياسية قوية قادرة على خوض غمار المفاوضات مع الرئيس الأسد ..
لا يمكن اختراع دور لـ»الجيش الحر»، فوضعه واضح في كلّ الجبهات، ففي ريف إدلب قضت عليه «النصرة»، وأيضاً في القنيطرة أخدت «النصرة» مكانه، أما في كلّ من ريف حماه وريف حمص وريف دمشق، فقد تكفل به الجيش السوري.
المفارقة أنّ إقحام «الجيش الحر» في لعبة كوباني الأممية جاء بعد عودة الأخبار عن نوايا إعادة تحريك عجلة جنيف للحلّ السياسي في سورية، ويبدو أنّ الأميركي يعاجل الحديث عن الحلّ في سباق مع الزمن، ومن جهته أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه لا بدّ من الإسراع بالتفكير في انعقاد جنيف، لأنّ الحلّ السياسي وحده يتكفل بتشكيل حكومة تجفف منابع الإرهاب في سورية…
هذا بالإضافة إلى أنّ مؤتمر برلين للنازحين خرج بتوصية تقول إنّ أساس الحلّ لقضية النزوح هو سياسي وهو المخرج الوحيد.
لعبة أردوغان ومجموعته مكشوفة، ولا يمكن له أن يفرض أوراقه على الساحة السياسية السورية هروباً او تعمية على فشل «الإخوان المسلمين» المدوّي في كلّ من مصر وتونس، إضافة إلى تصنيفها إرهاباً من قبل الدولة السورية منذ عقود… اللعب على إعادة إحياء دور أو اختراع دور لـ»الجيش الحر» ليس سوى عنوان لندرة اوراق القوة.
«الجيش الحر»: يحيي العظام وهي رميم…
«توب نيوز»