تتذكّر لتنسى
لقد أدمنت الناي والقهوة والليل
الدموع والحنين والانكسار والتمثيل الحي
لقد أدمنتها بعدك….
شعرت بأنني ضحية ساذجة جداً
ضحية تعطي البراءة لمجرمها
بأدلة حاسمة على الجريمة
لم أكن أعلم أن الصدق خائن
وأن الكلام خائن
وأن لا حقيقة هنا أبداً
هذا الحنين يلتهمني دمعاً شهياً
يلتهمني بشراهة
ما الموسيقى؟
دمع تخمر سماء وسال لحناً من أحداق الزمن
جرح تعتق نهراً وانساب آية من الرب
هي الأبد العالق في قلب عاشق
أبد في ماض وأبد في الغد
أبد معزول من الوقت
إنما الموسيقى ملجأ في في السلم والحرب
وطن المشردين في قصور وفي أكواخ
وطن الذين يذرفون مدنا من أعينهم
مدّنا ودخاناً وعبيراً ونايا
هي معجزة تذكرك بأدقّ التفاصيل
كي تنسى
تتذكر لتنسى!
أنت لست في السجن
ولست خارجه
أنت السجن بعينه
عتمة
أخذت من الورد الأشواك
تماماً كما أخذت من الحياة
هواك
تمشي وحيداً وفي داخلك اكتظاظ الكون
تسمع تماماً دوران الكواكب وحركة المجرات وانفجار النيازك وصرير الأقلام وحفيف الأشجار
وأنين العاشقين
تسمع أحياناً صدى دون أن يكون صوت
العالم الذي يدور فيك
أثقل بكثير من العالم حولك
النوافذ الشفافة لم تعد تدخلها الشمس
الشمس تمشي من نفق إلى نفق
من شريان إلى شريان
من دمع شاهق داكن إلى آخر
أحياناً يصبح جرحك جزءاً منك
تخاف عليه
تتعلق به كثيراً
حدّ الهذيان والإشتهاء والشوق
يصبح جرحك وطنك ومنفاك
ديمة منصور