ختام المونديال بين الحماس الفرنسي والحلم الكرواتي
إبراهيم وزنه
بجدٍ واجتهاد وأداء جيّد مع نتائج لافتة وصفوف مدججة بالنجوم، وصل منتخبا فرنسا وكرواتيا إلى خط النهاية في سباق المونديال الروسي… «الديوك» يطمحون لتحقيق إنجازهم الثاني بعد عشرين عاماً على الأول الذي سبق وأحرزوه على أرضهم، و«الكروات» يحلمون بحفر اسم بلادهم على الكأس الأغلى في عالم كرة القدم للمرّة الأولى. طموحات مشروعة من منتخب يملك الحماسة والرغبة أمام منتخب يمتلك الخبرة في التعامل مع الخصوم ويعرف من أين تؤكل الكتف.
الرئيس الفرنسي ماكرون والرئيسة الكرواتية كوليندا، سيحيطان بالرئيس الروسي بوتين في المنصّة الرئيسية يوم الأحد في 15 تموز الحالي، ولا شكّ في أن الاثنين لعبا دوراً بارزاً في دعم ومواكبة وتشجيع منتخبي بلديهما، مع الأرجحية لكوليندا «الشعبية» التي جالست المشجّعين ورافقت اللاعبين وتناولت معهم الطعام وحثّتهم على بذل الجهود الاستثنائية لتحقيق حلم الشعب الكرواتي بأسره. وفي هذا السياق لم يقصّر ماكرون في بثّ الحماسة في «ديوكه» المزركشة الألوان، إذاً، المعنويات عالية عند الطرفين ولا مجال للتوقّع المريح.
بصراحة، الترجيح المنطقي يصبّ وبحسب آراء غالبية أهل الخبرة والمتابعين لمصلحة الفرنسيين، بناء على ما تضمّه صفوفهم «الزرقاء» من أسماء رنّانة في الوسط ومواهب «طنّانة» في الهجوم ورجال أشدّاء في الدفاع… كبوغبا، وأومتيتي، وفاران، وكانتي، وغريزمان وكليان مبابي. بالمقابل، تعج الصفوف المرقّطة بالأحمر والأبيض باللاعبين المميّزين، والمتميّزين بخبرة عالية في التعامل مع الخصم ومع المجريات ومع وقت المباراة، متسلحين بروح عالية في الانتماء لبلدهم، هي بمثابة قيمة مضافة إلى التشكيلة «المقاتلة» على أرض الملعب.. كالنجم مودريتش والحارس فرساليكو وفيدا وراكتيتيش وبريسيتش والمتألق الجديد في الشوط بروزوفيتش وسيميتش.
غداً، الفرنسيون، سيسعون لتعويض خسارتهم وخيبتهم في كأس أوروبا الأخيرة، بدفاعهم الصلب وحارسهم المتيقّظ، وقد أعدّ مدربهم ديشامب العدّة لعدم السماح باختراق الصفوف، فيما الكروات، استسهلوا مواجهة الكبار وتجاوز الخطوط «الحمر والبيض والزرق» والتسجيل في أصعب الظروف، وإجادة التعامل مع كافة السيناريوات المتوقّعة في الميدان، فلن يكونوا لقمة سائغة كما يصفهم بعض المتفائلين من الفرنسين عديمي الخبرة.
في مونديال، غلبت على وقائعه ومجرياته المفاجآت في النتائج وفي تسجيل الأهداف القاتلة في اللحظات الأخيرة، والأهداف الثابتة من خارج المربّع، واللجوء إلى تقنية الفيديو لتبديد الشكوك وتبيان الحقيقة ونصرة المظلوم ـ أحياناً ـ من الصعب التكهّن بهوية بطل العالم، فلننتظر ما ستسفر عنه الدقائق الـ 90 أو 120 أو حتى ضربات الجزاء، وكل الأمور محتملة. على أي حال مبارك للمنتخبين وصولهما إلى اللقاء النهائي، ومبارك لمن سيرفع الكأس في بطولة غاب عنها وهج الكبار سريعاً ليطلّ علينا كبار جدد، مبارك لفرنسا ومبارك لكرواتيا. عاشت الملاعب مسرحاً للتلاقي الإنساني على المحبة والخير والتنافس الشريف.