العبادي من بروكسل: ندعو دول العالم إلى التعاون وإنهاء وجود داعش في سورية
دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي، دول العالم للتعاون والتوحّد لحسم الحرب ضد «داعش» في المنطقة وإنهاء وجودها في سورية، فيما أكد أن حكومته امامها تحدي اعمار العراق واصلاح اقتصاده الوطني، اضافة الى العمل على إنهاء الفساد والروتين بمجموعة قوانين واجراءات قضائية.
وقال العبادي في كلمة باجتماع التحالف الدولي ضد كيان «داعش الإرهابي» المنعقد في بروكسل «قبل يومين مرّت الذكرى الاولى لتحرير الموصل ثاني اكبر مدن العراق التي اتخذتها داعش عاصمة لدولتها المزعومة، وكان هذا النصر تاجاً للانتصارات وعمليات التحرير التي أطلقناها بعد تسلّمنا الحكومة عام 2014، وفي ظرف ثلاث سنوات حرّرنا كامل الأراضي العراقية باندفاع بطولي من شعبنا وبتضحيات كبيرة وآلاف الشهداء والجرحى».
وأضاف العبادي، أن «بهذا النصر بدأت داعش بالانكسار في عموم المنطقة، بل وفي مختلف مناطق العالم وما زلنا نلاحق بقاياها التي تحاول إثبات وجودها لتحقيق مكاسب معنوية، لكنها لم تعُد تجد لها حواضن في مدننا بسبب تعاون المواطنين في المناطق المحررة مع قواتنا الأمنية وتقديم المعلومات عن مخابئهم»، مبيناً أن «الإرهاب ينمو في ظل الخلافات السياسية والطائفية، لكنه يفشل أمام وحدة الكلمة، وهذا ما سعينا اليه قبل أن نطلق عمليات التحرير حيث وحدنا شعبنا وبلدنا على هدف واحد هو محاربة الإرهاب باعتباره عدواً مشتركاً لجميع العراقيين، وبوحدة الموقف والكلمة بين دول العالم نستطيع أن نقضي على الإرهاب بشكل نهائي اينما وجد».
وأكد العبادي، «لم تعُد داعش قادرة على تجنيد الآلاف من المجندين كما كانت تفعل سابقاً، كما ان الإجراءات المشدّدة ضد العائدين منهم بعد هزيمة داعش قللت من خطرهم، لكنّنا نحذّر من قدرتهم على التجمع مرة ثانية واعادة تنظيم انفسهم اذا وجدوا اية فرصة او غفلة من اجهزة الامن في الدول التي عادوا اليها»، لافتاً الى أن «اي عنصر من عناصر الارهاب هو قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في اي وقت مما يستوجب استمرار المراقبة وتوجيه ضربات استباقية، كما أننا نعتقد بضرورة استمرار العمل المشترك وتحمل المسؤولية الجماعية ضد الإرهاب».
وتابع «كما تحالفنا ضد داعش وانتصرنا عليه فلا بد أن نواصل الشراكة والتعاون الأمني وتبادل المعلومات وتنشيط العمل الاستخباري، لأنه السلاح الفعال القادر على إحباط الهجمات الإرهابية قبل وقوعها، ولا بدّ من متابعة الخلايا الإرهابية وتفكيك شبكاتها من أجل مصالحنا جميعاً ومنعها من القيام بالاعتداءات ضد مواطنينا ومصالحنا الحيوية، ويجب أن نواصل هذه الحرب الوجودية حتى نطمئن تماماً بأن الإرهاب لن يعود يهدّد مدننا وشعوبنا».
وبيّن أن «داعش التي هزمناها في العراق ما زالت تمسك بمساحات واسعة في سورية المجاورة لنا، وخطر هذا الوجود الارهابي يهدد جميع دول المنطقة والعالم، وأننا نتخذ إجراءات وقائية لمنع تسللها الى اراضينا وتقوم قوتنا الجوية بتوجيه ضربات دقيقة وناجحة لتجمّعات داعش داخل الأراضي السورية»، داعياً، دول العالم الى «التعاون والتوحّد لحسم الحرب ضد داعش في منطقتنا وإنهاء وجودها في سورية ومنع تمددها الى الدول الأخرى وقضينا على داعش عسكرياً في فترة قصيرة ونستطيع بفترة قصيرة القضاء عليها نهائياً».
وأوضح، أن «العراق اليوم بلد قوي موحّد يملك قراره الوطني والسيادي وقواتنا المسلحة تقوم بواجبها بشكل مهني ومرحب بها من جميع العراقيين»، مشيراً الى أن «الواقع الجديد الذي يعيشه شعبنا ومرحلة الانتقال من الحرب الى السلم لها استحقاقات مختلفة، فنحن نتّجه لتعزيز دور المؤسسات وحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطة القانون ودعم الأمن والسلم المجتمعي، وبذلنا جهوداً كبيرة لإعادة الاستقرار في المدن المحرّرة وإعادة النازحين الى ديارهم، وقد تمّ تخصيص مبالغ يصل مجموعها الى 540 مليون دولار ضمن الموازنة الاتحادية للعراق لهذا العام لإعادة الاستقرار وعودة النازحين الطوعية للمناطق المحررة والتي قرر مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة وضعها في صندوق ال undp لإعمار هذه المناطق ووفق خطة الحكومة العراقية للإعمار».
وأشار في ختام كلمته الى أنه «أمامنا تحدي إعمار بلدنا وإصلاح اقتصادنا الوطني وتنويع موارده وعدم الاكتفاء بالنفط كمصدر وحيد، وفي مقابل ذلك نعمل على إنهاء الفساد والروتين بمجموعة قوانين وإجراءات قضائية»، مبيّناً أن «العراق يملك ثروات طبيعية وبشرية هائلة تؤهله لتحقيق النهوض الاقتصادي ونتوقع ذلك في المستقبل القريب فكثير من مواردنا وثرواتنا الطبيعية قابلة للاستثمار من قبل الشركات العالمية التي بدأت تقبل على العراق، كما نتطلع لتوفير آلاف فرص العمل للشباب العراقي».
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي وصل، مساء الخميس، الى العاصمة البلجيكية بروكسل لحضور اجتماعات التحالف الدولي ضد «داعش».