«حماس» تتهم سلطة عباس بالتواطؤ لتنفيذ «صفقة القرن»
قالت حركة حماس إن «خلوّ بيان حكومة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من أي قرارات لإنهاء الإجراءات الانتقامية التي تنفذها ضد غزة واستمرارها بتحريض المجتمع الدولي والاحتلال بعدم تخفيف الحصار يؤكد تواطئها وسلطة عباس مع كل الخطوات الأميركية والصهيونية لتنفيذ صفقة القرن»، بحسب تعبيرها.
وحمّلت حماس في بيان، «الاحتلال وسلطة عباس وحكومته كل التداعيات المترتبة على الحصار المزدوج المفروض على غزة والإجراءات الانتقامية بحقها».
وكانت الحكومة قالت أمس، إن «ادعاء «إسرائيل» والولايات المتحدة الأميركية تحسين الواقع الإنساني في قطاع غزة عبر خطوات عديدة تعتبر المرحلة الأولى لما يُسمّى صفقة القرن».
وذكر مجلس الوزراء في بيان له عقب جلسته التي عقدها برام الله أنه «في الوقت ذاته الذي تدّعي فيه «إسرائيل» وحليفتها بالعمل لتحسين الواقع الإنساني في القطاع عبر خطوات عديدة، وإعداد خطة إنسانية أميركية لتنفيذها في القطاع، تعتبر المرحلة الأولى لما يُسمّى صفقة القرن».
وشدّدت الحكومة على أن «الحديث عن تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، ما هو إلا خدعة لتحسين وتجميل صورة إسرائيل في العالم».
وفرض عباس جملة عقوبات على غزة بنيسان/ أبريل 2017 بدعوى إجبار حماس على حل اللجنة الإدارية التي شكلتها في غزة، شملت خصم نحو 30 من الرواتب، وتقليص إمداد الكهرباء والتحويـلات الطبيـة، وإحالة أكثر من 20 ألف موظف للتقاعد المبكر.
ورغم حلّ الحركة للجنة الإدارية بعد حوارات في القاهرة في أيلول/ سبتمبر من العام نفسه، إلا أن العقوبات تواصلت وزادت في إبريل الماضي ليصل الخصم من رواتب الموظفين إلى نحو 50 .
وانطلق في الأسابيع الماضية حراك رفع العقوبات عن غزة، في الضفة الغربية المحتلة، لمطالبة السلطة برفع عقوباتها التي تفرضها على غزة، فيما قمعت الأجهزة الأمنية الحراك في بدايته.
وتوسعت دائرة الاحتجاج لتشتمل عواصم عربية وأجنبية، أمام ممثليات وسفارات السلطة، فيما لم تستجب الأخيرة حتى اللحظة لهذه الدعوات والنداءات.
وتعد «صفقة القرن» مجموعة سياسات تعمل الإدارة الأميركية الحالية على تطبيقها حالياً – رغم عدم الإعلان عنها حتى اللحظة، وهي تتطابق مع الرؤية الصهيونية في حسم الصراع الفلسطيني – الصهيوني.
وأعلن عباس قبل أيام، أنه لن يسمح لـ «صفقة العصر» بأن تمرّ، داعياً إلى مناقشة كافة الملفات في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني الشهر المقبل.
وكان الرئيس دونالد ترمب أعلن عن «إزاحة» القدس عن طاولة المفاوضات – المتوقفة من 2014 – ونقل سفارة بلاده إليها وإعلانها عاصمة للكيان الصهيوني، وبدء إجراءاته لإنهاء الشاهد الأخير على قضية اللجوء عبر تقليص المساعدات الأميركية المقدمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا .
وفد من حماس يبحث في القاهرة المصالحة وإنهاء الانقسام
أكدّ المكتب السياسي لحركة حماس قبول دعوة مصر للتباحث مع المسؤولين المصريين بشأن التطوّرات في الشأنين الفلسطيني والعربي والعلاقات الثنائية بين القاهرة وحماس.
وجدّد المكتب السياسي في بيان له عن رغبته في تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية على أساس من الشراكة في المقاومة وفي القرار.
كما جدّد رفض حماس القاطع لـ«صفقة القرن» وأي محاولة عربية رسمية أو غير رسمية للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني.
ودعا بيان حماس إلى رفع العقوبات عن غزة، مرحّباً بكل الجهود والمبادرات بهذا الشأن.
القياديّ في حماس اسماعيل رضوان قال إنّ على السلطة الفلسطينية رفع العقوبات عن قطاع غزة، معتبراً أن مَن يُسهم في تمرير «صفقة القرن» هو مَن يجوّع ويحاصر القطاع.
القياديّ في «حركة الجهاد الإسلامي» خالد البطش أكد من جهته أن لا بدّ من الوحدة وإنهاء الانقسام كمدخل رئيس لمواجهة «صفقة القرن».
وبالتزامن، توجّه وفد من حماس إلى القاهرة أمس، برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري.
مصادر في غزة، أفادت بأنه من المقرر أن يغادر أيضاً وفد من حماس في غزة برئاسة عضو المكتب السياسي خليل الحية إلى مصر من أجل التباحث مع المخابرات المصرية حول آخر تطورات المصالحة الفلسطينية، وسبل رفع الحصار عن غزة.
وفي سياق منفصل، أعلنت الخارجية الروسية أن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف بحث في اتصال هاتفيّ الوضع في غزة مع رئيس المكتب السياسيّ لحماس اسماعيل هنية.
وقالت الوزارة إنّ هنية شرح لبوغدانوف الوضع الاجتماعيّ والاقتصاديّ الصعب بسبب الحصار الصهيوني. كما شدّد هنية على استراتيجية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.